الرابطة المحمدية للعلماء

الفقيهة رحمة بنت العلامة الفقيه الحاج عبد السلام الصمدي تنتقل إلى جوار ربها

عرفت رحمها الله بجهودها في تحفيظ القرآن الكريم والعناية به تلاوة ورسما

انتقلت إلى عفو الله وواسع رحمته ليلة الرابع عشر من ذي القعدة 1430 هـ الموافق 2 نونبر 2009 الفقيهة رحمة بنت العلامة الفقيه الحاج عبد السلام الصمدي معلمة القرآن بدائرة القصر الكبير إقليم العرائش. وقد عرفت، رحمها الله، بشيمها الأخلاقية العالية، ومعدنها الإنساني الأصيل.  

فالفقيدة تنحدر من بيت علم عريق في الفتوى والقضاء والأوقاف؛ إذ شغل أبوها العلامة الحاج عبد السلام بن العلامة الحاج محمد الصمدي  خريج جامع القرويين، مناصب الفتوى والقضاء والعدالة ونظارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المنطقة الخليفية بشمال المغرب،  فترة الاستعمار وجزءا من مرحلة الاستقلال، وتفرغ للخطابة وتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية إلى آخر حياته رحمه الله .
وقد ظل لسانها رطبا بتلاوة القرآن الكريم إلى آخر رمق من حياتها. فرحم الله الفقيهة رحمة بنت العلامة الفقيه الحاج عبد السلام الصمدي رحمة واسعة، وتغمدها بواسع رحمته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

نبذة مختصرة من حياة المرحومة:

•    من مواليد 1937 على وجه التقريب بمدشر الخربة ( المعروف بمدشر القرآن ) من قبيلة بني يسف دائرة القصر الكبير إقليم العرائش.
•    أبدت وهي طفلة صغيرة رغبة كبيرة في مرافقة إخوانها إلى المسجد لحفظ القرآن الكريم خارقة بذلك العادة المعروفة في البادية والتي تقصر الذهاب إلى المسيد على الذكور فقط ، وشجعها أبوها على ذلك ، فكانت الطالبة الوحيدة إلى جانب ما يقرب من أربعين طالبا بالمسجد تلبس ( القشاب ) وهو لباس كالجلباب من الصوف الخشن . وتذهب إلى المسجد قبل آذان الفجر بساعة .كما يفعل باقي الطلبة . وتقرآ الحزب إلى أذان العشاء.
•    كانت تشارك الطلبة في جميع أنشطتهم التقليدية المعروفة ( قراءة الحزب / جمع التحريرة من البيوت والمنازل للفقيه / الذهاب إلى المواسم للتنافس في قراءة وحفظ القرآن الكريم مع طلبة المداشر الأخرى ….)
•    حفظت في هذه المرحلة نصف القرآن الكريم ( 30 ) حزبا حفظا تاما.
•    لما بلغت أشدها ورغبة في استمرار حفظها للقرآن الكريم عين لها أبوها فقيها خاصا بها وبأخواتها وإخوانها التسعة وأبناء عمها بالبيت فاستمرت في حفظ القرآن الكريم إلى أن أتمت 7 سلكات .
•    حين أتمت حفظ القرآن الكريم كاملا انتقلت إلى دراسة رسمه وخطه ( علم الأنصاص القرآنية ) فضبطته ضبطا تاما.
•    أشرفت على تحفيظ أبنائها القرآن الكريم نظرا لانشغال زوجها الفقيه العدل محمد بن علي الصمدي بالتعليم والخطابة خارج المدشر، فكانت تتكلف بكتابة ألواحهم بعد انصرافهم للقيام بأشغال البادية المعروفة، وتسهر على متابعة قراءتهم وتصحيح أخطاء الكتابة والقراءة والرسم ، فكان ذلك فرصة لمذاكرتها للقرآن الكريم
•    بعد الاستقلال أسست في بيتها أول حلقة علمية لمحو الأمية وتعليم القراءة والكتابة وتحفيظ قصار السور والتوعية الدينية  لنساء القرية .
•    جريا على العادة الحميدة لأسرتها ( كتب أبوها العلامة الحاج عبد السلام الصمدي المصحف كاملا بخط بديع في نسختين ) تفرغت لكتابة المصحف الشريف بخط يدها في نسختين اثنتين تامتين.
•    ورغم تقدم سنها فقد متعها الله بذاكرة قوية وحفظ تام للقرآن الكريم بقواعد خطه ورسمه وقراءته ، وتعتبر مذاكرة القرآن الكريم ملح مجالسها مع أقربائها وجيرانها وأصدقائها ، وتعتبر أول حافظة لكتاب الله في جيلها وفي قبيلتها بني يسف دائرة القصر الكبير إقليم العرائش .
•    حظيت بتكريم من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في ليلة القرآن في العاشر من رمضان 2006 التي نظمت بمسرح محمد الخامس بالرباط  مكافأة لها على جهودها في تحفيظ القرآن الكريم والعناية به تلاوة ورسما فأدت مناسك الحج والعمرة للمرة الثانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق