مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

الفقه والفقهاء في غينيا

المقررات الفقهية في الحلقات الغينية

من المعلوم أن الفقه المالكي هو المذهب السائد في غيينا، إذن فليس من الغرابة أن نجد كل مقررات الفقه على مذهب الإمام مالك. ومقررات الفقه في الحلقات العلمية قسمان:

أ- المنـــــــثــور

بالمنــــظوم

أ-  أما المنثور فأول كتاب يبدأ به الطالب المبتدئ هو مختصر الأخضري في العبادات للشيخ عبد الرحمن بن سيدي محمد الصغير بن محمد ابن عامر الأخضري البسكري الجزائري (920 – 983هـ 1512 – 1575م).

ثم متن العشماوي(المعروف بالمقدمة العشماوية ) للشيخ عبد الباري بن أحمد بن عبد الغني بن عتيق بن الشيخ سعيد بن الشيخ حسن، أبو النجا العشماوي القاهري الأزهري المالكي (ت570هـ)

 ثم متن مقدمة العزية للجماعة الأزهرية للشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن خلف المنوفي المصري الشاذلي (857هـ 939هـ)

ثم متن الرسالة للشيخ عبد الله بن أبي زيد القيرواني (310هـ 922م -386هـ 996م)

ثم إرشاد السالك إلى أشرف المسالك على مذهب الإمام مالك، للشيخ عبد الرحمن بن عسكر شهاب الدين البغدادي (ت732هـ)

 ثم مختصر خليل للشيخ خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب ضياء  الدين أبو المودّة المصري المعروف بالجندي (ت776هـ)

وهو من أعظم كتب المذهب منذ القرن الثامن الهجري، ولم يخدم كتاب في المذهب المالكي بمثل ما خدم به مختصر خليل، أقبل عليه العلماء فشرحوه وحشوا عليه، وهو آخر كتاب يدرس في الفقه المالكي المنثور.

ب- أما المنظوم فقليل جدا وهو :

المرشد المعين على الضروري من علوم الدين، المشهور بمنظومة ابن عاشر)، للشيخ أبي محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي ابن عاشر الفاسي الأنصاري، المعروف بابن عاشر (1040هـ – 1631م).

وتحفة الحكام للشيخ أبي بكر محمد بن محمد بن عاصم الغرناطي (ت829هـ)

وشكر الإله للعلامة الدلني (جرن سعد ) ستأتي ترجمته . وغيرها.

ويرى علماء الحلقات عموما – في غينيا وغيرها- أن علامة الجهل في هذا الجيل : هو إعراض الناس عن المتون، وإقبالهم على الدراسات النظامية، قال أحد عباقرة الشناقطة :

علامة الجهل بهذا الجيل          ترك الرسالة إلى خــليل

وترك الأخضري إلى ابن عاشر          وترك ذين للرسالة احذر

وترك الآجروم للألفية            وترك الألفـية للكافـية

وعندما يودع الطالب هذه المتون في صدره حفظا وفهما، ويتقنه إتقانا، يلقب – في فوتا جالون – بجرن أي العالم الرباني، وقيل الجيم بمعنى : تعلم وأتقن، ولا يوصف به الطالب إلا إذا تضلع في كل الفنون، وأتقن جميع المتون المقررة من شتى الفنون : من التوحيد والفقه والمدح واللغة وغيرها…

والراء :  (رنو) : اتق الله   في السر والعلانية .

والنون 🙁نف) : علم الناس ونفعهم، وأرشدهم .

وعندما يصل الطالب إلى هذه المرحلة  يقام حفل كبير يجتمع له العلماء والشيوخ، ويقلنس ببوتو، فلا يكاد يرى بعد حاسر الرأس، لأنه من خوارم المروءة عندهم،  وهذه العادة مازالت لامعة في منطقة فوتا جالون :

 

بأنوار العلوم موشحات [7]
ردوا من قبل صنع الأرديات
وبالأقلام تحجب عن بغاة
تنير الحق عاصمة الثقاة
وفخرا زاهرات زاهرات
عن الفساق طرا خاليات
وفيها ما ترومه في الحياة
وأدوية لكل الموجعات
لأشتات المعارف جامعات
سيأتيكم جميع البينات
فصارت بالمجالس عامرات
وفتّـش عن مرابع طالعات
بأمواج المكارم آهلات
قصور للضيوف مشيدات
وفي أنحائها المستشفيات
ولا يخشون من بغي الطغاة
أتاها الضيف أهلا باسمات
لما نطقت رويبضة الفلاة
مزارع لليتامى لامعات

وفي ميدان فوتا جلو خودا
فليت الحاسدون لنا جميعا
علَوْا بدرا  ضياءا وارتفاعا
سقاها الله غيث العلم دوما
بلاد زادها الرحمن مجدا
ملألئة شوارعها تجدْها
يخال الوافدون جنان خلد
شيوخ في الدجى ذكر صلاة
مجالسها منظمة يمينا
سلوا الجيران عنا إن جهلتهم
رفعنا راية الإسلام فيها
تأمل لا تكن غمرا جهولا
ففوتى منبع التقوى تراها
ففوتى كوكب البلدان فيها
ففوتى جنة وشموس خدر
بها الشبان بثوا الدين جهرا
وتبدي عن ثناياها إذا ما
فلو كشف الزمان عن الخبايا
فقل ما شئت في فوتا فقيها

 

وقد أشار العلامة الفقيه : جرن علي اللبوي إلى  بعض المقررات العلمية في الحلقات الغينية في قصيدته – يا طالب الفتح -، وذلك لما طلب منه أحد أولاده الفتح، فأجابه بقوله:

في لجة من يغص فيها حوى الأملا
إن رمت فتحا فغص فيها تشر عسلا
عن الحريري وحررها ودع كسلا
مهر وذلك ألا تصحب الكسلا
في قعب قلبك واحفظها تكن رجلا
لسدرة المنتهى القاموس منتسلا
غلب سراع ونحو النحو طر عجلا
وقد حفظت ابن آجروم والجملا
صرف إلى كتب التصريف مرتحلا
وفتح الاقفال فاتح واجتنب مللا
يرقى بها لسماء الفقه من عقلا
بعد الرسالة ثم التحفة ارع ولا
في جهلها عطب فاشدد لها جملا
ما قاله ابن عطاء الله محتفلا
فيها يغوص لروم الفتح من سألا
أموره في الذي فيها وإن ثقلا
أمعاؤه وارتضى أن يصحب السفلا
قراءة الليل إنّ النوم قد شغلا
من لم يجزها فلا يرنو لما أملا
وطالع الكتب وافهم ما بها اشتملا
محمد صل يا ربي عليه إلى
ترجو فجدك عرس يثمر الأملا
أن قد أقيموا مقام القطب والبدلا
نعوذ بالله مما سيم من خذلا
ومن هداه إلى مأموله وصلا.
يا طالب الفتح إنّ الفتح لؤلؤة
أعظم به لجة من فوقها لجج
قم في مقام مقامات التي رقمت
واخطب إلى ابن دريد بكره ولها
واشرع إلى الشعراء الست تفرعها
واعرج إلى اللغة العليا بسلمها
ثم اركب الطرف مرتاضا قوائمها
في كل يوم فجد ألفا لألفية
ثم اللجام لذاك الطرف ياابن أخي
ولام لاميها فالبس لتحفظها
فهذه درج يامن تسنمها
لحفظ مختصرا كن فيه مختصرا
وفي التصوف آداب ومعرفة
من رام نيل عطاء الله فليك في
فهذه اللجج الغر التي ذكرت
حفظا وفهما صحيحا ثم يعمل في
أما من اختار نوما بعد ما امتلأت
وقال مضطجعا لا طاقة لي في
فبين ذاك وبين العلم مرحلة
فاقرأ أخي واقرأ واطّرح لعبا
ولازم الذكر دأبا ثم صل على
هناك تدرك ما تبغي وتبلغ ما
وإن من حمقاء الناس من حسبوا
مع أنهم من رتب الطلاب ما بلغوا
من يضلل الله عدلا لا ينال هدى
الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق