مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات محكمة

الفقه والحديث في عهد المرابطين والموحدين2

كتب الفهارس والمشيخات والبرامج في عهد الموحدين.

وإن الاهتمام بالحديث حفظا وراوية وشرحا يتطلب اهتماما برجاله الذين ينقلونه ومنهم الشيوخ الذين يؤخذ عنهم الحديث  في حلقات الدرس، أو يجيزون طلبتهم بعض كتب السنة أو غيرها، فقد كثر في هذه الفترة التأليف في المشيخات والبرامج والفهارس، وهي المعاجم التي تجمع فيها أسماء الشيوخ مرتبة في الغالب حسب حروف المعجم مع ذكر المرويات عنهم، وفيما يلي بعض منها:

* برنامج أبي القاسم عبد الرحمن بن عيسى الأزدي الفاسي الشهير بابن الملجوم الفاسي (603هـ)،عالم جليل وفقيه محدث حافظ، لقي القاضي عياضا، وابن الجد، وابن رشد، وابن بشكوال، والسهيلي، وابن الفخار، وأبا بكر بن خير…[96].

* برنامج أبي عبد الله محمد بن قاسم التميمي الفاسي (603هت)، وهو من الفقهاء المحدثين. رحل إلى المشرق ولقي نحو مائة شيخ، منهم أبو طاهر السلفي، وأبو القاسم البوصيري، وغيرهم ممن ضمن ذكرهم برنامجا حافلا سماه “النجوم في ذكر من  أخذنا عنه من كل ثبت وثقة”قال ابن عبد الملك: “واختصر منه مجلدا لطيفا وقفت عليه بخطه”[97]

* فهرسة أبي الصبر السبتي وهو أيوب بن عبد الله الفهري السبتي الإمام الزاهد المحدث الشاعر أخذ عن ابن بشكوال كثيرا، والسهيلي وابن قرقول وغيرهم من أئمة المشرق والمغرب. استشهد في كائنة العقاب سنة (609هـ)[98].

* برنامج ابن القطان الفاسي المار ذكره. قال ابن عبد الملك المراكشي وهو يعدد مؤلفاته وبرنامج شيوخه وعمله بأخرة، بعد الخمسين وستمائة[99]

* برنامج أبي العباس أحمد بن القاضي أبي عبد الله محمد بن أحمد اللخمي العزفي السبتي (633هـ)[100].

* فهرسة أبي الحسن علي بن محمد الغافقي السبتي يعرف بالشاري، إمام فقيه محدث، أخذ عن ابن جبير، وأبي الخشني، وأجازه جماعة كابن حبيش، والسهيلي، وعبد المنعم ابن الفرس، وابن مضاء. توفي عام (649هـ).

* فهرسة الشلوبين أبي علي عمر بن محمد الأزدي الإشبيلي، الإمام العالم النحوي أسند من في وقته، وفي العربية بحر لا يجارى، سمع أبا بكر بن الجد، وابن زرقون، وابن خروف، والسهيلي، وابن بشكوال، وجماعة ، وأجاز له السلفي وابن خير. وعنه أخذ الأعلام كابن عصفور، وابن مالك، وابن الأبار. له في النحو والعربية أكثر من كتاب، وله أيضا فهرسة، جمع فيها أسماء شيوخه[101]

* برنامج أبي عمر بن عات، وهو أحمد بن هارون بن أحمد النفري الشاطبي له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا طاهر السلفي، وأجاز له ابن الجوزي وغيره. وقد ضمّن ذكر أشياخه وجملة من مروياته برنامجيه، الذي سمى أحدهما “النزهة في التعريف بشيوخ الوجهة”. وهو كتاب حافل جامع، والآخر ب: “ريحانة التنفس في ذكر شيوخ الأندلس”[102].

* برنامج أبي العباس أحمد بن يوسف السلمي المعروف بابن فرتوت الفاسي (660هـ)، كان فقيها محدثا مؤرخا[103]. روى عن أبي ذر الخشني، وابن ملجوم الفاسي. وعنه أخذ ابن الزبير[104].

مآل محاولات الموحدين حمل الناس على المذهب الظاهري الحزمي.

لقد انتهت محاولات الموحدين حمل الناس على المذهب الحزمي بانتهاء دولتهم، ولم يكتب لها الاستمرار، بل إن المذهب الذي استمر سائدا هو المذهب المالكي، الذي حاربه الموحدون وأحرقوا كتبه، وأوقعوا المحن بفقهائه، وضربوا بعضهم بالسياط، وألزموهم الأيمان المغلظة من عتق وطلاق وغيرهما على أن لا يتمسكوا بشيء من كتب الفقه[105].

لقد خرج المذهب المالكي من هذه المحنة شامخا قويا، فقد أعيد نسخ كتبه المحروقة من صدور من يحفظها عن ظهر قلب، ونشط العلماء في تدريسه بشكل لا يقل كثرة واتساعا عما كان عليه من قبل، يؤكد هذا الشيخ عبد الله كنون قائلا: “والذي نريد أن نسجله هنا هو أن المذهب المالكي لم ينهزم مطلقا، أمام الدعوة إلى الاجتهاد التي كان الموحدون يتزعمونها، ولا أمام المذهب الظاهري الذي نشط نشاطا كبيرا في هذا العصر، وذلك برغم الحملة المنظمة من رجال الدولة للقضاء عليه…”[106]

فقد بقي طائفة من الفقهاء متمسكين بالمذهب المالكي، منافحين عنه مبينين حجته وأفضليته، وكاشفين أحيانا عوار المذهب الحزمي وطوامه، منهم: أبو محمد يشكر بن موسى الجورائي الفاسي (598هـ)، له حواشي على المدونة[107].

– عبد الرحيم بن عمر اليزناسني، عاش في أواخر القرن السادس، إمام في فقه مالك محصل له [108].

– أبو القاسم الجزيري علي بن يحي الصنهاجي، نزل الجزيرة الخضراء وولي قضاءها فنسب إليها. كان فقيها متمكنا. اشتغل بالتدريس وعقد الشروط. وله في الشروط مختصر مفيد مشهور، سماه “المقصد المحمود في تلخيص العقود”. توفي عام 585هـ.

– أبو الحسن علي بن سعيد الرجراجي، ألف “مناهج التحصيل فيما للأئمة على المدونة من التأويل”[109].

– عبد الله بن محمد التادلي كان حيا سنة 623هـ، كتبت المدونة من حفظه[110].

– أبو الحسن علي بن أحمد التجيبي المعروف بالحرالي المراكشي (637هـ) من أعلم الناس بمذهب مالك، وأقرأ التهذيب للبرادعي وأبدى فيه الغرائب[111].

وألف آخرون في الرد على ابن حزم وبيان أوهامه في الفقه وأصوله والحديث ورجاله في هذه الفترة الذي اتخده الموحدون قدوه لهم وإماما، منهم:

  • أبو الحسن محمد بن سعيد الأنصاري الإشبيلي المعروف بابن زرقون كأبيه، العالم الفقيه الحافظ[112]، كان شديد التمسك بالمذهب المالكي قائما عليه، قل ابن فرحون: شيخ المالكية وكان من كبار المتعصبين للمذهب، فأوذي من جهة بني عبد المؤمن…[113]، وألف في الرد على ابن حزم كتاب “المعلى في الرد على المحلى والمجلى” وكلاهما لابن حزم، وألف أيضا كتاب “تهذيب المسالك في تحصيل مذهب مالك” لم يكمله، وكان أبوه عبد الله رأس فقهاء وقته، وهو الذي رد على الخليفة عبد المؤمن ووزيره أبي جعفر بن عطية[114]
  • أبو يحيى بن المواق (599هـ) جمع من كتب ابن حزم مسائل كثيرة انتقدت عليه[115].
  • أبو محمد صالح بن جنون الهكسوري الفاسي، فقيه فاس وصالحها، عرف بالصلاح والنزاهة والعلم. درس “الرسالة” لابن أبي زيد، وله تقييد عليها كتب من إملائه. توفي في عام 653هـ.
  • أبو الحجاج يوسف بن عمران المزدغي، أحد الفقهاء الأعلام. كان عالما بالنحو واللغة والبديع والتاريخ والأدب. أقرأ الحديث والتفسير مدة.

ولاشك أن أسباب فشل الموحدين في اختيارهم كثيرة، يقول الدكتور عبد المجيد النجار: “ولكن هذا التوجه التأصيلي في الفكر الشرعي لما يتجاوز طور المحاولة إلى طور النضج، بل سرعان ما انكفأ على أعقابه، ليسود من جديد المنهج الفروعي القائم على التقليد، والمعتمد على آراء الفقهاء السابقين عوض الاستناد على النصوص. ولعل من أهم الأسباب في هذا الانكفاء قوة التيار العام في الفكر الشرعي الإسلامي المتراجع إلى التقليد والمتنكب عن الاجتهاد الذي لا يتم إلا بمباشرة النصوص، ومن أسباب ذلك أيضا أن منهج التأصيل قامت به الدولة الموحدية بعد المهدي على مستوى القرار السياسي، الذي ألزم به الناس أحيانا بطريق الجبر، دون أن يكون مسنودا بحركة علمية تنظر له بمنطق الحجة العلمية وتضع الأنموذج التطبيقي، على غرار ما قام به المهدي نفسه في مؤلفاته الفقهية والأصولية[116].

ولا يمكن مع ذلك إغفال الأسباب التي كانت وراء فشل ابن حزم نفسه في نشر توجهه الظاهري فيما يتعلق بأصول الفقه وفقه الحديث، كمنعه التقليد مطلقا بغض النظر عن المقلد والمقلد، فليس لأحد – في رأيه- أن يقلد أحدا ، وعد ذلك حراما، فهو القائل: “التقليد حرام، ولا يحل لأحد أن يأخذ بقول أحد من غير برهان”[117].

فهذا كما يقول الإمام أبو زهرة قيم بالنسبة لمن عنده آلة الاجتهاد، أو للرجل الذي يستطيع أن يزن الأدلة، فلا يقبل أي كلام أي إلا بدليله…[118]، ولكن ابن حزم يمنع العامي من التقليد أيضا، وسوى بينه وبين العالم المجتهد فيقول: “والعامي والعالم في ذلك سواء وعلى كل حظه الذي يقدر عليه من الاجتهاد”[119].

ولا شك أن هذا أمر أخطر من التقليد المذهبي، إذ سيتطاول على الكتاب والسنة كل من هب ودب، واستنباط الأحكام من الأصلين كما هو معروف، لا يتأهل له إلا من تمكن من أدوات الاجتهاد.

يقول الشيخ محمد الغزالي: ‘”وأنا أكره التعصب المذهبي وأراه قصور فقه، وقد يكون سوء خلق، لكن التقليد المذهبي أقل ضررا من الاجتهاد الصبياني في فهم الأدلة”[120].

وأما منعه تقليد الصحابة وفقهاء السلف بحجة عدم معرفتهم بكل السنن، أو تقديمهم الآراء على النصوص أحيانا فمبالغة منه، فقد كان هؤلاء أحرص الناس على اتباع شرائع الإسلام وأحكامه، ومن المحال أن يتركوا حكما في الكتاب والسنة عمدا، وقد صح عن غير واحد من الأئمة الفقهاء قوله: “إذا صح الحديث فهو مذهبي، واضربوا بقولي عرض الحائط”.

 ومن المحال أن يجهلوا الأحكام أو أدلتها، فقد تغيب عنهم الأحاديث اليسيرة لما كانوا عليه من الحرص على الدين والطلب.

*وقوعه في أغلاط كثيرة وأوهام متعددة، كرده لكثير من الأحاديث التي لا توافق ما يذهب إليه.

* جرأته على تغليط من سبقه فقد نال من الأئمة الكبار مالك وأبي حنيفة والشافعي وغيرهم وكثيرا ما يصفهم بالتجهيل والبعد عن الحق وتنكبه.

* استهدافه إلى فقهاء وقته ونقده إياهم النقد اللاذع[121]، مما جعلهم يتمالؤون على بغضه ومحاربته ورد قوله، ويجمعون على تضليله وتحذير سلاطينهم من فتنته، ونهي عوامهم عن الدنو منه والأخذ عنه.

هذه هي أهم أسباب فشل ابن حزم في مقارعة المذهب المالكي، وعدم ثبات مذهبه الظاهري، وهي نفسها الأسباب الكامنة وراء فشل دعوة الموحدين إلى المنهج الحزمي في العكوف على الكتاب والسنة، ونبذ التقليد المذهبي، إنها أسباب حملها معه وتضمنتها كتبه التي تنظر له، ولا يمكن أن تفيد منه الأجيال المتعاقبة، إلا إذا محصت أفكاره الإيجابية عما يشوبها من انحرافات في الأقوال والأحكام…

يمكن أيضا أن نذكر من بين أسباب تمسك المغاربة بالمذهب المالكي وعدم مسايرة التوجه الذي فرضه الموحدون، ما لمسوه من نزعات شيعية في فكر مؤسس الدولة المهدي ابن تومرت.

والله تعالى أعلم، وهو الهادي إلى الصواب.

(أصل هذه الدراسة مقال منشور بمجلة الغنية العدد المزدوج 3/2)

************************************************

المصادر والمراجع

1- الأحكام في أصول الأحكام، لابن حزم تقديم د. إحسان عباس ط/1403 -2-1983، دار الآفاق الجديدة، بيروت.

2-الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، لابن العباس أحمد بن خالد الناصري، تحقيق جعفر الناصر واحمد النصر، طبعة دار الكتاب، الدار البيضاء 1954.

3- الأعلام ممن حل مراكش وأغمات من الأعلام، للقاضي العباس بن إبراهيم، المطبعة الملكية الرباط.

4- الأمير الشاعر أبو الربيع سليمان الموحدي، تأليف د. عباس الجراري ط1974 – 1-1394، دار الثقافة البيضاء المغرب.

5- بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس، لأحمد يحيى بن عميرة الضبي، ط/ كوديرا، مجريط 1984.

6- البيان المغرب، لابن عذاري المراكشي (712هـ) القسم3، تحقيق هوسي ميراندا، ط دار كرياس 1960.

7- تجربة التغيير في حركة المهدي بن تومرت د. عبد المجيد النجار ط1/ تونس 1404- 1986.

8- تذكرة الحفظ، للإمام شمس الذين الذهبي، دار التراث العربي- بيروت لبنان.

9- التكملة لابن الأبار، ط مصر (يحال عليها بأرقام الصفحات) وطبعة مجريط (ويحال عليها بأرقام التراجم).

10- جذوة الاقتباس، لابن القاضي ( 1205هـ)، طبعة المغرب الحجرية.

11- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، لمحمد بن فتوح الحميدي، تصحيح وتحقيق محمد بن تاويت الطنجي، تقديم الشيخ محمد زاهد الكوثري، مكتبة الخانجي، القاهرة.

12- حضارة الموحدين، للأستاذ محمد المنوني.

13- ابن حزم رائد الفكر العلمي، لعبد اللطيف شرارة.

14- ابن حزم حياته وعصره، للأستاذ محمد أبي زهرة.

15- الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، لابن فرحون المالكي، تحقيق الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، دار التراث، القاهرة.

16- الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية، ط. دار المنصور الرباط 1972.

17- الذيل والتكملة لابن عبد الملك السفر الثامن، تحقيق د. محمد بنشريفة، منشورات أكاديمية المملكة المغربية. ط1/1984.

18- السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث، للشيخ محمد الغزالي ط/1409 -11989، دار الشروق بيروت، لبنان.

19- سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي، ط1/ 1405-1984، بتحقيق مجموعة من الأساتذة، مؤسسة الرسالة، بيروت.

20- شجرة النور الزكية، لمحمد مخلوف، المطبعة السلفية القاهرة.

21- شذرات الذهب، لابن العماد الحنبلي (1089هـ) ط2/1979، دار المسيرة بيروت.

22- الصلة لابن الزبير، تحقيق بروفنصال، طبعة الرباط 1937.

23- طبقات الحفاظ، للسيوطي، تحقيق علي محمد عمر، ط1/1393-1973 مكتبة وهبة، القاهرة، مصر.

24- الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت.

25- لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني، ط2/1971- 1390، مؤسسة الأعلمي بيروت، مصورة عن مطبعة دائرة المعارف النظامية بالهند.

26- العلوم والآداب والفنون على عهد الموحدين، للأستاذ محمد المنوني، ط 1397 – 2-1977، دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط.

27- روض القرطاس، لابن أبي زرع (726هـ)، طبعة الحاج أحمد بن الحاد الطيب الأزرق، المغرب.

18- المعجب في تلخيص أخبار المغرب، لعبد الواحد بن علي المراكشي (674هـ)، تحقيق محمد سعيد العريان، ط. المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية القاهرة 1963م.

29- النبوغ المغربي، للأستاذ عبد الله كنون، دار الكتاب اللبناني 1961.

30- النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة، لابن تغرى بردي (874هـ)، طبعة دار الكتب المصرية، ط 1/1932.

31- نفح الطيب، لأبي العباس أحمد بن محمد المقري، تحقيق د. إحسان عباس دار صادر، بيروت، لبنان.

32- الوافي بالوفيات، الصفدي، نشر جمعية المستشرقين الألمانية.

33- الوفيات، لابن قنفذ المسمى شرف الطالب في أسنى المطالب، تحقيق محمد حجي الرباط 1396-1976، مطبوعات دار المغرب.

34- وفيات الأعيان، لابن خلكان تحقيق، د. إحسان عباس دار صادر، بيروت.

الهوامش:


1- انظر أخباره مفصلة في لكامل في التاريخ 8/24 وما بعدها، والحلة السيراء لابن الأبار 1/158 ووفيات الأعيان 3/117-19، وسير أعلام النبلاء للذهبي 15/141 وما بعدها، والعبر له 2/193، والبداية والنهاية لابن كثير 11/179، وتاريخ ابن خلدون 3/31-40.

2 – الفهرست لابن النديم ص268، وسير أعلام النبلاء 15/144-149.

3 – أنظر الترجمة في الحلة السيراء 1/194- 195، ووفيات الأعيان 2/292-293، والوافي بالوفيات 12/327-329.

4-  معالم الإيمان للدباغ 3/41.

5 – ترتيب المدارك 4/419.

6- معالم الإيمان2/200 وأنظر أيضا ترتيب المدارك 3/318 في وصف معاناة القيروانيين بسبب الاضطهاد العبيدي.

7- البيان المغرب 1/277.

8 – هو مخلد بن كيداد بن سعد الله بن مغيث، أصله من زناته من نواحي الأندلس، ثار على العبيديين بالقيروان وغيرها فسانده فقهاء المالكية وشاركوا في ثورته. وإن كان من مذهبه تكفير أهل الملة واستباحة الأموال والدماء والخروج على السلطان. اندحر في آخر الأمر أمام العبيديين بعد أن غدر بالفقهاء وعرضهم للقتل انتصارا  لنزعته الخارجية.

9  – البيان المغرب 1/317.

10- الرياض 2/141.

11- سير أعلام النبلاء 15/155/156.

12 – معالم الإيمان.

13 – ترتيب المدارك 2/248.

14  –  المصدر نفسه.

15- أي يحملهم على مذهب المشارقة وهو التشيع.

16 – أنظر ذلك بتفصيل في معالم الإيمان 3/93، وترتيب المدارك 6/252 وما بعدها.

17- ترتيب المدارك6/257-258.

18 – معلم الإيمان 3/26 وسير أعلام النبلاء 15/360.

19- شجرة النور الزكية  ص96.

20- هو الإمام الكبير محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري البغدادي (ت 375هـ) جمع بين الفقه والقراءات وعلو الإسناد، وانتهت إليه الرياسة في مذهب مالك وعنه انتشر في البلاد. أخذ عنه خلق من الناس من أقطار الأرض من العراق وخراسان ومصر وإفريقية. له كتب كثيرة في شرح مذهب مالك والاحتجاج له والرد على من خالفه كشرح المختصر الصغير والكبير، وكتاب الرد على المزني، وكتاب الأصول، وكتاب إجماع أهل المدينة. أنظر ترجمته بتفصيل في الفهرست لابن النديم 1/698 وطبقات الشيرازي 167 وتاريخ بغداد 5/46 وترتيب المدارك 6/183 والنجوم الزاهرة 4/147.

21- معالم الإيمان 3 /29.

22- ألف ابن أبي زيد الرسالة في السنة 327هـ، وسنه سبع عشرة سنة، وكانت ثورة أبي زيد بن كيداد بعيد ذلك بقليل بحيث كان أوجها سنة 332هـ. وشارك فيها ابن أبي زيد كما بينا أعلاه إلى جانب الفقهاء المالكية بالقيروان وعمره ثلاث وعشرين سنة.

23- ترتيب المدارك 6 /218، والديباج المذهب 2/429.

24- المصدر نفسه 6/217.

25- المصدر نفسه، 6/215-216

26- طبقات الفقهاء ص160، وانظر الديباج المذهب 2/428.

27- ترتيب المدارك 6/218، والديباج المذهب 2/430.

28- دخل العرب إلى الأندلس في مجموعة كبرى أولها في عهد موسى بن نصير سنة 93هـ ضمت نحو اثني عشرألف معظمهم من القيسية واليمينية وموالي بني أمية. وثانيها مجموعة الحر بن عبد الرحمن القيسي سنة 97هـ. وأما الثالثة فمجموعة بلج بن بشر القيسي قارب عددها عشرة آلاف غالبيتهم أيضا وعرفوا بالشاميين.

29  – وهم عجم أو النصارى ونصارى أهل الذمة الذين اختلطوا بالمسلمين ودخلوا في الإسلام.

30- وهم أسرى الحروب أو القرصنة البحرية، كانوا يتخذون حراسا شخصيين لبعض الأمراء والملوك. وهم الذين ثاروا إلى جانب البربر بعد موت الحاجب المنصور سنة 393هـ كما سيأتي قريبا.

31  – مؤسس دولة العامرين هو الحاجب المنصور بن أبي عامر. كان وزيرا وحاجبا للخليفة الصغير هشام المؤيد ابن الحكم ولي الأمور وهو ابن تسع سنين (نفخ الطيب 1/396)، أبلى البلاء الحسن في حروبه ضد النصارى والمعارضين فقويت الدولة وهابها الجميع حتى قيل فيه:

آثاره تنبيك عن أخباره حتى كأنك بالعيان تراه
والله ما يأتي الزمان بمثله أبدا ولا يحمي الثغور سواه

كان له في كل غزوة مفخرة، ولم تنهزم له قط راية مع كثرة غزواته شاتية وصائفة (نفخ الطيب 1/595- 596).

   سيطر على القصر، واستبد بهشام، واستقل بالملك. وجرى بعده ابنه عبد الملك المظفر على سننه في السياسة والغزو، ثم أخوه عبد الرحمن الملقب بالناصر لدين الله الذي طلب من الخليفة هشام أن يوليه عهده فأجابه، فهاج الأمويون والعرب وخلعوا هشاما وبايعوا المهدي، وثار البربر وقتلوا عبد الرحمن وكان ذلك سبب قيام الفتنة.

32 –  العبر لابن خلدون 17/324-329.

33 – هو عبد الله بن يوسف أبو الوليد بن الفرضي فقيه محدث، تولى قضاء بلنسية، من مؤلفاته تاريخ علماء الأندلس، والمؤتلف والمختلف، وكتاب أخبار الشعراء. أنظر ترجمته في بغية الملتمس 334 وتفح الطيب 2/329.

34- بغية الملتمس 334 ونفخ الطيب 2/329.

35- الصلة لابن بشكوال 1/248.

36 – انظر ترجمته في جذوة المقتبس للحميدي 123، وبغية الملتمس لأحمد بن عميرة الضبي ص489، وترتيب المدارك 8/87، والصلة لابن بشكوال 2/618، والديباج المذهب 2/367، وتذكرة الحفاظ 3/103.

37- المقصود بها على وجه الخصوص كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، وكتاب الاستذكار وكتاب الكافي في فقه أهل المدينة المالكي.

38- رسالة في فضل الأندلس وذكر رجالها ص180 مطبوعة ضمن رسائل ابن حزم الجزء الثاني، تحقيق الدكتور إحسان عباس ط1/1981.

39 – الصلة لابن بشكوال 2/617-618.

40 – تذكرة الحفاظ 3/1128.

41 – هكذا في الأصل، والصحيح: كتابا.

42 – جذوة المقتبس ص345.

43 – التمهيد الجزء السابع مقدمة التحقيق ص6.

44 – تنوير الحوالك 1/6 والرسالة المستطرفة ص4-5-6.

45 – هي التي وصل بعضها الحافظ ابن الصلاح في رسالته “وصل البلاغات الأربع”، حققها المرحوم أبو الفضل عبد الله بن الصديق، ونشرتها دار الطباعة الحديثة بالبيضاء عام 1455هـ الموافق 1979م. وقد شاع أن ابن الصلاح قد وصل تلك البلاغات كلها، والأمر ليس كذلك إنما وصل اثنين منها، ومن جهة المعنى فقط وأما الآخران فأحدهما من وجه لا يثبت، والآخر بعض معناه من وجه غير صحيح، انظر تفصيل ذلك في مقالنا “مراسيل الموطأ وبلاغاته بين ابن عبد البر وابن الصلاح” العدد الخامس من مجلة كلية الآداب بجامعة محمد الأول بوجدة ص227.

46 – انظر مثلا ج1 ص268- 272-273 والجزء 14 ص236-238-246.

47 – انظر ج10- 228.

48 – ج6/227-ج92-93-100-101 ج1/ 240-363-364. وانظر الامالي المطلقة لابن حجر ص130.

49 – هكذا في الأصل، ولعل الصواب دواوين.

50 – الكافي 1/9-10.

51 – كان أسلوب ابن حزم حادا وعباراته لاذعة، حتى ذكر عن ابن العريف قوله “كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين”.

52 – أعجب بابن حزم كثيرون وتأثروا بآرائه ومنهجه منهم بعض الأعلام الكبار:

– ابنه أبو رافع، وكان في خدمة المعتمد بن عباد وهو الذي نشر آراء أبيه بالمشرق.

– أبو عبد الله الحميدي الحافظ( 488هـ) صاحب الجمع بين الصحيحين وجذوة المقتبس. له رحلة إلى المشرق أخذ فيها عن الخطيب، والأمير أبي نصر بن ماكولا. وهو الذي أدخل كتب ابن حزم إلى المشرق وإليه يعود الفضل في نشر مذهبه أيضا.

– القاضي أبو القاسم صاعدا بن أحمد التغلبي الأندلسي (462هـ)

– سالم بن أحمد بن فتح القرطبي (461هـ).

– وممن تأثر به بعد عصره:

– الحافظ أبو الخطاب عمر بن الحسن المشهور باين دحية الكلبي السبتي (633هـ) صاحب المؤلفات المشهورة كالمطرب من أشعار أهل المغرب، والآيات البينات في ذكر ما في أعضاء رسول الله من المعجزات، و وهج الجمر في تحريم الخمر، والابتهاج في أحاديث المعراج، وأداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب، والتنوير في مولد السراج المنير.

– أحمد بن محمد بن مفرج أبو العباس بن الرومية الحافظ (637هـ). قال ابن الأبار: “كان ظاهريا متعصبا لابن حزم بعد أن كان مالكيا، وكان بصيرا بالحديث ورجاله…” التكملة 1/121-122.

53  – ترتيب المدارك 8/122.

54  – الفكر السامي 4/52.

55- ترتيب المدارك 8/119.

– والباجي هو أبو الوليد سليمان بن خلف التميمي الأندلسي. أصله من بطليوس. انتقل إلى باجة، وبها نشأ وأخذ علومه الأولى عن شيوخها وشيوخ المراكز الأندلسية العلمية الأخرى. ثم رحل إلى الحجاز والشام والعراق ومصر وأطال الرحلة، وطلب علوما كثيرة، وذكرت له كتب التراجم أنه رحل رحلة ثانية أطول من الأولى دامت ثلاث عشرة سنة، يطلب العلم ويدرسه في آن واحد.وبعد عودته إلى الأندلس قصده الناس يطلبون منه العلوم المتنوعة من حديث وفقه وأصول، وشدهم إليه سعة اطلاعه وبراعته في فني الجدل والمناظرة.توفي الباجي سنة 474هـ (شرف الطالب في أسنى المطالب لابن قنفد ص57، ضمن كتاب ألف سنة من الوفيات في ثلاثة كتب، تحقيق محمد حجي). وانظر ترجمته مفصلة في بغية الملتمس ص289، والصلة 1/197-199، وترتيب المدارك 8/117-127، والديباج المذهب 1/277، ووفيات الأعيان 2/142.

56 – المنتقى مقدمة المؤلف ص 3.

57 – باحث من المغرب، وأستاذ الفكر والفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط.

58 – أنظر كتاب ابن حزم والفكر الفلسفي بالمغرب والأندلس ص45 وما بعدها.

59- أي في عهد الدولة المرابطية التي اشتهر عنها رعايتها للفقه والفقهاء وتقريبهم وتعظيمهم بشكل واضح دفع المؤرخين إلى القول  بان دولتهم كانت دولة الفقهاء لا تصدر شيئا إلى بمشورتهم، ولذلك ازدهر الفقه المالكي في عهد المرابطين لكن من غير أن ينقص ذلك من شأن العلوم الأخرى، ولا يحط من قيمة العلماء غير الفقهاء.

60 – انظر في هذا كتاب العلوم والآداب والفنون في عهد الموحدين للأستاذ محمد المنوني، وهوالكتاب المطبوع أيضا بعنوان “حضارة الموحدين”، وكتاب النهضة الحديثية في عهد يعقوب المنصور الموحدي للأستاذ عبد الهادي أحمد لحسيسن والنبوغ المغربي لعبد الله كنون.

61 – انظر كتاب العلوم والآداب والفنون على عهد الموحدين، للأستاذ محمد المنوني، ص44، 46، 47، وكتابه حضارة الموحدين، ص16، 30، 33، 44.

62 – نفح الطيب: 2/162.

63 – انظر، ص 155 ونفخ الطيب: 2/99.

64- الاستقصا 1/100، والقرطاس: 161.

65- المعجب: 207.

66 – واسطه العقدين لمحمد بن احمد اليحمدي: 1/327.

67- واسطة العقدين: 188.

68- ج1، ص65.

69- التكملة: 1613.

70- المصدر نفسه: 836.

71 – المصدر نفسه: 1416.

72 – المصدر نفسه: 1276.

73- المصدر نفسه: 1853، والأعلام: 3/47.

74 – بغية الملتمس: 145.

75- الإعلام: 3/87.

76 –  القرطاس: 2/154 والاستقصا 2/112.

77 – دعوة الحق، العدد 239، سنة 1970، مقال: موقف الموحدين من كتب الفروع وحمل الناس على المذهب الحزمي، ص28-29.

78- العلوم والآداب والفنون للأستاذ المنوني، ص51-52.

79- المعجب: 184.

80- ص 138.

81- دعوة الحق، العدد 249، المقال نفسه، ص29.

82- المرجع نفسه، ص30.

83- ابن حزم رائد الفكر العلمي، ص9.

84- كتاب الأمير الشاعر أبو الربيع الموحدي، ص46.

85 – التكملة: 1917، الذخيرة: 40-41.

86- نفح الطيب: 2/602.

87- وفيات الأعيان: 2/432، شذرات الذهب: 5/160.

88 – ترجمته في الذيل والتكملة السفر الثامن: 1/308، والتكملة: 683. وقد نسب ب “الصقلي” في الأعلام لابن إبراهيم: 4/160. ونقله الشيخ المنوني في كتابه “العلوم والآداب والفنون”، ص48.

89  – الذيل والتكملة السفر الثامن: 1/308.

90- الذيل والتكملة السفر الثامن: 1/169، التكملة وجذوة الاقتباس رقم 517، ونفح الطيب 3/180.

91- المصدر نفسه: 1/272/273.

92- المصدر نفسه: 1/273.

93 – انظر الرسالة المستطرفة لمحمد بن جعفر الكتاني، وقد طبع الكتاب محققا.

94 –  أنظر الدراسة القيمة التي أنجزها الدكتور إبراهيم بن الصديق تحت عنوان المدرسة المغربية في الجرح والتعديل  وكتاب علم العلل بالمغرب من خلال كتاب “بيان الوهم والإيهام”. وقد طبعت هذه الدراسة ضمن منشورات وزارة الأوقاف. كما طبع كتاب بيان الوهم بتحقيق د. الحسين آيت سعيد. طبع بدار طيبة في ثلاثة أجزاء.

95- الذيل والتكملة: 1/272-273.

96- شجرة النور الزكية، ص165، وبرنامج ابن الملجوم من مصادر ابن عبد الملك في الذيل والتكملة، السفر الثامن: 1/322.

97  – الذيل والتكملة: 1/355، وشجرة النور، ص184، وانظر أيضا كتاب العلوم والآداب والفنون، ص66-67-68.

98  -صلة الصلة: 201، والتكملة: 2380، وشجرة النور، ص184.

99- الذيل والتكملة: 1/168.

100- انظر شجرة النور ففيه “التازي” عوض الشاري، وفهرس الفهارس: 2/251.

101- شجرة النور: 182.

102- التكملة: 10، والديباج المذهب: 59، ونفح الطيب: 2/601.

103- في الذيل والتكملة: 1/306-311-325 (ابن فرتون) وكذا في شجرة النور، ص200

104- جذوة الاقتباس، ص57، وشجرة النور، ص200.

105- بيوتات فاس: 5.

106- النبوغ المغربي: 1/123-124.

107  – الوفيات لابن قنفد: 46.

108- عنوان الدراية: 135-154/ ونفخ الطيب: 1/411، وجذوة الاقتباس: 266-267.

109- نيل الابتهاج، ص200.

110  –  نيل الابتهاج، ص138.

111- عنوان الدراية: 85-86، ونفخ الطيب: 1/411.

112- شجرة النور، ص178.

113- الديباج المذهب: 2/260.

114- انظر كتاب حضارة الموحدين، ص41، ومجلة دعوة الحق العدد 249 المقال السابق، ص62-67.

115 – نفسه.

116 – تجربة التغيير في حركة  المهدي، ص116.

117- النبذ في أصول الفقه، ص54.

118- ابن حزم حياته وعصره، ص305.

119- النبذ، ص55.

120- السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث، ص10-11.

121- لم يسلم من ذلك بعض أقاربه، فقد كان لابن حزم ابن عم يقال له عبد الوهاب بن العلاء ابن سعيد ابن حزم، وكان بينهما منافسة ومخالفة، فوقف على شيء من كتب ابن حزم، فكتب إليه رسالة بليغة يعيب ذلك المؤلف، فكتب إليه الجواب فقال: وأطعت لقول الله تعالى: (وأعرض عن الجاهلين) وسلمت وانقدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صل  من قطعك واعف عمن ظلمك” وأنشد بعدها أبياتا:

كفاك ذكر الناس لي ولما ترى ومالك فيهم يا ابن عمر ذاكر
ومالك فيهم من صديق فتشتفي ومالك فيهم من عدو تذاكر
وقولي مسموع له ومصدق وقولك منبث مع الريح طائر

الأبيات أوردها ابن بسام في الذخيرة، ونفلها غير واحد كابن حجر في الميزان، ج4، ص200-201.

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6

د. عبد العزيز فارح

رئيس مختبر الأبحاث والدراسات في التراث الإسلامي كلية الآداب بوجدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق