مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةمفاهيم

الفعلُ خاضَ ومَعانيه المُختلفةُ واقتصارُ التنزيل على المَذموم منه

 

خاضَ يَخوضُ خَوْضاً وخِياضاًوخَوْضةً، الفعلُ يدلُّ على اقتحامِ الخائض لما هو فيه وملابسته له، ويكونُ الخوضُ في القتال، وفي الماء ولجّة البَحر، وفي الباطلِ واللعبِ والكذبِ…
وحقيقةُ الخَوض الدُّخولُ في الماء مشياً على الرجلَين دون سباحةٍ، ثم استُعير لِما فيه كُلفة ومشقّةٌوعنتٌ
 وسنذكرُها على التّرتيب:
1- خاض حومة القتال، ولم يزل خوّاضاً حوماتِ الحُروب؛ قال الأعشى:
قد نال ربَّ شبام فضل سوددِهِ … إلى المدائنِ خاض الموت وادّرعا
2- خاض الماءَ خوضاً وخياضاًوخوضةً. واقتحمَ المَخاضَة. وأخَضْتُه دابَّتي، وأخاضوا الماءَ إذا خاضوه بدوابِّهم.
خاض لجة بحر طامٍ، وخاضَ الماءَ يَخُوضُهُ خَوْضاً وخِياضاً دَخَلَهُ، كخَوَّضَهُ واخْتَاضَهُ، بالفَرَسِ أوْرَدَهُ، كأخاضَهُ وخاوَضَهُ، وخاضَ الشَّرابَ خَلَطَهُ، وخاضَ الغَمَراتِ اقْتَحَمَها، وخاضَ بالسَّيْفِ حَرَّكَهُ في المَضْرُوبِ. والمَخاضَةُ ما جازَ الناسُ فيه مُشاةً ورُكْبانا، والجمعُ مَخَاوِضُ.
ومن المَجاز الخوضُ في ما يُشبه الماءَ من جهة أنّه يغمرُ المكانَ؛ فمن بديع حُسنِ التعليل قولُ ابنِ نباتةَ السَّعديِّ، في فرسٍ أَدهَمَ مُحجَّل القوائم ذي غُرَّة:
وكأَنَّما لطَمَ الصَّباحُ جبينَهُ … فاقْتَصَّ منهُ فخاضَ في أَحشائِهِ
وقد أخذَه ابن شُهَيد الأندلسيّ، وقصر عنه:
وأَغَرُّ قد لبسَ الدُّجَى … برداً فراقكَ وهوَ فاحِمْ
وكأَنَّما خاضَ الصَّبا … حَ فجاءَ مبيضَّ القوائِمْ
3- فلان يَتَضَوَّكُ في حُجَّتِه: إِذا خاضَ فيها خَوْضَ سَوْءٍ لا يُبِينُ عنها.
وفي التنزيل العَزيز استُعير الخَوضُ للكلام الذي فيه تَكلُّف الكذب والباطل: “وكُنَّا نَخوضُ مَعَ الخائِضينَ”، أي في الباطِلِ، ونَتْبَعُ الغاوينَ، “وخُضْتُمْ كالذي خاضُوا”، أي كخَوْضِهِمْ. والخَوْضُ من الكلام – ما فيه الكَذِب، وقد خاضَ فيه وفي التنزيل:”الذِينَ يَخُوضُونَ في آياتِنا” والخَوْض – اللَّبْس في الأَمْر. قال الحافظُ ابنُ حَجَر العَسقلانيّ:
خاضَ العَواذِلُ في حَديثِ مَدامِعِي … لما جَرَى كالبَحْرِ سرعَةَ سَيْرِهِ
فَحَبَستُهُ لأصونَ سِرّ هَواكُمَ … حتَّى يخُوضُوا في حَديثٍ غَيرِهِ
خاضَ في الكلام سابَ فيه بهَذْرٍ أَي ما كانَ التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبلَغَ من الإِكثارِ.
قال الراغب : وأكثر ما ورد في القرآن ورد فيما يُذمّ الشروع فيه، قال تعالى: «يخوضون في آياتنا» «نخوض ونلعب» [التوبة : 65] ، «وخضتم كالذي خاضوا» [ التوبة : 69] ، «ذَرْهُم في خوضهم يلعبون» [الأنعام : 91] . فمعنى «يخوضون في آياتنا» يتكلَّمون فيها بالباطل والاستهزاء .
 ” وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ”، ولمّا سُئلَ المجرمون عمّا سلَكَهُم في سَقَر قالوا: ” لم نَكُ من المُصلّينَ ولَم نَكُ نُطعمُ المسكينَ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ”
[يُنظر: مفردات غَريب القُرآن للراغب الأصفهاني، كتاب الخاء]

خاضَ يَخوضُ خَوْضاً وخِياضاًوخَوْضةً، الفعلُ يدلُّ على اقتحامِ الخائض لما هو فيه وملابسته له، ويكونُ الخوضُ في القتال، وفي الماء ولجّة البَحر، وفي الباطلِ واللعبِ والكذبِ…

وحقيقةُ الخَوض الدُّخولُ في الماء مشياً على الرجلَين دون سباحةٍ، ثم استُعير لِما فيه كُلفة ومشقّةٌوعنتٌ وسنذكرُها على التّرتيب:

1- خاض حومة القتال، ولم يزل خوّاضاً حوماتِ الحُروب؛ قال الأعشى:قد نال ربَّ شبام فضل سوددِهِ … إلى المدائنِ خاض الموت وادّرعا .

2- خاض الماءَ خوضاً وخياضاًوخوضةً. واقتحمَ المَخاضَة. وأخَضْتُه دابَّتي، وأخاضوا الماءَ إذا خاضوه بدوابِّهم.خاض لجة بحر طامٍ، وخاضَ الماءَ يَخُوضُهُ خَوْضاً وخِياضاً دَخَلَهُ، كخَوَّضَهُ واخْتَاضَهُ، بالفَرَسِ أوْرَدَهُ، كأخاضَهُ وخاوَضَهُ، وخاضَ الشَّرابَ خَلَطَهُ، وخاضَ الغَمَراتِ اقْتَحَمَها، وخاضَ بالسَّيْفِ حَرَّكَهُ في المَضْرُوبِ.

والمَخاضَةُ ما جازَ الناسُ فيه مُشاةً ورُكْبانا، والجمعُ مَخَاوِضُ.ومن المَجاز الخوضُ في ما يُشبه الماءَ من جهة أنّه يغمرُ المكانَ؛ فمن بديع حُسنِ التعليل قولُ ابنِ نباتةَ السَّعديِّ، في فرسٍ أَدهَمَ مُحجَّل القوائم ذي غُرَّة:

                       وكأَنَّما لطَمَ الصَّباحُ جبينَهُ … فاقْتَصَّ منهُ فخاضَ في أَحشائِهِ 

وقد أخذَه ابن شُهَيد الأندلسيّ، وقصر عنه:

وأغَرُّ قد لبسَ الدُّجَى … برداً فراقكَ وهوَ فاحِمْ

وكأَنَّما خاضَ الصَّبا … حَ فجاءَ مبيضَّ القوائِمْ

3- فلان يَتَضَوَّكُ في حُجَّتِه: إِذا خاضَ فيها خَوْضَ سَوْءٍ لا يُبِينُ عنها.وفي التنزيل العَزيز استُعير الخَوضُ للكلام الذي فيه تَكلُّف الكذب والباطل: “وكُنَّا نَخوضُ مَعَ الخائِضينَ”، أي في الباطِلِ، ونَتْبَعُ الغاوينَ، “وخُضْتُمْ كالذي خاضُوا”، أي كخَوْضِهِمْ.

والخَوْضُ من الكلام – ما فيه الكَذِب، وقد خاضَ فيه وفي التنزيل:”الذِينَ يَخُوضُونَ في آياتِنا” والخَوْض – اللَّبْس في الأَمْر.

قال الحافظُ ابنُ حَجَر العَسقلانيّ:

خاضَ العَواذِلُ في حَديثِ مَدامِعِي … لما جَرَى كالبَحْرِ سرعَةَ سَيْرِهِ

فَحَبَستُهُ لأصونَ سِرّ هَواكُمَ … حتَّى يخُوضُوا في حَديثٍ غَيرِهِ

خاضَ في الكلام سابَ فيه بهَذْرٍ أَي ما كانَ التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبلَغَ من الإِكثارِ.

قال الراغب : وأكثر ما ورد في القرآن ورد فيما يُذمّ الشروع فيه، قال تعالى: «يخوضون في آياتنا» «نخوض ونلعب» [التوبة : 65] ، «وخضتم كالذي خاضوا» [ التوبة : 69] ، «ذَرْهُم في خوضهم يلعبون» [الأنعام : 91] . فمعنى «يخوضون في آياتنا» يتكلَّمون فيها بالباطل والاستهزاء . 

” وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ”، ولمّا سُئلَ المجرمون عمّا سلَكَهُم في سَقَر قالوا: ” لم نَكُ من المُصلّينَ ولَم نَكُ نُطعمُ المسكينَ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ”[يُنظر: مفردات غَريب القُرآن للراغب الأصفهاني، كتاب الخاء]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق