الرابطة المحمدية للعلماء

العناية باللغة العربية والترجمة شرطان لازمان لكل نهضة حضارية

الشرقاوي: ستظل اللغة العربية
“لغة حضارة كبرى مهما بلغ بؤس واقعها..”


لقد أمسى التلازم بين التقدم وما يتصل به من عمليات
للتحديث الاجتماعي العام، وبين الترجمة قويا؛ بفعل كونية العلوم والمعارف الإنسانية
وتدفقها المتسارع. وهو التدفق الذي غدا من المتعذر على أية دولة، مهما بلغت قوتها، ملاحقته ونقله واستيعابه بمفردها، اعتمادا
على قواها الذاتية الخاصة..

وتبعا لذلك، فلا أمل لأية دولة أو مجتمع من المجتمعات في
الخروج من وهدة التخلف واللحاق بركب الدول المتقدمة، إلا من خلال الانفتاح المبدع
على العالم عبر اعتماد مشروع وطني مجتمعي مدروس للترجمة، يستجيب للحاجيات الحقيقية
وفقا لمنطق أولويات واضح، وبناء على معايير محددة ودقيقة.. ووفقا
لرؤية منهجية ومعرفية منسجمة..        

وفي
هذا السياق، فقد أتبثت التجربة أنه حينما
تكون أمة من الأمم  قوية فإنها عادة ما تترجم
بدافع معرفة الآخر سعيا لاحتواء ثقافته، والإمساك بعناصر القوة في تجربته الحضارية،
بغرض إعادة توظيفها لصالح نهضتها وتقدمها، واستئناف مسيرتها التاريخية..

ضمن
هذا المنظور صرح الأستاذ والمترجم عبد الكبير الشرقاوي في حوار مع جريدة المساء (عدد:
1-7-2008. ) أن ” كل لحظات القوة والازدهار والخصب والثقة بالذات وبالمستقبل
في تاريخ الثقافة العربية كانت هي بالضبط لحظات الترجمة، في العصر العباسي، وفي
عصر النهضة، وإن لحظات الانحطاط والتدهور والارتداد هي لحظات غياب الترجمة..”

وبعد أن عبر عن حبه العميق للغة العربية وإيمانه
المطلق بقدراتها، أكد بأنها ستظل دوما ” لغة حضارة كبرى مهما بلغ بؤس
واقعها..”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق