وحدة المملكة المغربية علم وعمرانأعلام

العلامة أبي سرحان بن مسعود بن محمد جموع  السجلماسي الفاسي

نشأ  العلامة  أبي سرحان بن مسعود جموع ب بمدينة فاس ودرس بها مبادئ العلوم وأصوله، وأصله من سجلماسة وهو من فقهاء المالكية، وللشیخ جموع الفاسي كنى أشهرها: أبو سرحان وأبو الفضل،  وكان الشيخ مسعود من أبرز أساتذة القرويين، وكان بارعا في علوم شتى كالحديث والسير والتصوف واللغة والنحو والبيان،  وكان ملما بأحكام القراءات ولوعا بالتأليف وبالأسانيد العالية في رواية الكتب، وكان  -رحمه الله- عاكفا على التدريس والتأليف والنسخ وخطه جيد وانتقل إلى سلا سنة 1118 وتوفي بها.

نسبه ومولده:

هو مسعود بن محمد بن علي جموع بفتح الجيم وتشديد الميم المضمومة وسكون العين، بيت من بويتات فاس العريقة[1].

يكنى أبا سرحان، الولي الصالح المحدث الرواية الحافظ الدراكة، كان عالما يفتي المنقول والمعقول من حديث وفقه وتصوف وتفسير وبيان وسير ونحو ولغة، خيرا دينا ورعا. [2].

أما عن تاريخ ولادة الشيخ والمدة التي عاشها، فإن جل المصادر لا تسعف في تحديد ذلك، والراجح أنه ولد في حدود 1050هـ غما فوق، قياسا على المدة التي عاشها أقرانه كالشيخ أبو العباس ابن الحاج الفاسي، والشيخ أبو عيسى محمد المهدي الفاسي… [3].

شیوخه:

تتلمذ الشیخ جموع الفاسي رحمه الله على ثلة من العلماء الفضلاء، ومنهم :

– الشیخ أبو زید عبد الرحمن بن أبي القاسم، المكناسي الأصل، الفاسي الدار والمنشأ (ت1082هـ ( استفاد منه الشیخ جموع في علمي التجوید والقراءات.

– الشیخ أبو عبد االله محمد بن أحمد بن أبي المحاسن یوسف الفاسي (ت 1084هـ): أخذ عنه الشیخ جموع النسخ وعلوما أخرى.

– الشیخ محمد بن أحمد الفاسي المریني (ت1086هـ): قرأ علیه الشیخ جموع القراءات، وأجازه في السبع والعشر.

– الشیخ أبو محمد عبد القادر بن علي بن یوسف الفاسي (ت 1091 هـ) أخذ عنه الشیخ جموع الخط والنسخ وعلوما أخرى.

– الشیخ أحمد بن حمدان الدلائي التلمساني (ت1092هـ): أخذ عنه الشیخ جموع علم الحدیث، وقرأ علیه شمائل الترمذي، وشفا القاضي عیاض، وصحیح البخاري، وغیرها.

– أبو عبد االله محمد بن محمد بن سلیمان البوعناني (ت1098هـ): قرأ علیه الشیخ جموع القراءات السبع وأجازه فیها.

– الشیخ أبو الضیاء علي بن علي الشبراملسي الشافعي القاهري (ت1087هـ): قرأ علیه الشیخ جموع صحیح البخاري.

– الشیخ أبو عبد االله محمد بن عبد القادر الفاسي (ت 1116 هـ): أخذ عنه الشیخ جموع الخط [4].

ثناء العلماء عليه :

قال الشريف الأديب سيدي محمد بن الطيب في كتابه المسمى “الأنيس المطرب فيمن لقيته من أدباء المغرب” قرأت عليه، يعني صاحب الترجمة، ختمة من كتاب الله عزوجل، والشمائل للترمذي وصحيح البخاري، والشفاء لعياض والاكتفا للكلاعي، وسيرة اليعمري، والنصيحة الكافية لسيدي زروق، وألفيه ابن مالك، وتلخيص المفتاح وشرحه للسعد، وكتابه المسمى نفائس الدرر في سيرة خير البشر[5]..

وجاء في الرحلة الفاسية: أن صاحب الترجمة عالم بالتفسير والحديث والفقه، أستاذ عارف بالقراءات، صبور حليم جميل المعاشر، جواد كثير التلاوة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، دين وورع، لا يرى إلا مدرسا أو تاليا أو ناسخا جيد الخط، أخذ  النسخ عن سيدي عبد القادر الفاسي، وابن عمه سيدي محمد بن أحمد، واخذ الحديث عن سيدي أحمد بن حمدان التلمساني، والقراءات عن سيدي محمد بن أحمد المريني، وأجازه في السبع العشر، ألف نفائس الدرر في سيرة سيد البشر في سفرين، والروضة الوسطى والروضة الصغرى كلاهما في السير، …. وكان يدرس بسلا بزاوية سيدي أحمد حجي صحيح البخاري، والشفا، والشمائل، فمرض وتوفي بمدرستها في ربيع النبوي عام  تسعة عشر ومائة وألف، ودفن بها آواخر جمادى الأولى[6].

وقال الحافي في فهرسته: “ولما أراد الله ظهوره وانتفاع الناس به أتى زائرا لصلحاء مدينة سلا فنزل الولي الصالح سيدي أحمد حجي، فاجتمع عليه طلبة سلا من أهل الزاوية المذكورة لنشر العلم فساعفهم في ذلك ولازم التدريس بها وبمسجدها وبالمسجد الأعظم من سلا” [7] .

تلاميذه :

تتلمذ على الشیخ جموع الفاسي رحمه االله ثلة من العلماء والفضلاء، منهم:

  • الشیخ أبو العباس أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي (ت 1129 هـ): أجازه الشیخ جموع في كتابه: نفائس الدرر من أخبار سید البشر.
  • الشیخ أبو عبد االله محمد بن الطیب بن أحمد الشریف العلمي (ت 1134هـ): قرأ على الشیخ جموع ختمة كاملة من كتاب االله عز وجل، وأخذ عنه أحكام القرآن والرسم والضبط، وشمائل الترمذي، والجامع الصحیح للإمام البخاري، والشفا بتعریف حقوق المصطفى للقاضي عیاض، وكتاب الاكتفاء في السیرة النبویة للكلاعي، وكتاب السیرة للیعمري، والنصیحة الكافیة لسیدي زروق، وألفیة ابن مالك، وكتاب أوضح المسالك إلى ألفیة ابن مالك لابن هشام، وتلخیص المفتاح للقزویني، وشرحه لسعد الدین التفتازاني، ونفائس الدرر في سیرة خیر البشر، وغیرها.
  • الشیخ أبو عمران موسى بن محمد السلوي الدغمي (ت 1140 هـ): أخذ عنه كتاب الشفا، وأجازه فیه وفي سائر مقروءاته ، وإلیه یرجع الفضل في جمعه للحاشیة التي وضعها الشیخ جموع على الشفا، وسماها مناهج الصفا في التقاط درر الشفا.
  • .الشیخ سیدي عمر بن الحاج عبد القادر التنلاني التواتي ( ت1152هـ): قرأ علیه المقنع مختصر أبي مقرع في علم التوقیت.

– أبو مدین حجي بن عبد االله (ت 1160هـ): أجازه الشیخ جموع الفاسي إجازة عامة، وقف على هذه الإجازة بخط المجیز الجمیل المؤرخ الأمین إبراهیم ابن بوزید السلاوي، وذكرها في كناشته العلمیة أثناء الترجمة لأبي مدین حجي رحمه االله.

– أبو العباس أحمد بن عاشر الحافي السلاوي (ت 1163 هـ): أجازه إجازة عامة بعد أن لازمه. عبد السلام بن محمد المضغري التازناختي: صاحب منظومة روض الزهر في طرق نافع[8].

بعض من مؤلفاته :

لقد خلف الشیخ جموع الفاسي رحمه االله تراثا زاخرا بلغ نحوا من الثلاثین أو یزید، یقع بعضه في مجلدات متعددة وأجزاء كثیرة؛ منها ما طبع، ومنها ما زال مخطوطا، ومنها ما هو في عداد المفقود، وأغلبها في القراءات والرسم، والسیرة النبویة، والفقه، واللغة، والحدیث، والعقائد، والتصوف، وفیما یأتي عرض لهذه المؤلفات مع ذكر المطبوع منها والمخطوط والمفقود، مرتبة على حسب الفنون والعلوم، مع ذكر المصادر التي ذكرت فیها إن وجدت[9].

 ومنها نذكر:

  • نفائس الدرر من أخبار سيد البشر (إصدار الرابطة المحمدية للعلماءـ تحقيق لحسن الخيبة – عبد اللطيف علوان- عبد الحميد تدرارني في ست مجلدات)
  • الدرة المضيئة من خبر سيد الخليقة .
  • الروضة الوسطى والصغرى، كلاهما في السير.
  • شرح السلمفي المنطق.
  • حواش على الألفية.
  • كفاية التحصيل في شرح التفصيل – في القراءات العشر بالتيمورية[10].
  • مرشدة الصبيان ومبصرة لمن أرادها من الإخوان (إصدار الرابطة المحمدية للعلماء تحقيق الدكتور طارق طاطمي).

رحلاته العلمية :

سجلت مصادر ترجمة الشيخ جموع الفاسي رحلة وحيدة له، وهي التي قام بها إلى سلا، فعنها يقول تلميذه الحافي: ” ولما أراد الله ظهوره وانتفاع الناس به أتى زائرا لصلحاء مدينة سلا، وكان ذلك في ربيع النبوي غان ثمانية عشر ومائة وألف، فنزل بزاوية سيدي أحمد حجي، فاجتمع عليه طلاب سلا مع أهل الزاوية المذكورة، وألحو عليه في الجلوس وبالمقام بالزاوية لنشر العلم، فساعفهم في ذلك ولازم التدريس بها و بالمسجد الأعظم بسلا، وقد ورد في حافية إتحاف أشراف الناس الملا أن المدة التي قضاها مدرسا بسلا لم تتجاوز ستة أشهر[11].

وفاته :

وفي أواخر جمادى الأولى من عام تسعة عشر ومائة وألف، توفي الفقيه أبو الفضل مسعود بن محمد جموع، الفاسي الدار السجلماسي الأصل، …. وقدم لسلا في ربيع النبوي عام ثمانية عشر، واستقر بزاوية سيدي أحمد حجي، فشرع في التدريس وبها توفي – رحمه الله –  [12].

[1] – نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني (3/174) طبعة 1986م مكتبة الطالب الرباط.

[2] – معلمة المغرب (9/3094) طبعة 1998 م مطابع سلا

[3] –  مرشدة الصبيان ومبصرة لمن أرادها من الإخوان ص 19 تحقيق د طارق طاطمي الرابطة المحمدية للعلماء.

[4] – الأعلام للزركلي (7/220) الطبعة الخامسة عشر ماي 2002م دار العلم للملايين.

[5] – نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني (3/174) طبعة 1986م مكتبة الطالب الرباط.

[6] – نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني (3/174) طبعة 1986م مكتبة الطالب الرباط.

[7] – الإتحاف الوجيز تاريخ العدوتين ص 132الطبعة الثانية منشورات الخزانة العلمية الصبيحة بسلا.

[8] – الأعلام للزركلي (7/220) الطبعة الخامسة عشر ماي 2002م دار العلم للملايين.

[9] – الأعلام للزركلي (7/220) الطبعة الخامسة عشر ماي 2002م دار العلم للملايين.

[10] –  مجلة المداد – الشيخ جموع الفاسي وكتابه الدرة المضيئة من خبر سيد البريئة – أمين بن أحمد انقيرة جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء.

[11] –  مرشدة الصبيان ومبصرة لمن أرادها من الإخوان ص 20 تحقيق د طارق طاطمي الرابطة المحمدية للعلماء.

[12] – كتاب التقاط الدرر ص 297  الطبعة الأولى منشورات دار ألآفاق الحديثة بيروت

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق