الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فمن أعلام الحديث بسبتة: العلامة القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد ابن عبد الرحمن بن سليمان الأزدي، شهر بنسبه، من أصل قرطبي، ولد بسبتة سنة سبع، أو ثمان وستين وخمسمائة.

تلقى المتَرجم له  معارفه الأولى  على يد مشايخ بلدته أولا فسمع من أبي محمد بن عبيد الله -وأكثر عنه، وأبي الصبر أيوب الفهري، وأبي عبد الله ابن غاز السبتي، وأبي عبد الله العزفي، وأبي عبد الله التجيبي -وأكثر عنه-، ثم رحل إلى الأندلس فأخذ عن شيوخها بقرطبة وغيرها، فأخذ عن أبي جعفر  الخطيب، ويحيى بن خلف الهوزني، وغيرهما. واستكثر من المشيخة، فكاتبه بالإجازة خلق كثير من الأندلس، وفاس، والمشرق؛ كأبي عبد الله بن مضاء، وأبي بكر ابن أبي جمرة، وأبي القاسمى بن الملجوم، وأبي الكرم البوصيري، وأبي الحسن المقدسي، وأبي الثناء الحراني، وغيرهم.

كان رحمه الله من المهتمين بالرواية والإسناد، وقد طال عمره فانفرد بالأخذ عن ابن عبيد الله، وأبي عبد الله العزفي، وتكاثر تلامذته والآخذون عنه مغربا وأندلسا منهم: : أبو العباس ابن فرتون،  والخطيب أبو محمد الترفاسي، والمحدث أبو عبد الله الطنجالي، والخطيب أبو عبد الله ابن صالح وغيرهم.

ولي المترجم له المناكح وقضاء النساء ببلده مدة، وكان معروفا بالعدالة، موصوفا بالثقة والجلالة، وتوفي رحمه الله بسبتة في السادس والعشرين لشهر رمضان المعظم سنة ستين وستمائة.

من مصادر ترجمته: برنامج الرعيني (ص: 168-169)، الذيل والتكملة (5 /191)، الإشراف لابن الشاط (ص: 55-59)، فهارس علماء المغرب (ص: 608).

راجع المق: الباحث: يوسف أزهار