بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي ورَّث العلم لمن اختارهم من عباده، وجعلهم حجته على خلقه بعد أنبيائه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام  العلماء، وقائد النبهاء والنجباء، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد؛

 فقد عرفت الحركة العلمية ازدهارا كبيرا على عهد الدولة العلوية الشريفة، في جميع العلوم، والمعارف، والفنون، وفي مقدمتها علم الحديث النبوي الشريف، الذي برز فيه مجموعة من العلماء المغاربة الجهابذة الكبار، واعتنوا به عناية فائقة من حيث الحفظ، والتأليف، والتدريس..

ومن بين هؤلاء الأعلام المغاربة، الذين اهتموا بالحديث النبوي الشريف:  العلامة، الحافظ، أبو عبد الله محمد بن أحمد بنيس الفاسي العلامة الكبير، الذي كانت له مشاركة في الدرس الحديثي على عهد الدولة العلوية،  ويتجلى ذلك في تأليفه في علم الحديث، ولمكانته في هذا العلم الشريف، خصصته بهذا المقال، وتناولت فيه ترجمته، وبيان اعتنائه بعلم الحديث؛  من خلال ما تركه من مؤلفات فيه، وذلك وفق الآتي:

أولا: التعريف بالمؤلِّف[1].

*اسمه ونسبه:

هو:  أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بِنِّيس بكسر الباء الموحدة، وكسر النون المشددة، ثم ياء وسين مهملة[2].

وهو ينتمي إلى أسرة مغربية معروفة، اشتهرت بهذا الاسم (بنيس)، وأصلها من مدينة فاس[3].

*ولادته ونشأته:

ولد ليلة الاثنين منتصف رجب عام ستين ومائة وألف (1160ﻫ)[4]. ثم نشأ وترعرع ودرس بفاس.

* شيوخه

أخذ عن جماعة من العلماء، منهم:

  أبو زيد عبد الرحمن المنجرة(ت1179هـ) [5].

أبو عبد الله محمد بن قاسم جسوس (ت1182هـ) [6].

 أبو عبد الله محمد بن الحسن البناني(ت1194هـ)[7].

وأبو عبد الله محمد بن عبد السلام الفاسي(ت1214هـ) [8].

وأبو محمد عبد القادر ابن شقرون، (ت1219هـ)[9].

 *تلاميذه:

أخذ عنه عدة علماء أجلاء منهم:

أبو العباس أحمد بن عجيبة اللنجري الحسني(ت1224هـ)[10].

أبو الفيض حمدون بن الحاج(ت1232هـ)[11].

السلطان أبو الربيع سليمان بن محمد العلوي(ت1238هـ)[12].

أبو محمد عبد القادر بن أحمد الكوهن(ت1254هـ)[13].

* ثناء العلماء عليه ومكانته العلمية:

كان الشيخ بنيس علامة، فقيها ، فرضيا، محدثا، أديبا، له مشاركة في مجموعة من العلوم، وقد حلته كتب التراجم بصفات، منها:

حلاه تلميذه ابن عجيبة التطواني بـ: “العلامة، الفقيه، الفهامة، فرضي وقته، وإمام عصره”[14].

قال عنه صاحب سلوة الأنفاس: “الشيخ، الفقيه، العلامة، الدراكة، المحقق، الفهامة، الضابط المتفنن، المبارك المتفنن، الماهر في الفرائض والحساب، الفائق فيهما جميع الطلاب”[15].

وحلاه محمد مخلوف بما نصه: “الحافظ، اللافظ، العمدة، المحقق، الجامع لشتات العلوم والمعارف بالمنطوق والمفهوم”[16].

وقال الحجوي: “فقيه متفنن متقن”[17].

وأثنى عليه ابن سودة بقوله: “كان علامة، مشاركا، مدرسا، مستحضرا “[18].

كما أنه كان زهدا ورعا، جاء في سلوة الأنفاس: “البركة الصالح، المهتدى بهداه الواضح”[19].

* وفاته:

مات بالوباء بفاس، وقد اختلفت الكتب المترجمة له حول وفاته بعضها ورخت وفاته في سنة( 1213ﻫ)[20]. وأخرى في ( 1214ﻫ)[21].

ثانيا: اعتناء العلامة محمد بن أحمد بنيس  بعلم الحديث النبوي الشريف.

كان للعلامة  محمد بن أحمد بنيس مشاركة في علم الحديث النبوي الشريف؛ ويتجلى ذلك فيما ألفه  في هذا العلم من مؤلفات، وهي كالآتي:

*تقييد في حكم “قال” الواقعة بين رجال الإسناد، توجد منه 3 نسخ بالخزانة الحسنية: 6628ـ 12286ـ 13755[22]، وتوجد منه عدة نسخ بالمكتبة الوطنية منها: نسخة تحت رقم: 202جك، مكتوبة بخط العلامة جعفر بن إدريس الكتاني في مجموع من الورقة: 25أ، إلى الورقة: 27ب[23].

وطبع مع تقاييد أخرى في نفس الموضوع تحت عنوان: ثلاث رسائل في: “قال” في سند الحديث : 1ـ رسالة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بنيس . 2ـ رسالة أبي عبد الله محمد الطيب بن عبد المجيد بن كيران، 3 ـ رسالة أبي الفيض حمدون بن عبد الرحمن بن الحاج السلمي. جمع وتحقيق وتقديم:  الدكتور أحمد العراقي، دار الكتب العلمية”، 2012م.

*شرح الأربعين النووية(الربع الثالث)، منه نسختان بالخزانة الحسنية تحت الرقمين: 725ـ 5473[24]، ومنه نسخة بالمكتبة الوطنية  تحت رقم :482د[25] .

يعد بنيس واحدا من أربعة علماء  الذين شرحوا الأربعين النووية بأمر من السلطان المولى سليمان العلوي، والعلماء الثلاثة الآخرون  المشاركون هم:

أحمد بن التاودي بن سودة، المري.

أبو محمد عبد القادر بن أحمد بن العربي بن شقرون.

محمد الطيب بن عبد المجيد، ابن كيران[26].

قال القيطوني: “طبع على الحجر  بفاس مع بقية شرح الأربعين  المذكورة لثلاثة من العلماء بإشارة السلطان المذكور على ذمة قاضي فاس أبي عبد الله عبد السلام الهواري عام 1309هـ  109ص”[27] .

* تقييد موجز في اصطلاح الحديث، توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية تحت رقم: 1124ك، في مجموع من الورقة: 101 إلى 110. [28]  

*طلب إجازة من محمد بن الحسن البناني، منه نسخة تحت رقم: 2795د[29].

* كناشة، توجد منها نسخة بالمكتبة الوطنية تحت رقم: 464ك بها 502صفحة[30].

لقد تبين من خلال هذه الترجمة للعلامة محمد بن أحمد بنيس، أنه كان من العلماء الذين اعتنوا بالتأليف في علم الحديث، على عهد الدولة العلوية الشريفة.

*********************

هوامش المقال: 

[1]   من مصادر ترجمته: أزهار البستان لابن عجيبة، مخطوط الحسنية، رقم: 417 (ص: 226)، وسلوة الأنفاس(1 /224-225)، والفكر السامي(1/ 351)، وشجرة النور(1/ 536)، وإتحاف المطالع (1/ 91)، والأعلام للزركلي (6/ 15)، ومعجم المطبوعات المغربية(ص:46)، الشرب المحتضر لجعفر بن إدريس الكتاني (ص: 39).

[2]  أزهار البستان لابن عجيبة (ص: 226)، وسلوة الأنفاس (1 /222).

([3])  انظر: «البنيس وألفاظ أخرى»، مقال كتبه الأستاذ عبد الله كنون، منشور بمجلة: المجمع العلمي العربيّ، المجلد 35: ص: 125.

([4])  سلوة الأنفاس(1/ 222)، إتحاف المطالع (1/ 91)، والأعلام للزركلي (6/ 15).

[5] سلوة الأنفاس (1 /224)، وشجرة النور(1/ 536).

[6] سلوة الأنفاس (1 /224)، وشجرة النور(1/ 536).

[7] سلوة الأنفاس (1 /224)، وشجرة النور(1/ 536).

[8] سلوة الأنفاس (1 /224)، وشجرة النور(1/ 536).

[9] سلوة الأنفاس(1 /224).

[10] أزهار البستان لابن عجيبة (ص: 226)، وسلوة الأنفاس (1/ 225)، وشجرة النور(1/ 536).

[11] سلوة الأنفاس(1 /225).

[12] سلوة الأنفاس(1/ 225)، وشجرة النور(1/ 536)، وجمهرة التيجان وفهرسة الياقوت واللؤلؤ والمرجان في ذكر الملوك وأشياخ السلطان المولى سليمان للزياني(ص: 128).

[13]   سلوة الأنفاس(1 /225)، وشجرة النور(1/ 536).

([14])  أزهار البستان لابن عجيبة، مخطوط الحسنية، رقم: 417 (ص: 226)، وسلوة الأنفاس(1/ 224).

([15])  سلوة الأنفاس (1 /224).

([16])  شجرة النور(1/ 536).

[17]  الفكر السامي(1/ 351).

[18]  إتحاف المطالع (1/ 91).

[19]  سلوة الأنفاس (1 /224).

[20] أزهار البستان لابن عجيبة (ص: 226)، والأعلام للزركلي (6/ 15)، ومعجم المطبوعات المغربية (ص:46).

[21]  سلوة الأنفاس(1 /225)، والفكر السامي(1/ 351)، إتحاف المطالع (1/ 91).

 [22]  كشاف مخطوطات الخزانة الحسنية (ص: 104).

 [23]  هذه النسخة هي التي اعتمدتها في إخراج نص هذا التقييد تحت عنوان:” تقييد في حكم “قال” الواقعة بين رجال الإسناد للعلامة محمد بن أحمد بن محمد بِنِّيس(ت: 1213هـ) تقديم وضبط” منشور على بوابة الرابطة المحمدية للعلماء.

 [24]  كشاف مخطوطات الخزانة الحسنية (ص: 239).

 [25]  فهرس المكتبة الوطنية (1 /25).

 [26]  فهرس المكتبة الوطنية (1 /25ـ26).

 [27]   معجم المطبوعات المغربية (ص:46).

 [28]  موقع المكتبة الوطنية الإلكتروني.

 [29]  موقع المكتبة الوطنية الإلكتروني.

 [30]  موقع المكتبة الوطنية الإلكتروني.

********************

جريدة المصادر والمراجع:

إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع: لعبد السلام ابن سودة، ت: محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، ط1، 1417هـ/1997م.

أزهار البستان لابن عجيبة التطواني، مخطوط الحسنية، رقم: 417.

الأعلام، لخير الدين الزركلي،  دار العلم للملايين. ط15، 2002 م.

البنيس وألفاظ أخرى، مقال كتبه الأستاذ عبد الله كنون منشور بمجلة: المجمع العلمي العربيّ بدمشق، المجلد 35، الجزء 1، 1379هـ /1960م.

جمهرة التيجان وفهرسة الياقوت واللؤلؤ والمرجان في ذكر الملوك وأشياخ السلطان المولى سليمان، لأبي القاسم بن أحمد بن علي بن إبراهيم  الزياني، تحقيق: عبد المجيد خيالي، دار الكتب العلمية، ط1، 1424هـ ـ 2003م.         

سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، لجعفر بن إدريس الكتاني. تحقيق:  عبد الله الكامل الكتاني، وحمزة بن محمد الطيب الكتاني، ومحمد حمزة بن علي الكتاني، دار الثقافة، ط1ـ سنة 1425 هـ ،2004 م.

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، لمحمد بن محمد بن عمر مخلوف علق عليه: عبد المجيد خيالي، دار الكتب العلمية، لبنان، ط1، 1424 هـ ، 2003 م.

الشرب المحتضر والسر المنتظر من معين أهل القرن الثالث عشر، لجعفر بن إدريس الكتاني، تحقيق: محمد حمزة بن علي الكتاني، دار الكتب العلمية، بيروت.

الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، لمحمد بن الحسن بن العربيّ بن محمد الحجوي الثعالبي الجعفري الفاسي، دار الكتب العلمية -بيروت-لبنان، ط1 ،1416هـ، 1995م.

فهرس المخطوطات العربية المحفوظة في الخزانة العامة بالرباط، لليفي بروفنصال، مراجعة: صالح التادلي، سعيد المرابطي، منشورات الخزانة العامة(الوطنية) للكتب والوثائق بالرباط مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء. ط2:  1997ـ1998م

كشاف الكتب المخطوطة بالخزانة الحسنية، لعمر عمور، تقديم أحمد شوقي بنبين، منشورات الخزانة الحسنية.

معجم المطبوعات المغربية،  لإدريس بن الماحي الإدريسي القيطوني الحسني، تقديم عبد الله كنون، مطابع سلا الحي الصناعي لتابريكت، 1988م.

*راجع المقال الباحث: محمد إليولو