الرابطة المحمدية للعلماء

العلاقات الإسلامية المسيحية في عالم متغير

د. السماك: الإسلام يكرم الإنسان لذاته الإنسانية بغض النظر عن دينه أو عرقه

أسهم الأستاذ محمد السماك بدراسة حول موضوع: “الأقليات الإسلامية تحت حكم المسيحيين، والأقليات المسيحية تحت حكم المسلمين، دراسة مقارنة”. في إطار فعاليات المؤتمر الدولي الذي نظمه معهد “فوللر للدراسات الدينية” في مدينة “باسادينا” في الولايات المتحدة، الذي يعد أكبر معهد في العالم للدراسات الإنجيلية.

وقد انطلق المحاضر في دراسته من المقارنة بين موقف كل من الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية الحديثة، وفي مقدمتها وثيقة حقوق الإنسان لعام 1948، ووثيقة حقوق الأقليات لعام 1993. معتبرا أن الشريعة الإسلامية تنطلق في التعامل مع المسيحيين خاصة ومع أهل الكتاب عامة، من الاعتراف الإيماني بالمسيحية واليهودية كرسالتين سماويتين منزلتين من عند الله. ومن أن لأهل الكتاب في المجتمع الإسلامي ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، كما جاء في الحديث النبوي الشريف.
كما أبرز أن الإسلام يعتبر أن الإنسان، بغض النظر عن دينه أو عقيدته، مكرّم لذاته الإنسانية، وهو خليفة الله على الأرض، وان الله خلقه في أحسن تقويم وفضّله على كثير ممن خلق تفضيلا.

وهذا يعني أن للإنسان، من حيث هو إنسان، مكانة واحتراماً وتقديراً وكرامة صادرة عن الله الخالق، وليس منّة من دولة أو من نظام أو من قانون. والنص الشرعي إنما يعمل على حفظ حقوق الإنسان الجوهرية وصيانتها بعد الإعلان عنها، وإقامة الحجة على ضرورة احترمها.
من هنا كانت المقارنة بين ما تقول به الشريعة الإسلامية حول حقوق الإنسان، وما تقول به الشرعة الدولية. وذلك كمدخل للتأكيد على حقوق المسيحيين في المجتمعات الإسلامية، وعلى حقوق المسلمين في المجتمعات المسيحية.

كما أوضح الأستاذ السماك كيف تغيرت صورة العالم عما كانت عليه في القرون الغابرة. وما نتج عن ذلك من تداخل بين المسلمين والمسيحيين بلغ حدّ التشابك، وهو ما بات يشكل أحد أهم الأسس التي تقوم عليها المجتمعات المعاصرة. مدللا على ذلك بأن ثلث المسلمين تقريباً الذين يبلغ عددهم ملياراّ و350 مليون نسمة يعيشون في مجتمعات غير إسلامية (الهند، والصين، والولايات المتحدة، وأوروبة وروسيا، وأميركا الجنوبية..) كما أن “المسيحيين الذين كانوا حتى القرن التاسع عشر متجمعين أساساً في أوروبة وأميركا الشمالية والذين تزيد نسبتهم على 80 بالمائة من مسيحيي العالم، انقلبت هذه النسبة رأساً على عقب، وأصبح ثلث المسيحيين اليوم يعيشون في قارتي آسيا وإفريقيا (إلى جانب أميركا اللاتينية ) حيث يتواجد المسلمون”.
مستخلصا أن حركة هذا التداخل المستمرة والمتواصلة بين مختلف أنحاء العالم تدعوا أهل الديانتين الإسلامية والمسيحية للمزيد من التفاهم لتحسين أسس التعايش المشترك وبناء جسور التعاون.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق