مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةدراسات عامة

الصوفي أبو محمد عبد الله الغزواني وطريقته من خلال كتابه النقطة الأزلية

– أبو محمد عبد الله بن عجال الغزواني[1] من غزوان من عرب تامسنا، عاش في النصف الثاني من القرن التاسع والأول من القرن 10 وتوفي سنة 935هـ.

– كان يدرس بمدرسة الوادي من عدوة الأندلس بفاس، فسمع بالشيخ أبي الحسن علي بن صالح الأندلسي، ذهب إليه ولازمه أياما فأشار عليه بالاتصال بشيخ الوقت أبي فارس عبد العزيز التباع.

– سافر إلى مراكش فلازم شيخه واستعمله في حياطة بستانه، فأظهر في ذلك طاعة وجدية، خدمه عشر سنوات.

– أذن له التباع بفتح زاوية ببني فركاز بالهيط.

– ذاع صيته وكثر أتباعه لأنه كان من المنطقة وكان والده يقول نه: (عندي ابن تركته يقرأ العلم سيكون له شأن، وله من الأتباع عدد ما في صابة الزبيب من حبوب كبيرها وصغيرها حلو).

-تضايق السلطان الوطاسي أبو عبد الله محمد بن الشيخ من شعبيته خاصة وأن دولته كانت تمر بمرحلة ضعف واضطراب، فأمر حاكمه بالهيط بإلقاء القبض عليه.

– سجنه مدة بفاس، قبل أن يسمح له بفتح زاوية له بالمدينة داخل باب الفتوح حتى يكون تحت مراقبة السلطة.

-اصطدم مع أخ السلطان الوطاسي بسبب شقة ساقية من واد اللبن إلى فاس لمساعدة الناس على السقي خلال سنة من سنوات الجفاف لذلك غادر فاسا إلى مراكش، وناصر الدولة السعدية، ووقف إلى جانبها …

– رشحه شيخه التباع لخلافته مع وجود عدد من كبار المريدين من أمثال عبد الكريم الفلاح –رحال الكوش- علي بن ابراهيم- وسعد بن عبد المنعم، اجتمعوا لدى الفلاح ودار بينهم حوار انتهى باقناعهم بالخضوع له ببعض كراماته…

طريقته الصوفية.

شاذلية جزولية تقوم على حب الرسول صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه والمداومة على ذكر الله تعالى، فقد روى الامام القصار (أن الغزوان كان من كبار المحبين لرسول الله

مريديه وأتباعه بترك الفضول والاشتغال بالدنيا بسلطانها وحكامها وقضائها وحثهم على الاهتمام بالسبحة ولا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم [2].

وهكذا جاءت وظيفته جامعة بين آيات الذكر الحكيم: ترديد الصلوات على النبي وكان يربي اتباعه بأرجوزة الشريسي (أنوار السرائر وسرائر الأنوار).

يتصل الغزواني بالجزولي عن طريق شيخه عبد العزيز التباع واتصال الجزولي بالشاذلي معروف فقد اخذ عبد الله محمد أمغار –عن سعيد الهرتناني- عن أبي زيد عبد الرحمن الرجراجي –عن أبي الفضل الهندي- عن أحمد عنوس البدوي- عن أحمد القرافي- عن أبي عبد الله محمد المغربي- عن أبي الحسن البدوي- عن أبي الحسن الشاذلي[3]

الدور التربوي والعلمي.

نهض الغزواني كغيره من كبار الصوفية بدور تربوي علمي، إذ تصدر للتدريس وتربية المريدين.

وقد احتفظ ابن عسكر (في دوحة الناشر) بوثيقة مهمة عن دروس الغزواني وعلاقته مع مريديه، إذ نقل عن شيخه أبي محمد عبد الله الهبطي حوار بينه وبين أستاذه الغزواني في حلقة من الحلقات العلمية بزاوية باب الفتوح، قال (وكان سيدي أبو محمد الغزواني  يربي بقصيدة الشيخ الشريسي[4] وكنت أقرأها عليه، فقرأت قول الشريسي.

وللشيـخ آيـــات لـــم تكن له         فما هو إلا في ليالي الهوى يسري

وإذا لم يكن علم لديه بظاهر        ولا باطن فاضرب به لجج البحر

فقلت له: ما معنى العلم الظاهر والعلم الباطن؟ فقال: أما الظاهر فقد علمت ما هي أصوله وفروعه، وأما الباطن فيدرك بالمشاهدة.

فقلت ما المشاهدة فضاقت عليه العبارة، فقلت في نفسي: الآن نقف على حقيقته، فنظر إلى وزفر مع نظرته فصعقت وخر مغشيا علي، فما انتهيت حتى كوشفت بعجائب الملكوت.

وقال الهبطي كذلك: (وكان إذا رأى من تحرك في حلق الذكر أو يقصر في خدمته ضربه بعصا لا تفارقه. وكل من ضربه يفتح الله عليه في الحال) …وكان أبو محمد الهبطي يقول كل ما فتح علي به إنما هو من بركة الغزواني.

-كانت له زوايا بالهبط، فاس، مراكش.

من أشهر مريديه بالهبط: أبو يعقوب يوسف بن الحسن التليدي صاحب الزاوية التليدية بين وزان وشفشاون سنة 950هـ[5]

ومن الذين أخذوا عنه بفاس:

  • أبو محمد عبد الله الهبطي: من أخص تلامذته، له مؤلفات عديدة ومراسلات مع العلماء، توفي 963 هـ[6]
  • أبو عبد الله محمد بن علي بن عيسى الزمراني المعروف بالطالب: نائب عن الغزواني في تسيير زاوية فاس، وتكلف باستقبال الطلبة والمريدين، وتعليمهم واطعامهم، توفي 964هـ[7]
  • أبو علي الحسين المصمودي دفين القصر الكبير.[8]

هوامـش

[1] مقتطف من بحوث في التصوف المغربي: حسن جلاب، ص 201-204.

[2] ممتع الأسماع، ص 45. 

[3] الدوحة، ص 3. المواهب القدسية، ص 408.

[4] هي الرائية الصوفية عنوانها (أنوار السرائر وسرائر الأنوار).

[5] ممتع الاسماع، 76.

[6] دوحة الناشر، ص 7. ممتع الأسماع، ص 85-88. العافية، ص 372-385.

[7] ممتع الأسماع، ص 68. 

[8] نفس المصدر، ص 93. 

Science

د. طارق العلمي

  • أستاذ باحث في الرابطة المحمدية للعلماء، متخصص في المجال الصوفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق