الرابطة المحمدية للعلماء

الصور النمطية حول الإسلام في الإعلام

خبراء
إعلاميين يطالبون بضرورة
تصحيح المعلومات الخاطئة عن الإسلام

اختتمت الأربعاء الماضي
أشغال الاجتماع الذي عقده مجموعة من الخبراء الإعلاميين من 12 دولة عربية بالعاصمة
تونس بهدف دراسة سبل توظيف وسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصال لتصحيح
المعلومات حول الإسلام. وقد نظم هذا الاجتماع من طرف المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم
والثقافة “إيسيسكو” وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية و معهد الصحافة وعلوم
الأخبار التونسي.

وسعى الخبراء من خلال هذا
الاجتماع إلى تقييم الأداء الإعلامي وتوجيهه من خلال تقديم عروض حول
متطلبات تطوير تقنيات العلاقات العامة و صناعة الصور البديلة، بالإضافة إلى مناقشة محاضرة حول موضوع
(الصور النمطية حول الإسلام في الإعلام: من التحقير إلى التخويف).

بهذا الصدد صرح ممثل الايسيسكو محجوب بن سعيد أن “بعض وسائل
الإعلام الدولية وخاصة منها الغربية تمكنت من الترويج لصورة مشوهة عن الإسلام
والحضارة الإسلامية خصوصا بعد أحداث 11 شتنبر” مما أدى إلى “تحريف
الحقائق وتضليل الرأي العام وتأليبه ضد المسلمين”.

ودعا ممثل الإيسيسكو إلى “اعتماد مقاربة علمية تطبيقية
تزاوج بين البحث الأكاديمي في مجال رصد الصور النمطية حول الإسلام والمسلمين وبين
تأهيل الإعلاميين المختصين في الرد على مثل هذه الحملات التشويهية”. أما ممثل
جمعية الدعوة الإسلامية العالمية السيد المختار ديرة فشدد من جهته على حاجة العالم
إلى النهوض بقيم الفهم والتفاهم بين الشعوب ودعم الحوار والتحالف بين الحضارات
والثقافات.

وفي نفس السياق اعتبر الخبير
الإعلامي المغربي عبد الرحيم السامي أن العرب والمسلمين لا ينبغي أن
يكتفوا بالرد على الحملات المسيئة للإسلام والمسلمين، بل هم مطالبون بالمبادرة
واستباق الأحداث لتنوير الرأي العام الغربي بلغاته “حتى يمارسوا حقهم داخل المجتمعات
الديمقراطية الغربية في التمتع بالاحترام والأمن والحرية.
 
وعبر السامي، مدير الدراسات بالمعهد العالي للإعلام
والاتصال
بالرباط عن اعتقاده بأن كتاب”صراع الحضارات” لصماويل هوتينغتون، قد شكل
بداية تبلور الأفكار والرؤى والصور الخاطئة
والنمطية عن الإسلام والمسلمين، نظرا للرواج الذي لقيه في أوساط الرأي العام،
وما آثاره من تعاليق وردود فعل في الأوساط الإعلامية
الغربية.

وسجل أن الاهتمام بالإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام
الغربية غالبا ما تطبعه سمات لا تخدم قضاياهم بقدر ما تسيء إلى قيمهم
ومعتقداتهم، لكون المقاربات الإسلامية تنم عن جهل كبير
بالعالم الإسلامي وبتاريخه الزاخر بالعطاء للإنسانية جمعاء، ومساهمته
لما يزيد عن ثمانية قرون في إثراء العلم والمعرفة وإشاعة روح الانفتاح والتضامن
والتسامح.

واقترح السامي تنظيم ملتقى لطلبة وصحافيي بلدان البحر الأبيض
المتوسط في موضوع صورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام
الغربية، وتفعيل دور جمعيات الصداقة العربية الأوروبية والإسلامية
الأوروبية في الدفاع عن صورة الإسلام والتعريف بقيمه في المجتمعات الغربية.

وبالإضافة إلى الموائد المستديرة و الندوات، ناقش
خبراء الإعلام كذلك خلال الثلاثة أيام الماضية وسائل تدريب طلبة معاهد التكوين
الإعلامي في الدول الأعضاء على تقنيات توظيف الإعلام لتصحيح المعلومات حول صورة
الإسلام. و نظم الخبراء أيضا عدة زيارات ميدانية لمجموعة من المؤسسات الثقافية في تونس.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق