مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينأعلام

الصحابي الجليل أُبَي بن كَعْب رضي الله عَنه

 

 

 

بقلم: يونس السباح

اسمه ونسبه وكنيته:

هو الصحابي الجليل، سيّد القراء[1] أُبَي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، واسمه تَيْم اللاَّت، وقيل: تيم الله، بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي المُعَاوِي، وإنَّما سمي النّجار لأنه اختتن بقَدُوم، وقيل ضرب وجه رجل بقَدُوم فنجره، فقيل له: النّجار[2].

وله كنيتان: أبو المنذر، كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو الطُّفَيل، كناه بها عمر بن الخطاب بابنه الطفيل[3].

وهو أحد الستة الذين انتهى إليهم القضاء من الصحابة، وكان أقرأ الصحابة رضي الله عنهُم، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعرض القرآن عليه، وسمى له باسمه، وبشره صلى الله عليه وسلم وقال له: «ليهنك العلم أبا المنذر»[4].

صفته:

وصفه عيسى بن طلحة فقال: «كان أُبَيُّ رجلاً دحداحاً، ليس بالقصير ولا بالطويل»[5]. وكان أبيض الرأس واللحية، لا يُغَيِّر شَيْبَه[6].  وقد ذُكر عنه شراسة في خلقه[7].

روايته الحديث النبوي الشريف:

يعدّ سيدنا أُبيّ بن كعب من رواة الحديث الذين جلسوا إلى النبي صلى اللهُ عليه وسلّم وسمعوا منه، فحفظ عنه الكثير من الأحاديث، وحدّث عنه من الناس: بنوه محمد، والطفيل، وعبد الله، وأنس بن مالك، وابن عباس، وسُوَيْد بن غَفَلَة، وزِرِّ بن حُبَيْش، وأبو العالية الرياحي، وأبو عثمان النهدي، وسليمان بن صُرَد، وسهل بن سعد، وأبو إدريس الخَوْلاَني، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وعبد الرحمن بن أَبْزَى، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعُبَيْد بن عُمَيْر وعُتَي السَّعْدي، وابن الحَوْتَكِيَّة، وسعيد بن المُسَيَّب وكأنه مرسل، وآخرون[8].

وله عند بقي بن مخلد مئة وأربعة وستون حديثاً، منها في البخاري ومسلم ثلاثة أحاديث وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بسبعة[9].

فضله ومكانته:

ورد في فضل سيّدنا أُبيّ بن كعب ما يدلّ على قربه من رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وعظيم مكانته عنده، ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا أُبَي بن كعب فقال: «إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك» ، قال: الله سَمَّاني لك؟، قال: «الله سمَّاك لي» ، قال: فجعل أُبَي يبكي،  قال عفان: قال همام: قال قتادة: نُبئت أنه قرأ عليه: لم يكن[10].

وقد شهد أُبيّ بن كعب العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعاً، وكان يكتب في الجاهلية قبل الإسلام، وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر الله تبارك وتعالى رسوله أن يقرأ على أُبي القرآن، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرأ أمتي أُبي»[11].

وعن الشعبي، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وسعد، وأبو زيد؛ قال: وكان مُجَمِّعُ بن جارية قد جمع القرآن إلا سورتين أو ثلاثا وكان ابن مسعود قد أخذ بضعا وتسعين سورة وتعلم بقية القرآن من مُجَمِّع[12].

وفاته ومدفنه:

توفي I بعد حياة قضاها في تعليم القرآن وقراءته، والحديث وروايته، وفي يوم وفاته حصل ما غيّر الجوّ، وأنبأ عن حصول شيء غريب، وذلك ما رواه ابن سعد في الطبقات، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: أخبرنا عوف، عن الحسن، عن عُتَيّ السَّعْدِي قال: «قدِمتُ المدينة في يوم ريح وغبرة، وإذا الناس يموج بعضهم في بعض، فقلت: ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض؟ فقالوا: أما أنت من أهل هذا البلد؟ قلت: لا، قالوا: مات اليوم سيد المسلمين أبي بن كعب»[13].

قال الواقدي: رأيت أهله وغير واحد يقولون: مات في سنة اثنتين وعشرين بالمدينة وقد سمعت من يقول: مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين وهو أثبت الأقاويل عندنا. قال لأن عثمان أمره أن يجمع القرآن[14].

 


[1]  سير أعلام النبلاء: 3/236.

[2]  أسد الغابة: 1/61.

[3]  نفسه: 1/61. وانظر التاريخ الكبير للبخاري: 2/39.

[4]  معرفة الصحابة لأبي نعيم: 1/214.

[5]  طبقات ابن سعد: 3/498.

[6]  نفسه: 3/498. وانظر أسد الغابة: 1/61.

[7]  معرفة الصحابة لأبي نعيم: 1/214.

[8]  سير أعلام النبلاء: 3/236.

[9]  نفسه: 3/243.

[10]  طبقات ابن سعد: 3/498.

[11]  نفسه: 3/498.

[12]  نفسه: 2/355.

[13]  طبقات ابن سعد: 3/501.

[14] سير أعلام النبلاء: 243.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق