مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويأعلام

الشيخ سيدي أحمد العروسي

 حياته وآثاره(ت1002هـ):

  هو الولي الصالح، والقطب الفائح، ذو الولاية الظاهرة، والكرامات  الباهرة، أبو العباس أحمد بن عمر العروسي ثم الغمري(1) بن  عمار بن موسى بن يحيى بن الحسن بن سعيد بن عبد القادر بن  صالح بن اعمر بن الحسن بن إبراهيم بن عبد الصادق بن عبد  الكريم بن عبد الله الكامل بن علي بن إدريس الصغير بن إدريس  الكبير بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن  سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه زوج فاطمة الزهراء بنت  رسول الله ﷺ»(2).

وعن هذه السلسلة يقول الدكتور حمداتي شبيهنا ماء العينين: «لم أعثر على سلسلة مضبوطة، إذ وصلتني ورقتان كلتاهما تحمل أسماء تخالف الأخرى، ووجدت أن إحداهما ناقصة أسماء عن الأخرى، فكملت الأسماء المحذوفة فكانت الحصيلة هي هذه السلسلة التي لا محالة ستكون ناقصة من ستة إلى سبعة أسماء»(3)، أخذاً بعين الاعتبار بعض الضوابط التي يحددها المؤرخون في تقسيط الآباء على السنين في مطلق الأنساب، وهي حسب ابن خلدون: «اتَّخِذ قانوناً يُصحح لك عدد الآباء في عمود النسب الذي تريده من قبل معرفة السنين الماضية إذا كنت قد استربت في عددهم، وكانت السنون الماضية منذ أولهم محصلة لديك، فعد لكل مائة من السنين ثلاثة من الآباء، فإن نفدت على هذا القياس مع نفوذ عددهم فهو صحيح، وإن نقصت عنه بجيل فقد غلط عددهم بزيادة واحد في عمود النسب، وإن زادت بمثله فقد سقط واحد، وكذلك تأخذ عدد السنين من عددهم إذا كان محصلا لديك فتأمله تجده في الغالب صحيح»(4).

وإذا طبقنا ذلك على ما في أيدينا نجد أن ثمانية أعلام تنقص من هذه الشجرة، ولذا فهي لا تعتبر كاملة(5).

ويعد الشيخ سيدي أحمد العروسي من سلالة السيد محمد العروس بن علي بن القاسم الشبيه بن محمد المأمون الديباج بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي عليه السلامالذين هاجروا من مدينة الحائل إلى جرجان حيث قبر جدهم محمدالديباج هناك، وقد انقسموا إلى أقسام؛ مجموعة منهم ذهبوا إلى مصر لينتقل بعض منهم بعد ذلك إلى تونس.

يقول الشيخ محمد المامون بن الشيخ محمد فاضل بن محمد في قصيدته «شجرة اللالئ في نسب العروسيين و النواجي» عن نسب سيدي أحمد العروسي:

قال محمد المأمون نجل                   مــحـمـد الفـاضـل هـذا الـقـــــــول

بــســـم الـذي بــه وبـالأرحـــــام          تســاءلـــون مــعــشــر الأنـــــــام

إنـــي خــديـم الـشرفاء والعلمــاء         عـنـــي عــفـا الله وإنــي طــالــمـا

بحثـت عن نســب العروســيـيـنــا         حـــتـى وجــدتــهـم حــسـيـنـيــيـنـا

فـشـرف العــروس والـنـواج ذي          عــض أخـــي عـلـيـه بـالـنـواجـــذ

وانظره فـي سـلـسـلـة الأصـــول          مـسـلـسـلا إلـــى ابـنـة الــرســـول

محمد المـــأمون ذو الديـبــــاجــي         جــد الـعـروسيينوالـنـواجــي

وإنما لقب بالديباج                         لـلـحــســن مـن جـمـالــه الـوهــاج

وذلك الديـبــاج نـجـل جـعــفــــر          الـصـادق نـجــل الـهـمـام البـاقـــر

ابن الحـسـين السبط ينتمي النسب         لـهـم ومـن كـذبـنـي ضـل وســب

فـعترة الحـسـيـن شرقــــــا تعرفُ         بـلـفـظـة الأســيـــــاد ثــم الـشـرفُ

إن أطـلـقوه قـد جـرت بـه سـنـــن         لا يـصـدقـن إلا عـلـى بـني الحسن

وكان أحمـد العروسـي المنتسـب          مع سيدي رحال الكوش اصطحـب

في تاسع الـمئيـن عهـد السـعـــدِي         مـمـتحـن الـزوايـا فــــي ذا العـهــد

وقـاتـل للونـشريـسـي ذا العـلــــم          ولأبـــي مـحـمـد الـكـوشِ ظــلـــم

ومنه فــر أحمد الـــعــــــروسِــي          فـالـعلم عـنـد المــالـك الـــقــدوس

نـظـمـتهـا مـودة قــد وجــبـــــــت          لـهم عـلـي فــي الكــتاب ثـبـتــت

لــــــقـول ربـنـا تـعـــالى قــــل لا         أســـالـكـــم عـلـيـه أجــــــــرا إلا

جـزائـــي منهـم حــبـهـم لــــــلآل         وحــسـن عـقـبـى مـن مـليك عـال

وجــاء في الحديث مـن أنسابـكـم          تـعلـمـوا مـا تـصــلـوا أرحـامـكـــم

فصــلة الأرحـام فـرض طــوبــى         لـمـن يـصـل رحـمـه فـي الـقـربـى

فـحـفـظـها أفـضـل لــلأهــالــــــي         مـن الـبـنــيـن والغـنـى الـمـنـهــال

فحفظ الأنـساب لـصونـه العـرض         مـثـلـه مـثـل الشـفـا مـــن المـرض

سـمـيـتها شجــرة الـــــــــلآلـي           ونـــزهــة الأيـــام و الـلـيــــــالـي

ذخــيـرة الأجــيــال لـلأنـجــــــال         وشــرف الأنـجــال في الأجــيــال

صــــــل عـلـى مـكـمـل الرجـــال        وأكـمـل الـرجــال فــي الـمـجـــال

وسلمـن عـــلــيــه ثم الآل                وصـحـبـه فــي الـحــال والـمـــآل

 

وإلى الشيخ أحمد العروسي يرجع نسب الشرفاء العروسيين، الذين يعيشون جنوب مدينة العيون في المكان الفاصل بين منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب، غير بعيد من ساحل المحيط الأطلسي في أرض السبخات الكبرى(6).

ويلف بعض الغموض أصول النسب العروسي، ففي موسوعة الإسلام أن الزاوية العروسية فرع من الشاذلية، وأن جد العروسيين الأول هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد السلام بن أبي بكر بن العروس الذي توفي في تونس عام 864هـ/1460م(7). ويؤكد هذا الدكتور أحمد الوارث بقوله إن سيدي أحمد العروسي كان زروقي السند، على اعتبار أن شيخه أحمد بن يوسف الملياني من أصحاب أحمد زروق البرنسي، وإذا علمنا أن هذا الأخير شاذلي السند أيضاً فمن تحصيل الحاصل القول بأن سيدي أحمد العروسي كان شاذليا في سنده أيضا. كما أنه كان راشدي الطريقة نسبة إلى الطريقة التي أبدعها الشيخ أحمد بن يوسف الملياني على اعتبار أنه كان من خاصة أصحاب سيدي أحمد بن يوسف الملياني، وهي المكانة المعبر عنها بـ«المذابيح». بل لقد وضع سيدي أحمد العروسي على رأس قائمة أولئك السبعة أنفسهم، مما يفيد علو مكانته في طائفة سيدي أحمد بن يوسف الملياني، واتباعه لطريقته(8). وإن كان محمد بن القاسم الكوهن الفاسي لم يذكر أحمد العروسي في طبقات الشاذلية الكبرى ضمن أقطاب الطريقة الشاذلية الصوفية، كما شكك الدكتور محمد الظريف في نسبته للطريقة الشاذلية في كتابه «الحركة الصوفية وأثرها في أدب الصحراء المغربية» بعد ذكره للطرق والطوائف الصوفية بالصحراء قال: «ولا تنحصر جغرافية التصوف في هذه المنطقة في القادرية والتجانية والشاذلية وحدها، ولكنها تشمل طوائف وزوايا أخرى لا تقل عنها أهمية ـ زاوية سيدي أحمد الركيبي، زاوية الشيخ سيدي أحمد العروسي، والزاوية الحكونية، وزاوية أسا، والزاوية الصديقية، والزاوية الخضريةـ. إلا أنه من الصعب إدراجها ضمن هذه الطرق الثلاث أو إلحاقها بها، وذلك لغياب كثير من المعطيات التي يمكن أن تساعد على معرفة أصولها الصوفية، وعدم اهتمام الباحثين المحدثين بها»(9).

وبينما ينسب هذا الرجل إلى الفرع الحسيني في شجرة الأشراف(10)، فتبقى الآراء متعددة حول موقعه في ‏المنظومة الصوفية.

ولد المترجَم بالصحراء التونسية في وسط أُسري شريف حسيني(11)، وتلقى تعليمه الأولي في مسقط رأسه، حيث برزت ملامح صلاحه في صباه، فعند وقوفه مع شيخه عند قوله تعالى: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره﴾، فقال: والأمر هكذا، قال شيخه: نعم، قال الصبي: فلم القراءة؟(12). فترك القراءة من ذلك اليوم، واشتغل بالعبادة(13).

وفيما يخص شيوخه فقد قابل المترجم مشايخ الشرفاء آل رِيسُون، بالريف الغربي، وصلحاء فاس، ومكناسة الزيتون وخاصة سيدي عبد الرحمن المجذوب(14). فأخذ عن سيدي أحمد بن يوسف الملياني المتوفى عام (931هـ/1524م) معتمده في طريق القوم، وإليه ينتسب، ويؤكد هذاصاحب كتاب «المناقب المعزية في مآثر الأشياخ الكرزازية» بقوله: «… وسيدي أحمد العروسي شيخه في التربية، …وهذه الأشياخ الثلاثة كلهم مذابيح الشيخ سيدي أحمد بن يوسف الملياني»(15).

وقال أيضا: «إن عدد مذابيح الشيخ سيدي أحمد بن يوسف الملياني سبعة، وهم: سيدي أحمد العروسي صاحب زاوية بالساقية الحمراء، …»(16). كما تتلمذ أيضاً على سيدي أبو العزم رحال الكوش البدالي دفين أنماي من حوز مراكش(17).

وتذكر كاراتيني رواية مستمدة من أرشيف نواكشوط تسجل فيها أنه درس في مدارس سوس، وأنه كان ذا ذكاء عال، وأصبح عالما كبيرا، ومحطَّ أنظار طلبة العلم(18).

وقد عاصر الشيخ أحمد العروسي مجموعة من الأولياء والصالحين، منهم: الشيخ سيدي أحمد الرقيبي، والشيخ عامر الهامل جد أولاد أبي السِّباع، والشيخ سيدي أحمد بوغنبور جد أولاد تيدرارين الذي رافق سيدي أحمد العروسي من تونس(19).

وللمكانة العظيمة التي حظي بها أحمد العروسي في أوساط أهل التصوف في المغربفقد تتلمذ عليه عدد كبير من أبناء تيرس منهم: جد أبناء عبد الواحد، وجد المزادين وغيرهما(20). كما أخذ عنه أبناء منطقة هضبة الطبيلة لما نزل بها نحو سنة 958هـ مبادئ العلم والدين، واستمر في تعليمهم إلى أن وافاه الأجل(21).

ومن مشاهير تلاميذه: الشريف يوسف بن عابد بن محمد الحسني الفاسي المغربي الإدريسي(22)بعد أن سمع بصيته بالجبل الأخضر بدكالة(23)، خاصة أن الشيخ محمد بن علي بن ريسون، دفين تازروت بجبل العلم، نصحه ـ بل حثه ـ على زيارته في الصحراء، مخاطباً إياه بقوله: «لا بد لك تصل إليه تلقاه وتصافحه»(24)، كما بعث معه رسالة إليه(25). وقد أشار في رحلته أنه زاره وأقام عنده في زاويته سنة 990هـ/1583م ، ومما كتبه في مؤلفه بمناسبة حديثه عن هذه الزيارة: «دخلت على الشيخ أحمد المذكور آخر النهار، وفرح بوصولي إليه كثيراً، وأردت أن أقبل قدمه فأبى، وقال: لو تركنا قدمنا يقبلها مثلك ما جاءت إلينا الأقدام، يشير بذلك إلى التواضع مع الله تعالى. وينزل الناس منازلهم، ولكل مقابلة من المشايخ الوافدين عليه على قدر أحوالهم وما تقتضيه المراتب، لقوله عليه السلام: «أنزلوا الناس منازلهم». فأقمت عنده نحو خمسة عشر يوما في أطيب حال، وأنعم بال. وناولته ورقة الشيخ محمد بن علي المذكور ـ ابن ريسون ـ، وكان قد ذكر له فيها كلاماً رجزاً، على صفة الخفر …، وكانت بيني وبينه منازلات ومطارحات، ومكاشفات على قدر ما في ضميري، وأخذت منه اليد، كما أخذنا عن مشايخه، وقال لي حين استخلفت منه وسار معي ينفذني مع خطار: افتح فاك ففتحته، فقرأ:﴿ونفخت فيه من روحي﴾، ثم نفخ في فمي ثلاث نفخات، وقال لي: لا تفتح فاك إلا في المكان الفلاني، ودعا لي بالبركة، فهذا آخر منتهى سفري في السوس الأقصى»(26).

ومولى كرزاز الشيخ أحمد بن موسى الكرزازي المتوفى عام (1016هـ/1608م) فإنه لما أخذ عن شيخه سيدي محمد بن عبد الرحمن السهلي الطريق صار يطلب منه التربية فأمره بالقدوم إلى سيدي أحمد العروسي ليأخذ عنه التربية؛ لكون سيدي محمد بن عبد الرحمن مجذوبا لا يحسن التربية، وكلاهما أخوان من الشيخ سيدي أحمد بن يوسف، فقصد سيدي أحمد بن موسى الكرزازي سيدي أحمد العروسي، وهو عربي من سكان الخيام بوادي الساقية الحمراء، فجلس عنده سنين ذوات العدد، فأخذ عنه التربية، فصار يُباحثه في أمور المشاهدة، فأمره بالقدوم إلى سيدي موسى والمسعود بتوات، فقصده سيدي أحمد بن موسى الكرزازي، وجلس عنده يتحدث معه في أمور الوصول والمشاهدة والزلفى بأجمل تركيب وأحسن ترتيب، وأبدع خطاب فتم له الوصول والحمد لله على يد سيدي موسى والمسعود، فصار هو شيخه في الوصول، وسيدي أحمد العروسي شيخه في التربية، وسيدي محمد بن عبد الرحمن شيخه في التلقين»(27).

يظهر من هذا أن سيدي أحمد العروسي كان صاحب زاوية، ومن شيوخ البرية والتصوف، يقصده فيها المتشوفون إلى التصوف فيربيهم، ويأخذ بيدهم للرقي في مقام الطريق. بل لقد اعتبره البعض صاحب الوقت في عهده، وكان الناس وفيهم المشايخ يزورونه فرادى وجماعات رغم بعد المسافة وصعوبة الطريق؛ للأخذ عنه.

وعن تنقلات الشيخ سيدي أحمد العروسي أنه لما وصل سن العشرين سافر من تونس إلى بلاد المغرب الأوسط ونعني به الجزائر ثم إلى المغرب الأقصى، وكان الهدف من الهجرة هو البحث عن مدارك العلم، وحسب أغلب الدراسات التاريخية أنه هاجر من الصحراء التونسية إلى المغرب بسبب الغزو المسيحي الذي طال سواحل إفريقيا الشمالية خلال القرن 16م، وفي تنقلاته داخل تراب الوطن تميزت بعدم الاستقرار في مكان واحد، فقد استقر في أول الأمر بمدينة مكناس ثم غادرها واتجه نحو مدينة مراكش، لكنه اضطر إلى مغادرتها أيضا بسبب خلاف وقع له مع السلطان أبي عبد الله محمد الشيخ السعدي، فاتجه جنوبا نحو الساقية الحمراء فنزل بهضبة تسمى اليوم «الطبيلة» نحو 958هـ، فاستقبله السكان بالترحاب وطلبوا منه تلقين أبنائهم مبادئ العلم والدين، فكان لهم ذلك، واستمر في تعليمهم إلى أن وافاه الأجل.

وتعزو إحدى الروايات شعبية انتقال سيدي أحمد العروسي إلى عقاب سيدي عبد الرحمن المجذوب الذي قارعه وجادله وغلبه، فقذف به إلى الربع الخالي من الساقية الحمراء(28). وتُجمع معظم المصادر المكتوبة والرواية الشفوية الأخرى على أن سبب رحلته إلى الساقية الحمراء هو خلاف مع سلطان وقته، ودسائس الحساد والوشاة، وكذا انتقاد سيدي أحمد العروسي للواقع الاجتماعي والسياسي السعدي ومضايقة السلطان محمد الشيخ المهدي(29).

وكثرت الروايات المتداولة في هذا الباب منها: حكاية نقلها الشيخ ماء العينين عن السلف في شأن انتقال سيدي أحمد العروسي إلى الصحراء، مؤداها: «وسبب إتيانه إلى الصحاري … نَمَتْ به الوُشَاةُ عند أمير دهره، فحبسه، وكان إذ ذاك في مراكش في جامع "لَفْنَ" فحُبس فيه، وكان في يديه حصيات يقلبها ويقول: ما طارت هذه ولا نزلت هذه، حتى فرج الله، فضرب عبد الرحمن المجذوب بيده حائط الجامع، حتى انفرجت منه فرجة، ودخل عليه ونزع عنه الأغلال… ونقله إلى الصحراء»(30).

ومنها رواية شائعة مفادها: أن الشيخ أحمد العروسي عاصر السلطان أبا الحسن المريني وعمل مستشارا له وأمره السلطان بالذهاب مع فرقة من الجنود لإلقاء القبض على الشيخ سيدي رحال البدالي الذي كان مقيما بالجبل الأخضر، ولما اقترب الشيخ العروسي من الجبل ظهرت له الجنة وشاهد الشيخ البدالي داخلها فالتحق به وتخلى عن المهمة التي أوكلها السلطان إليه. وعندما علم السلطان بأمره أرسل في طلبه وأمر أعوانه باعتقاله. ولما اقترب جنود السلطان من الجبل شاهدهم الشيخان سيدي رحال وسيدي أحمد العروسي فقال رحال لرفيقه: إن القوات قادمة لاعتقالك وعليك ألا تقاوم وأن تعود معهم إلى مراكش، وسوف تقدم للسلطان الأكحل ويحكم عليك بالموت وسيأخذونك إلى ساحة جامع الفانا لتنفيذ الحكم وعند ذلك تقول هذه الكلمات ثلاث مرات: «عند الواد يحضروا الجواد»، وإذ ذاك سينقذك الله تعالى. وقد نفخ الشيخ العروسي ما قاله الشيخ سيدي رحال. وتقول الرواية أن العروسي بعد فراغه من قول تلك الكلمات شاهد الشيخ سيدي رحال يحلق فوق الساحة ثم انحدر وحمل الشيخ العروسي من حزامه وطار محلقا به في الفضاء في اتجاه الجنوبإلى أن وصل إلى المكان الذي يوجد الآن على بعد كيلومترات معدودة من السمارة فألقى به هناك. وتضيف الرواية أن سيدي رحال قال للشيخ العروسي: لو لم تنقطع تكة السروال لذهبت بك بعيدا عن الناس حيث لا أحد(31).

وعلى الرغم من اختلاف صيغ هذه الروايات وأساليبها إلا أنها تبقى مفيدة جدا في كشف الحقائق المتعلقة بالولي الصالح سيدي أحمد العروسي الذي تدل الروايات والمعلومات الواردة في شأنه أنه كان عبداً صالحاً، ظهرت علامات صلاحه في حياته وفي سلوكه ومواقفه.

والشيء المؤكَّد أن الشيخ سيدي أحمد العروسي عند خروجه من مراكش كانت وجهته الجنوب، فنتساءل لماذا آثر الجنوب دون غيره؟ ولماذا الساقية الحمراء بالضبط على حد ما جاء به مخطوط الفواكه لمحمد الغيث النعمة؟

ربما يكون عامل البعد بين الساقية الحمراء ومراكش هو السبب، وبالتالي حضور البعد الأمني حفاظا على حياته خصوصا وأنه مطلوب من حاكم مراكش وإلا لماذا تم سجنه؟ إذا سلمنا بصحة ما جاء في الرواية فالمصادر التي تعرضت للجنوب خلال القرنين التاسع والعاشر الهجري تتحدث على أنه كان مرتعا لإبراز الطرق الصوفية في ذلك العصر والتي كان لها الدور الكبير في صعود السعديين إلى سدة الحكم بالمغرب، ومن هنا نرى أن الجنوب كان مقرا لمتصوفة ذلك القرن، ولا نستبعد أن يكون الشيخ العروسي في توجهه جنوبا باعتبار أن الجنوب شكل مقرا لمناوئي السلطة السعدية آنذاك، ولعل ما تذكره الرواية من أن عبد الرحمن المجذوب قال للشيخ سيدي أحمد العروسي عند سقوطه بالطبيلة: «لو لم يقطع حبل سروالك لجعلتك في بلد لا ترى فيه سلطانا ولا شيطانا»ما يدعم ذلك، وهذا ما يدفعنا إلى القول بأن رغبة المجذوب كانت تهدف إلى إبعاد الشيخ عن نفوذ سلطة حاكم مراكش. ويزيد محمد الغيث النعمة أن سيدي أحمد العروسي دخل في خلوة لمدة طويلة بعد وصوله إلى الجنوب الشيء الذي جعل أهل تلك البلاد ينادون عليه بالسائح إلى أن عرفهم على نفسه(32).

وبخصوص أحواله العائلية فالروايات الشفوية تتفق على أن هذا الشيخ تزوج من ثلاث نسوة؛ الأولى من الأشراف، ولا تذكر الروايات التاريخية اسمها، والثانية من سكان الريف تدعى«ماماس»، والثالثة من الإماء وتسمى«كنبة»، جاءت كهدية للشيخ من منطقة اكنتير(33). وجاء في مخطوط الفواكه للشيخ محمد الغيث النعمة: «وتزوج بامرأتان وتسرى بأمة وَلَدْن له، ولما كبرت أولادهن قال لهن: كل واحد بذريتها ما شاءت، فقالت واحدة وهي جدة أبناء سيدي بومهدي: «الغنى والهنا حتى يوم الفنا»، فقال: لك ذلك، وقالت الأمة: «السر والسريرة والدرجة الكبيرة»، فقال لها: أيضا لك ذلك»(34).

وحسب ما نقل إلينا فإن أحمد العروسي عقب من الأبناء ثلاثة بعد استقراره بالساقية الحمراء، وهم: سيدي بومهدي وأمه من منطقة الريف، وسيدي إبراهيم وأمه جارية، وسيدي بومدين، وقد يكون هو الملقب بالغوث الذي ذكره يوسف النبهان في كتابه «جامع كرامات الأولياء». وإليهم تنتسب الأفخاذ الرئيسية الثلاث لقبيلة العروسيين الأشراف في المغرب وهي:

ـ أولاد سيدي إبراهيم الخليفية: نسبة إلى سيدي إبراهيم بن الشيخ أحمد العروسي الملقب بـ «لخليفي» على اعتبار أنه خليفة أبيه، يطلق عليه الآن «عزري دومس» حيث مدفنه بتيرس، فقد هاجر إلى أرض الكبلة والحوضين، وعقب من الأبناء: شنان، سيدي زين الدين، الدقاق، وسيدي اعمر وسيدي امحمد، ومن أحفاد هذا الأخير سيدي خطاري الذي يوجد ضريحه بين مدينة السمارة والعيون، ويشكل أبناءه النصيب الأوفر من قبيلة السادة الأشراف العروسيين.

ـ أولاد سيدي بومهدي: هو الابن الثاني للشيخ سيدي أحمد العروسي، وتختلف الروايات حول مكان مدفنه، فهناك من يقول أنه بنواحي تيزنيت، أما الطرح الثاني فيقول بأنه في نواحي وادي درعة من جهة الشرق. له من الذرية أربعة يعرفون بـ«أولاد سيدي بو مهدي»، وهم: امحمد المهدي، وسيدي قدور، والطنجي، والسيد.

ـ أولاد سيدي بومدين: هو الابن الأصغر للولي الصالح الشيخ سيدي أحمد العروسي،فقد طاف العديد من البلاد، وضريحه موجود شرقي بئر أم قرين بموريتانيا، له من الذرية واحد، سماه باسم أخيه الأكبر: سيدي إبراهيم، فأصبح أبناؤه يطلق عليهم اسم ابنه «أولاد سيدي إبراهيم». ومدفن سيدي إبراهيم موجود بشمال الموريتاني شمال شرق بولنوار.فقد عقب اثنان من الأبناء: سيدي محمد، وسيدي احمد سيدي علي.

وللشيخ سيدي أحمد العروسي مؤلفات كثيرة ضاع أغلبها، وله من القصائد والمدائح النبوية الشيء الكثير، ويكفي ما أورده له العلامة الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني المتوفي 1350هـ، مجموعة من القصائد في الأمداح النبوية قائلا: «وقد نقلت جميع ما له في هذه المجموعة ـ يقصد المجموعة النبهانية في المدائح النبوية ـ و في كتابي سعادة الدارين من كتابه وسيلة المتوسلين».

ويظهر من خلال هذه القصائد المديحية والتوسلية بالنبيﷺ طغيان الطابع الصوفي والزهدي على الشيخ سيدي أحمد العروسي، ومدى دناءة الحياة الدنيا عنده، ودرجة اهتمامه بالعالم الآخر وما بعد الموت.

تمكن الشيخ سيدي أحمد العروسي من خلال نسبه الرفيع باعتباره من آل البيت، وولايته وصلاحه، وباعتباره من رجال التصوف في الساقية الحمراء وفي المغرب على الإطلاق من امتلاك شعبية واسعة، واكتساب مكانة خاصة عند شيوخه وأقرانه.

وإذا كانت الدلائل على شرفه تسعف الباحثين فإن علاقته بالصلاح شابها الكثير من الغموض، لا لأن الحجج نادرة أو منعدمة، وإنما لأن الباحثين مقصرين في هذا الجانب، ومن ثمة لم يعد هؤلاء الباحثون أنفسهم يجدون غضاضة في اعتماد الروايات الشفوية حتى فرجت البحوث الأكاديمية، كما لم يروا حرجا في استنتاج الخلاصات منها.

ومن الروايات المتداولة كثيرا في هذا الباب حكاية نقلها الشيخ ماء العينين عن السلف في شأن انتقال سيدي أحمد العروسي إلى الصحراء مؤداها: «خرج من أول نشأته في العبادة، ولما كتب له معلمه ﴿إذا زلزلت الأرض زلزالها﴾ الآية، وهو صبي، وبلغ: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره﴾، قال لمعلمه: والأمر هكذا ؟ قال: نعم، قال: ففيم القراءة. فترك القراءة من ذلك اليوم، واشتغل بالعبادة، فظهر على يده من خوارق العادة ما لا يوصف، فنمت به الوشاة عند أمير دهره، فحبسه، وكان إذ ذاك في مراكش في جمع «لفْنَ» فحبس فيه، وكان في يديه حصيات يقلبها ويقول: «ما طارت هذه ولا نزلت هذه حتى فرج الله»، فضرب عبد الرحمان المجذوب بيده حائط الجامع حتى انفرجت منه فرجة، ودخل عليه ونزع عنه الأغلال … ونقله إلى الصحراء»(35).

ومثل هذا الروايات قد يؤدي الاستناد إليها إلى مزالق، وقد تبنى عليها استنتاجات لا صلة لها بمقصدية الراوي لها. ومن ثمة قد يفهم من هذه الرواية نفسها حسب الظاهر أن سيدي أحمد العروسي نبذ علوم الظاهر، واهتم بالعبادة والتصوف، وأنه كان صاحبا للشيخ عبد الرحمن المجذوب، لكن الأمر ليس كذلك أو بالأحرى فالإشارة إلى القضيتين معا حمالة رموز لها علاقة بنوع التصوف الذي تبناه هذا الرجل.

وفي هذا الشأن وقفنا على نص مفيد يوضح نوع العبادة المشار إليها في هذه الرواية، وطبيعة التصوف الذي تبناه سيدي أحمد العروسي، وقد أورد محمد بن امحمد بن عبد الله الكرزازي في كتابه «المناقب المعزية في مآثر الأشياخ الكرزازية» في ترجمته لجده مولى كرزاز الشيخ أحمد بن موسى الكرزازي. ومفاده أن مولى كرزاز المتوفى عام (1016هـ/1608م) أخذ علوم الظاهر بفاس، أما علوم الباطن فإنه «لما أخذ عن شيخه سيدي محمد بن عبد الرحمن السهلي الطريق صار يطلب منه التربية فأمره بالقدوم إلى سيدي أحمد العروسي ليأخذ عنه التربية لكون سيدي محمد بن عبد الرحمن مجذوبا لا يحسن التربية، وكلاهما أخوان من الشيخ سيدي أحمد ين يوسف، فقصد سيدي أحمد بن موسى الكرزازي سيدي أحمد العروسي، وهو عربي من سكان الخيام بوادي الساقية الحمراء، فجلس عنده سنين ذوات العدد، فأخذ عنه التربية، فصار يباحثه في أمور المشاهدة، فأمره بالقدوم إلى سيدي موسى والمسعود بتوات، فقصده سيدي أحمد بن موسى الكرزازي، وجلس عنده يتحدث معه في أمور الوصول والمشاهدة والزلفى بأجمل تركيب وأحسن ترتيب، وأبدع خطاب فتم له الوصول والحمد لله على يد سيدي موسى والمسعود، فصار هو شيخه في الوصول، وسيدي أحمد العروسي شيخه في التربية، وسيدي محمد بن عبد الرحمن شيخه في التلقين، وهذه الأشياخ الثلاثة كلهم مذابيح الشيخ سيدي أحمد بن يوسف الملياني»(36).

فهذا النص يشير إلى أن سيدي أحمد العروسي عربي من سكان الخيام بوادي الساقية الحمراء، وأنه كان صاحب زاوية، ومن شيوخ التربية والتصوف، يقصده فيها المتشوفون إلى التصوف فيربيهم، ويأخذ بيدهم للرقي في مقام الطريق.

‏وعلى كل حال، فقد كان سيدي أحمد العروسي من أنصار الإبداع والانفتاح في تاريخ الفكر الصوفي المغربي. كما كان من أنصار الحرية في إبداء الرأي. لكنه كان حريصا على أن يكون ذلك الانفتاح وهذه الحرية في مغرب مستقل وموحد. إذ لا ننسى أنه ظهر في فترة كان المسيحيون الإيبيريون يطوقون سواحل المغرب، والعثمانيون في الجزائر، ما انفكوا يكيدون ويتربصون بالبلاد الدوائر. كما لا ننسى أن سيدي أحمد العروسي كان من المجاهدين(37).

‏ولا شك أن جهاده للخصوم والغزاة جاء منسجما مع جهاده ضد الانغلاق الفكري، وضد التمزق السياسي، ومن ثم لا نشك في انخراطه ضمن المشروع السياسي الذي تزعمه شيوخ الزوايا، والذي انبثق من جنوب البلاد، وتوج بوصول الأشراف السعديين إلى الحكم، وإعلان بداية عهد الأشراف في تاريخ المغرب(38).

وتظهر مكانة الرجل في تحلية محمد المهدي الفاسي له في كتابه «ممتع الأسماع في أخبار الجزولي والتباع وما لهما من الأتباع» بقوله: «كان صاحب حال وشهرة في الناس، وله كلام على وزن كلام سيدي عبد الرحمن المجذوب يخبر فيه بالمغيبات، ويحفظ الناس منه»(39).

وقال في حقه الشيخ محمد المأمون بن الشيخ محمد فاضل الشنقيطي في قصيدته «شجرة اللآلئ في نسب العروسيين والنواجي»:

وكان أحمد العروسي المنتسب             مع سيدي رحال الكوش اصطحب

في تاسع المئين عهد السعدي              ممتحن الزوايا في ذا العهد

وقاتل للونشريسي ذا العلم                 ولأبي محمد الكوش ظلم

ومنه فر أحمد العروسي                   فالعلم عند المالك القدوس

 

توفي الشيخ سيدي أحمد العروسي، ودفن بزاويته في الساقية الحمراء، وقبره بها شهير مزار، حيث نقش عليه تاريخ وفاته عام1002هـ(40).

شجرة أحمد العروسي

 

إعداد: حسناء بوتوادي

 



(1)انظر: رحلة ابن عابد الفاسي من المغرب إلى حضرموت للشريف يوسف بن عابد بن محمد الحسني الفاسي المغربي، حقق نصها وقدم لها وعلق عليها إبراهيم السامرائي وعبد الله محمد الحبشي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1993م، (ص64).

(2)انظر: كتاب  قبائل الصحراء المغربية أصولها ـ جهادها ـ ثقافتها، حمداتي شبيهنا ماء العينين، المطبعة الملكية، الرباط، 1419هـ/1998م، (ص128)، وبحث العروسيون من الجد الجامع إلى المجموعة الاجتماعية، لمحمد دحمان، في ندوة تاريخ الشرفاء العروسيين كمظهر من مظاهر الوحدة الوطنية التي أقيمت بالرباط أيام 1ـ2 غشت 2002م، (ص24).

(3)كتاب  قبائل الصحراء المغربية (ص128).

(4)تاريخ ابن خلدون ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، تحقيق خليل شحادة، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية 1408هـ/1988م، (ص215).

(5)كتاب قبائل الصحراء المغربية (ص128ـ129).

(6)الساقية الحمراء ووادي الذهب، محمد الغربي، دار الكتاب، الدار البيضاء، (1/127).

(7)بحث قبيلة الشرفاء العروسيين في موريتانيا الأمس واليوم: الحضور السياسي والثقافي، لأحمد ولد حبيب الله (ص64)، ضمن أعمال ندوة تاريخ الشرفاء العروسيين كمظهر من مظاهر الوحدة الوطنية التي أقيمت بالرباط يومي 1-2 غشت 2002م.

(8)بحث سيدي أحمد العروسي الشريف المتصوف، لأحمد الوارث (ص16)، ضمن أعمال ندوة تاريخ الشرفاء العروسيين كمظهر من مظاهر الوحدة الوطنية التي أقيمت بالرباط يومي 1-2 غشت 2002م.

(9)(ص185).

(10)الفواكه (2 أ).

(11)راجع: التنظيم الاجتماعي والمجالي لمعالم المقدس بالسمارة (ص223).

(12)راجع: الحركة الصوفية بالساقية الحمراء (ص122) والهامش رقم 151، والحركة الصوفية وأثرها في أدب الصحراء المغربية (ص188)، و سيدي أحمد العروسي الشريف المتصوف (ص12ـ13).

(13)راجع: الحركة الصوفية وأثرها في أدب الصحراء المغربية (ص188) والهامش رقم 151، وسيدي أحمد العروسي الشريف المتصوف (ص13).

(14)راجع: الحركة الصوفية بالساقية الحمراء (ص123).

(15)(ص152).

(16)(ص152).

(17)الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام (4/245).

(18)بحث: الولي الصالح سيدي أحمد العروسي في آثار الدارسين، لإدريس نقوري (ص65)، ضمن أعمال ندوة تاريخ الشرفاء العروسيين كمظهر من مظاهر الوحدة الوطنية التي أقيمت بالرباط يومي 1-2 غشت 2002م.

(19)الليث سيدي أحمد الركيبي (ص93ـ94).

(20)الحركة الصوفية وأثرها في أدب الصحراء المغربية (ص189).

(21)كتاب قبائل الصحراء المغربية (ص129).

(22)سيدي أحمد العروسي الشريف المتصوف (ص11)، الهامش رقم 1، والهامش رقم 2.

(23)الحركة الصوفية بالساقية الحمراء (ص126).

(24)ملتقط الرحلة (ص64).

(25)الحركة الصوفية بالساقية الحمراء (ص126).

(26)رحلة ابن عابد الفاسي من المغرب إلى حضرموت (ص68ـ69).

(27)المناقب المعزية في مآثر الأشياخ الكرزازية، لمحمد الكرزازي، خزانة بنرمضانبوجدة (ص152).

(28)راجع: الحركة الصوفية بالساقية الحمراء (ص125).

(29)راجع: الحركة الصوفية بالساقية الحمراء ( ص124)، والطرق الصوفية والزوايا بالجزائر (ص224)، والتنظيم الاجتماعي والمجالي لمعالم المقدس بالسمارة ( ص223).

(30)راجع: الحركة الصوفية وأثرها في أدب الصحراء المغربية (ص188ـ189)، وسيدي أحمد العروسي الشريف المتصوف (ص12ـ13) بتصرف.

(31)بحث: الولي الصالح سيدي أحمد العروسي في آثار الدارسين، لإدريس نقوري (ص63)،  ضمن أعمال ندوة تاريخ الشرفاء العروسيين كمظهر من مظاهر الوحدة الوطنية التي أقيمت بالرباط يومي 1-2 غشت 2002م، سيدي أحمد العروسي الشريف المتصوف ( ص13)، الهامش رقم 5.وبالإضافة إلى هذه الرواية يذكر الدكتور إدريس نقوري في بحثه الموسوم بـ«الولي الصالح سيدي أحمد العروسي في آثار الدارسين» (ص64ـ65) روايات أخرى نقلها عن الباحثة الفرنسية صوفي كاراتيني في أطروحتها حول الرقيباتتعرض لأخباره وقصة قدومه من تونس فقد أوردت مجموعة معلومات وأخبار تتصل بانتقاله من تونس إلى المغرب من خلال روايات مختلفة، منها: رواية منقولة عن أحد العروسيين في نواكشوط: الشيخ العروسي غادر تونس رفقة الشيخ بوغنبور وأنهما اعتقلا في الطريق وأدخلا السجن لكن الله أنقذهما بأن بعث إليهما عقابا حملهم من حزامهما ثم حلق بهما مدة ثمانية أيام فوق المدينة ثم ابتعد بهما جنوبا إلى أن طرحهما في الساقية الحمراء، هكذا استقر الأرض التي اختارها الله لهما، وهنالك وجدا الشيخ سيدي أحمد الرقيبي وتوطدت بين الثلاثة علاقة متينة مفعمة بالحب والود والإخلاص لوجه الله. ورواية أخرى مستمدة من أرشيف في نواكشط تسجل سبب انتقال سيدي أحمد العروسي من تونس إلى مكناس ومن ثم إلى الساقية الحمراء يعود إلى كونه استقبل في زاويته في مراكش امرأة التجأت إليه خوفا من طمع السلطان وأن السلطان حكم عليه بالإعدام، وفي طريقه إلى القتل طلب من حراسه السماح له بالوضوء، وبعد فراغه من الوضوء ارتفع في السماء يحمله الشيخ سيدي رحال وقيل سيدي عبد الرحمن المجذوب. وتقول بعض الروايات أن المسألة جملة لا تتعدى كونها خلاف وقع بينه وبعض الفقهاء في بعض المدلولات العقدية، حيث يحكى أن الشيخ سيدي أحمد العروسي بعد المشاحنات التي وقعت بينه ومن جادلوه بمراكش أحيل أمره إلى القاضي فصدر عليه حكم بالإعدام فقدموه لغرفة الموت قصد تنفيذ الحكم فنظر يمنة ويسرة فرأى الأبواب موصدة فتناول زوج حجر بيده وأخذ يقلبها وينشد يا الكاعد فالشرع للقاضي اتلكفحجراة بلبنان ما طارت ذي ما نزلت ذل لين افتح الله البيبان. وبعد هاته الكلمات مباشرة التقطه طائف أوصله إلى الساقية الحمراء فسقط أو طرحه بعبارة أصح على رأس تلة تسمى اطبيلة وهي تصغير الطاولة عند نقطة ماء تسمى أم اشكاك على الضفة الغربية لوادي الساقية الحمراء الغربية وعلة بعد 30 كيلومتر غربي مدينة السمارة، وحسب شهود عيان فمازالت آثار سبحته وحذائه ومكان سجوده مرسومة على تلك الصخرة. 

(32)انظر بحث: الشرفاء العروسيين من خلال كتابات أهل الجنوب، نموذج: «الفواكه في كل حين في بعض ألفاظ شيخنا الشيخ ماء العينين لمحمد الغيث النعمة»، لمحمد ماء العينين (ص42ـ43)،  ضمن أعمال ندوة تاريخ الشرفاء العروسيين كمظهر من مظاهر الوحدة الوطنية التي أقيمت بالرباط يومي 1-2 غشت 2002م.

(33)انظر بحث: العروسيون من الجد الجامع إلى المجموعة الاجتماعية، لمحمد دحمان، ضمن أعمال ندوة تاريخ الشرفاء العروسيين كمظهر من مظاهر الوحدة الوطنية، (ص26).

(34)الفواكه، الورقة 5.

(35)الحركة الصوفية وأثرها في أدب الصحراء المغربية (ص189).

(36)المناقب المعزية في مآثر الأشياخ الكرزازية، لمحمد الكرزازي، خزانة بن رمضان بوجدة (ص152).

(37)الحركة الصوفية (ص188).

(38)أحمد الوارث، معلمة المغرب (18/6045ـ6046).

(39)الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام (4/245).

(40)انظر: المعسول (15/149، وأحمد الوارث، معلمة المغرب (18/6045ـ6046)، ودراسة في التاريخ الاجتماعي للصحراء الأطلسية (ص54).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق