الرابطة المحمدية للعلماء

الشيخ الحسن بن الصديق الغماري في ذمة الله

رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته

انتقل إلى رحمة الله وعفوه، الشيخ الحسن بن الصديق الغماري الطنجي، بعد أن وافته المنية بمدينة الرباط مساء الأحد 23 جمادى الثانية 1431 هـ الموافق لـ 06 يونيو 2010م، على إثر غيبوبة في المستشفى استمرت عدة أيام.
وسيتم تشييع جنازة الفقيد اليوم الاثنين بمسقط راسه؛ مدينة طنجة بعد صلاة الظهر.
فرحم الله الفقيد رحمة واسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

نبذة من سيرة الشيخ  الحسن بن الصديق الغماري رحمه الله:

ولد العلامة الشيخ “الحسن بن الصديق” بمدينة طنجة سنة 1345 هـ – 1926 م، وكانت البداية بزاوية والده، حيث تعلم المبادئ الأولية للقراءة والكتابة، وحفظ القرآن على يد الفقيه “محمد المصوري” رحمه الله، قرأ عنه خمس ختمات باللوح، وعليه أخذ القرآن الكريم إخوانه: عبد الله والزمزمي وعبد الحي وعبد العزيز رحمهم الله، وأتم حفظ القرآن مع بعض المتون العلمية المعروفة وعمره لم يتجاوز 13 سنة.

ثم تفرغ لدراسة العلوم الشرعية، فجالس شيوخ العلم والإقراء بمدينة طنجة، والتحق بالمعهد الديني التابع للمسجد الأعظم بطنجة، وهم بالذهاب إلى فاس التي كانت في ذاك العهد زاخرة بالعلماء الأفذاذ، ومقصد طلبة العلم من جميع الأصقاع، غير أن الظروف لم تكن مساعدة (فترة اندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1945 م)، وبعد انتهاء الحرب مباشرة التحق بجامع القرويين، وتخرج منه متوجا بما يعادل الشهادة العالمية، وفي فاس جلس إلى كبار شيوخها وعلمائها واستجازهم وانتفع بهم كثيرا.

أخذ العلم عن نخبة من المشايخ الأفذاذ، في مقدمتهم أخوه الأكبر “الحافظ السيد أحمد بن الصديق” رحمه الله، وأخوه العلامة الأصولي السيد “عبد الله بن الصديق” رحمه الله، وقرأ عليه الأجرومية على الفقيه “العربي بوعياد” رحمه الله،وقرأ على الفقيه “عبد الرحمن الجزيري”، الأجرومية والسلم في المنطق وبعض أبواب المختصر، وأبوابا من التلخيص.
وأخذ العلم عن  مشايخ كثر منهم:

•    الفقيه “محمد التجكاني” رحمه الله، قرأ عليه في بيته لامية الأفعال وكتاب النكاح من مختصر خليل.
•    الفقيه “محمد البقالي”، قرأ عليه الزقاقية.
•    الفقيه “لغريسي” رحمه الله، قرأ عليه التفسير بالجلالين.
•    الفقيه “عبد السلام البناني” رحمه الله، حضر عليه في المختصر.
•    الفقيه “بوبكر جسوس” رحمه الله، قرأ عليه أجزاء المختصر.
•    الفقيه “جواد الصقلي” رحمه الله، قرأ عليه المعاملات في المختصر وبداية المجتهد.
•    الفقيه “العباس البناني” رحمه الله، قرأ عليه النطق بالبناني، والأصول بجمع الجوامع.
•    الفقيه “الزروالي” رحمه الله، قرأ عليه كتابا في النحو.
•    الفقيه “العربي الشامي” رحمه الله، قرأ عليه النصف الأخير للتحفة.

وقد خلف الفقيد عدة مؤلفات، نذكر منها: التبيان لحجة عمل الإخوان في توحيد صوم رمضان (مطبوع)، والتصوف وأثره في نشر العلم والمعرفة، و فضل ليلة القدر، وتكريم الإسلام للمرأة، مجموعة من الفتاوى والنوازل في مختلف الموضوعات كانت ترد عليه من داخل المغرب وخارجه.

 عين رحمه الله معلما، ثم أستاذا بالثانوية في كل من طنجة وتطوان، ثم مرشدا تربويا إلى أن أحيل على التقاعد وذلك سنة 1989 م.

كما مارس الإرشاد التربوي بإذاعة طنجة لمدة عشر سنوات (من 1953 إلى 1963 )، وكان عضوا بالمجلس العلمي الأول بطنجة لعدة سنوات.  ومارس الفقيد رحمة الله عليه الإفتاء بالتلفزة المركزية في البرنامج المشهور “ركن المفتي” لعدة سنوات.

كما عين الشيخ رحمة الله عليه رئيسا للمجلس العلمي بطنجة، وعين بظهير شريف نقيبا للشرفاء الصديقين وبني عبد المومن، وبمزاولة الإشراف على الزاوية الصديقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق