الرابطة المحمدية للعلماء

الشباب والفضائيات.. والخطاب الديني!

الشباب والفضائيات.. والخطاب الديني!

د. محمد يسف: البرامج الدينية في قنوات المغرب أصح علما، وأصدق لهجة وأسلم قصدا.

خَلَقَ التطور الكبير الذي عرفه حقل الإعلام والاتصال في العالم المعاصر أوضاعا ثقافية واجتماعية جديدة؛ خاصة مع بروز فضائيات بوتيرة سريعة. ولعل من أهم سمات هذا التطور تدفقَ المعلومة ودخولَها إلى كل بيت بسهولة كبيرة؛ فإذا كان الإنسان من قبل هو الذي يطلب المعلومة، ويبذل جهدا ذهنيا في طلبها، فإن المعلومة -حاليا- هي التي “تأتيه” وتفرض نفسها عليه، مادامت المعلومة سلطة!

ففي إطار هذه الشواغل تَوجّه الموقع الإلكتروني للرابطة المحمدية للعلماء إلى الدكتور محمد يسف، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، بمجموعة من الأسئلة تخص علاقة الشباب المغربي بالفضائيات؛ خاصة تلك التي تخصصت في الخطاب الديني، وأسئلة أخرى تتعلق بأسباب إقبال هؤلاء الشباب على تلك الفضائيات، وعن دور علماء المغرب في توجيههم الوجهة الصحيحة.

 

في البداية، شدّد محمد يسف على ضرورة توفير حماية للشباب من كل “الآفات والأخطار التي تهدد فكره وروحه وجسده”.

وقال في التصريح المُركَّز الذي قدّمه لموقع الرابطة إن “الفضائيات التي تتناسل بوتيرة تبعث على الخوف والقلق” تُشكِّل “خطرا قاتلا على عقول الشباب، وعلى تدينهم الصحيح”.

كما حذر من القنوات التي “تمارس الخطاب الديني الذي لا يخضع لضابط، ولا يقف عند حد، ولا يأخذ بمنهاج واضح، ولا يدري أحد بواعثه وأسبابه، ولا غاياته ومقاصده”.

وفي هذا السياق شدد الكاتب العام على كون “الدين إنما يؤخذ من أهل
العلم والصلاح والتقى، وقد أمرنا الشرع بالتثبت في أخذ الدين”، مشيرا إلى
أن “القنوات الفضائية فيها خير، وفيها شر”.

وحول إقبال الشباب على الفضائيات بمختلف توجهاتها، واستمداد الخبر
والتوجيه الدينيين من مظان إعلامية مختلفة بيَّن يسف أن “بعض هذه
الفضائيات لها جاذبية، وإغراء وإغواء، ومع الجاذبية والإغواء والإغراء،
هناك “السم في الدسم”، فليحذر شباب الملة -يضيف يسف- من الوقوع في فخ
الجاذبية، والتبرج الديني، حذره من الأوبئة الفتاكة، والسموم المهلكة”.

وفي رده على سؤال يتعلق بالدواعي التي تقف وراء إقبال الشباب المغربي على تلك الفضائيات، وما إن كانت هذه الدواعي لها علاقة بعدم توفّق البرامج الدينية التي تبثها الفضائيات المحلية في نسج خطاب يكون في مستوى انتظارات المواطن المغربي، وتستجيب لتطلعاته الدينية والروحية والثقافية أكد محمد يسف أن “البرامج الدينية في قنوات المغرب على قلتها وبساطتها، وانعدام عنصر التشويق والتزويق فيها، هي أصح علما، وأصدق لهجة وأسلم قصدا، ولاسيما منها المتخصصة في الشأن الديني، والتي لا تعرض في برامجها إلا الموثّق الصحيح من دين الله وشريعته، ولا ينتصب للتبليغ إلا من كان موثوقا بعلمه ودينه وأمانته”.

وفي نفس الإطار، توجَّه الموقع إلى محمد يسف بسؤال حول رأيه في الذين يطالبون العالِم بأن يحدد حكم الشرع في كل ما يعرفه الواقع من ظواهر وأحداث، فكان جوابه: “العالم الذي يحترم علمه، ويحافظ على وقاره وتواضعه وهيبته، لا يخوض أبدا فيما لا يعنيه، ولا ما ليس من اختصاصه، فإذا وجدت من يتدخل في كل شيء، ويقحم نفسه فيما يدري، وما لا يدري، فاعلم أنه فضولي، وطفيلي مدسوس على العلم وأهله”.

وبالتالي، يضيف محمد يسف، فإنه “ليس مطلوبا من العالم أن يجيب على كل سؤال، ولا أن يفتي في كل نازلة، ولا ينقص ذلك من قدره، فإذا سئل عن شيء لا يعلمه، فليقل لا أدري”.

أما بخصوص أولويات المؤسسة العلمية بالمغرب، فقد حددها يسف في:

أولا: تحيين وظيفة العلماء في مجتمعهم الذي يعيشون فيه، إلى جانب ما هو منوط بهم من حراسة وجود الأمن الروحي، وصيانة التدين من عبث العابثين، وجهل الجاهلين؛

ثانيا: التأكيد على أن المؤسسة العلمية مستقلة استقلالا كاملا، في اتخاذ مبادراتها، ولا تخضع لأي سلطة إلا سلطة الشرع وضوابطه وأحكامه، واستقلالية العلماء في كل ما يأتون وما يذرون، مكفولة برعاية إمارة المومنين التي يرجع إليها -شرعا – أمر تدبير شأن الدين والدنيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق