مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثأعلام

السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي تـ1204هـ/1790م

هو أمير المؤمنين السلطان سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل الحسني العلوي المالكي.

ولد بمكناس سنة 1134هـ ، ونشأ نشأة علمية شرعية على يد جدته خناتة بنت بكار التي كانت عالمة بالقرآن الكريم والحديث الشريف، وحج معها سنة 1143هـ ، وأخذ الطريقة الناصرية عن شيخه أبي العباس الشرادي (ت 1160هـ ) أوائل نزوله بمراكش، وتتلمذ أيضا على الفقيه عبد الله المنجرة، والمحدث أبو العلاء إدريس بن عبد الله العراقي الحسني (ت 1184هـ)، وغيرهما .

ناب عن أبيه بمراكش سنة 1158هـ ، ووطد الملك العلوي بها، وتولى الخلافة ما بين عشرين صفر 1171هـ إلى 24رجب 1204هـ. قال عنه الناصري في الاستقصا: وهو الذي جدد هذه الدولة الإسماعيلية بعد تلاشيها، وأحياها بعد خمود جمرتها وتمزيق حواشيها، بحسن سيرته ويمن نقيبته، رحمه الله تعالى ورضي عنه.

 جمع هذا السلطان المجاهد بين رئاسة الدين والدنيا، فقام بحماية الشواطئ المغربية، وتحرير مدينة الجديدة من يد البرتغال، وانتصر في معركة العرائش على الجيش الفرنسي، وهو أول رئيس دولة عربية إسلامية اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، ورفض ربط العلاقات السلمية مع روسيا لمحاربتها للدولة العثمانية.

 ولما كان رحمه الله مقيما بمدينة بمراكش، أحيا العلوم، وخاصة علم الأنساب، و عقد بها مجالسه الحديثية، والتي كانت أساسا للمجالس الحديثية عند ملوك الدولة الشريفة بعده، ولما ولي الخلافة أصبح مولعا بسرد كتب الحديث، وجلب غريبها من الآفاق إلى أن تملى منها ودعته نفسه للتأليف فيها.

وقام رحمه الله أيضا، بإصلاحات شملت ميادين عدة مثل القضاء، والتعليم، ووضع برنامجا للتعليم الديني، وبناء المدارس، وإحداث المكتبات العامة في جل مدن المغرب، وتنظيم الفتوى، وبيان الكتب التي تعتمد في الافتاء، وانتقد أوضاع الزوايا بالمغرب، وأصلح بعض العادات والتقاليد خاصة ما يتعلق بالزواج. وبالجملة، فإن السلطان سيدي محمد بن عبد الله هو أحد المجددين لهذه الأمة في العصر الحديث.

وقد أثنى عليه الكثير من المؤرخين، أكتفي هنا بما قال عنه أبو القاسم الزياني في الترجمانة الكبرى: ولم يعتن بإقامة معالم الدين إلا أمير المؤمنين سيدي محمد بن عبد الله…، وبما نقله ابن زيدان في إتحافه: وقال في حقه أبو محمد عبد السلام بن الخياط القادري ما نصه: الإمام الموهوب لهذه الأمة على رأس المائة مجددا لها دينها كما ورد ذلك مرفوعا، وقال: كان إماما من علماء الإسلام، له تصانيف تقرأ بالمشرق والمغرب، وقال: وبالجملة فقد نظر في المصالح وقام بها قياما لم يقم به أحد من أهل عصره من ملوك الإسلام ولم يسبق إليه غيره غير الخلفاء الراشدين.

ألف السلطان سيدي محمد بن عبد الله كتبا قيمة في الحديث، والفقه، والتصوف، والأدب، لكن أشهر مؤلفاته المطبوعة هي: الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البرية، ومما جاء في مقدمته : فحين شرعت في المقصود، يسر الله تعالى في مسندات الأئمة الثلاثة، وردت علينا من الحرم الشريف – والحمد لله -: مسند الإمام أبي حنيفة، ومسند الإمام الشافعي، ومسند الإمام أحمد رضي الله عنهم، والحال أن المسانيد المذكورة لم تدخل المغرب قط حتى كان دخولها على أيدينا – والحمد لله –.

قال عنه ابن زيدان في الإتحاف: وقد فرغ من تأليف هذا الكتاب الذي لم يسبقه إليه أحد من أئمة الحديث المبرزين على هذا الصنيع العجيب في جمادى الثانية عام 1198. طبع بالمطبعة الملكية بالرباط الطبعة الثانية 1400هـ – 1980م. وكتاب طبق الأرطاب فيما اقتطفناه من مساند الأئمة وكتب مشاهير المالكية والإمام الحطاب، وهو من منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية.

توفي رحمه الله بمدينة الرباط يوم الأحد 25 رجب عام 1204هـ الموافق 1790م.

 من مصادر ترجمته:

تاريخ الضُّعَيِّف الرباطي: (1/ 297 – 372 ). الاستقصا: (7/ 182 – 184، 193 – 197)، ( 8/ 3 – 72). إتحاف أعلام الناس: (3/ 148- 363). الأعلام للزركلي: (6/ 241 – 242). الملك المصلح سيدي محمد بن عبد الله العلوي، للحسن العبادي، مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر، الدار البيضاء، 1407هـ – 1987م.

 إعداد: د.بوشعيب شبون.

Science

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. اولا من هي والدة محمد الثالث بن عبد الله؟ ثانيا: احنا من تونس، ولدينا شجرة العائلة تثبت أن سيدي محمد الثالث بن عبد الله هو محمد بن نفيسة الذي هو جدنا، والدولة التونسية لم تعترف به؛ لأن أملاكه في تونس منهوبة، وهي كثيرة وتاريخه مغيب عن قصد، نرجو منكم التوضيح إن كنتم صادقين. والسلام

  2. الرجاء أنا من أبناء بن نفيسه دفين منطقة سرى ورتان مدي بشجرة النسب أو يمعلومات ولكم الشكر

  3. الرجاء أنا من أبناء بن نفيسه دفين منطقة سرى ورتان مدي بشجرة النسب أو يمعلومات ولكم الشكر

  4. لماذا تركوا قصر هذا السلطان العالم الكبير يسقط في الصويرة و هو مؤسسها؟

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق