وحدة المملكة المغربية علم وعمرانمعالم

الزاوية التجانية

وهي الزاوية التجانية الأولى قبل أن يؤسس سيدي العربي بن السائح في حي لعلو الزاوية التجانية الثانية التي بها ضريحه، وقد بنى سيدي العربي الزاوية التجانية الأولى قرب الحرارين المؤدية إلى سوق القناصل، وأسست بعد ذلك زوايا تجانية أخرى منذ حوالي الأربعينيات، منها زاويتان في حي يعقوب المنصور، وأخرى في حي العكاري، وسادسة في حي اليوسفية.

وكان الشيخ الإمام سيدي العربي بن السائح يسرد ويقرر «صحيح البخاري» على طريقة كبار المحدثين، فيحضر في زاويته خلال شهور متوالية علماء من العدوتين من تلامذة الشيخ، أمثال: سيدي المكي الزواوي، وسيدي أحمد بن موسى الهمساوي الذي ناب عن الشيخ بعد وفاته في السرد والتقرير، وكان حسن الصوت، رائق التعبير، وكان يحضر بختمات الصحيح كبار العلماء على نسق الختمات الحديثية والفقهية والأدبية، وكان عند المرحوم العلامة عبد العزيز بن عبد الله نموذج مخطوط لوصف هذه الختمة السائحية.

على أن هذه الزاوية كانت مقر تدريس وتحرير لشتى العلوم على ممر السنة وطول النهار.

وقد نقل مولانا الحسن الأول إلى الزاوية الأولى ماء غبولة الذي كانت قنواته تمر من الجامع الأعظم إلى الجامع العتيق بقصبة الأوداية، وقد تم ذلك منذ تأسيس سيدي العربي بن السائح لهذه الزاوية، التي تداول على الإمامة بها أفذاذ، أمثال: العلامة سيدي محمد بن الحسني عم الحافظ محمد المدني ابن الحسني، وقد أسست الزاوية التجانية الثانية على يد أبي المواهب سيدي العربي بن السائح، وهو أحد كبار مقدمي الطريق، وذلك آخر أيام حياته، وقد توفي عام 1309ﻫ، وقد وهم الأستاذ ميرسيي Mercier الذي ذكر في «مذكراته حول الرباط وشالة» المنشورة في الوثائق المغربية Archives Mar  أنها أسست عام 1320ﻫ. من أئمتها: الفقيه المكي العتابي (ت1379هـ/1959م).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق