2- ضوابط إتقان صناعة الإنفوجرافيك التربوي:

من أجل صناعة مُتقنة للإنفوجرافيك التربويّ، ينبغي على المصمّم مراعاة ما يأتي:

أولا: اعتماد حاسوب من فئة المعالجات المتطورة: i3 أوi5 أوi7 أو i9

تتميّز هذه الفئة المتطورة من الحواسب بالسرعة في معالجة الأوامر المُعقّدة، وبتوافرها على ذاكرة «RAM»، ومعالج رسومات GPU » « مناسبة لتشغيل برامج الجرافيك المتطورة دون مشاكل.

ثانيا: اعتماد برامج جرافيك رقميّة متطوّرة:

ينبغي استخدام برامج “جرافيك” متطورة مثل: “Adobe Illustrator”، و” Adobe Photoshop”. وتُتيح هذه البرامج لمستخدمها خيارات متعدّدة في اختيار الأشكال الهندسية، والصور والألوان المناسبة، وإخراج التصاميم بجودة عالية لعرضها رقميّاً على الحاسوب، أو بثّها بواسطة جهاز “العارض الضوئي” “Projector”، أو طباعتها على الورق.

ثالثاً: الحِرص على اختيار الموضوع التربويّ المناسب الذي يروم تقريبه وتيسير مضامينه

يجدُر بالمصمّم اختيار موضوع تربويّ مُفيد، يقرّب القيم الدينية والوطنية الأساسية، ويُعالج السلوكيات المنحرفة بواقعيّة، ويذلّل مختلف عقبات المعارف والعلوم.

ويُنصح في هذه المرحلة والتي تليها، بالاستفادة من المتخصصين في الموضوع الذي يروم المُصمّم الاشتغال بتقريبه.

رابعاً: جمعُ المادة العلمية المتعلّقة بموضوع الإنفوجرافيك التربويّ

يجب على المصمم أو من يساعده الحرص على اختيار المادة العلمية المناسبة لموضوع الإفوجرافيك من مصادره الأساسية والمعتد بها في نطاق الحقل المعرفي الذي يشتغل بتقريبه، فلا قيمة للإنفوجراف ذي المضمون الخاطئ ولو كان من حيث الشكل جميلا.

خامساً: اختيار كلمات بمثابة مفاتيح لأبواب المعارف المُعقّدة

قمين بالمصمّم أن يتجنّب شحن التصميم بالنصوص، فيكفيه اختيار كلمات بمثابة مفاتيح لأبواب المعارف المعقّدة، كما تقدّم بسطه في الرسم التوضيحيّ النبويّ الذي ركّز فيه النبي صلى الله على وسلم على كلمات مفاتيح: “الإنسان”، “الأجل”، “الأمل”، “الأعراض”، بحيث لو قُدّر عدمها لتعذر على الناظرين فهم ما خطّه النبي صلى الله عليه وسلّم.

سادساً: وضع مُخطط أوّلي للإنفوجرافيك في مُسوّدة (ورقية أو رقمية)

يساعد ذلك على عدم التسرع في وضع تصميم نهائي للإنفوجرافيك، وعلى بذل مزيد من الجهد في التأمل لإنجاز تصور متقن للإنفوجرافيك شكلا ومضموناً.

سابعا: استعمال أشكال بسيطة، وعدم الإغراق في استخدام الألوان

ويحسُن بالمصمّم تجنّب الإكثار من استخدام الألوان؛ لئلا تُشتِّت تركيز الناظر فتعيق تعقّله فحوى الإنفوجرافيك؛ فالمهم هو تجانس الألوان، وحسن توزيعها في التصميم وإن قلّت، وانسجامها مع الموضوع التربوي. فللألوان دلالات عميقة، وتأثير شديد في نفوس النّاظرين المتأمّلين فيها.

ثامناً: إدراج بعض الرموز والصور التقريبية بشرط أن تكون صغيرة الحجم ومنسجمة فيما بينها مع الموضوع والتصميم.

وفيما يأتي عرضٌ لنموذج تطبيقي من الإنفوجرافيك التربويّ، أنجزته في ضوء ما تقدّم بيانه:

ومما سبق نستخلص النتائج الآتية:

– يُعدّ تصوير المعاني المعقّدة وإدخالها في أذهان السامعين والناظرين من الوسائل التربوية الفعّالة في المدرسة النبوية المباركة المؤيدة بالوحي الرباني، التي تخرّج منها جمع غفير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سفراء الوحي رضي الله عنهم أجمعين، ولا يزال نور هذه المدرسة ساطعاً، ونبراساً لورثته صلى الله عليه وسلم ينفون به عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.

– إن اعتماده صلى الله عليه وسلم الرسم التوضيحي في إفهام القيم وترسيخها، لدرس عظيم في الحرص على نشر العلم والمعرفة النافعة باستثمار كل ما هو متوافر من وسائل وإن كانت بسيطة.

– إن خطَّه صلى الله عليه وسلّم هذه الأشكال الهندسيّة بدقّة، وشرحَ معانيها، لَيكشف لنا ذوقه الجماليّ الرفيع المُعجِز في تصوير معاني القِيَم حِسيّاً، وفي بيانها بأسلوب بليغ، ولا عجب من ذلك فهو النبيّ المُؤيّد بالوحي الرّباني.

– إنّ الحاجة لمُلحة اليومَ لاستثمار الإنفوجرافيك في ترسيخ القيم الدينية والإنسانية والوطنية، وفي تقريب العلوم والمعارف، وفي معالجة الظواهر الخطرة، وتفكيك الخطابات المتطرفة التي تحثُّ على العنف والكراهية، والإخلال بالثوابت الدينية والوطنية.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

المصادر والمراجع:

– القرآن الكريم برواية ورش عن نافع.

– حقائق التفسير، لأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السّلمي، تحقيق: سيد عمران، دار الكتب العلمية، بيروت –لبنان، ط.1: (1421هـ-2001م).

– دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد علي البكري الصديقي الشافعي، تحقيق: خليل مامون شيحا، دار المعرفة، بيروت- لبنان، ط.4: (1425هـ-2004م).

– سنن أبي داود سليمان بن الأشعت السِّجِستانيّ، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، ومحمد كامل قره بللي، دار الرسالة العالمية، ط.1: (1430هـ-2009م).

– فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني. دار الحديث، القاهرة– مصر، ط. (1424-2004).

– المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت- لبنان.

– المعجم الكبير، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد، مكتبة ابن تيمية، القاهرة- مصر، ط.2.

– Mark Smiciklas. The Power of Infographics: Using Pictures to Communicate and Connect with Your Audience.(Pearson Education.2012).

الهوامش:

[1]– سورة إبراهيم، الآية:5.

[2]– أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي (ت 412هـ) في تفسيره عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً. حقائق التفسير، لأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السّلمي، تحقيق: سيد عمران، دار الكتب العلمية، بيروت– لبنان، ط.1: (1421هـ-2001م). ج.1، ص.377.

[3]– صحيح البخاري، كتاب العلم، باب من خصّ بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا، رقم: 127.

[4]– أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب البر والصّلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، رقم: 2586.

[5]– أخرجه الإمام أبو داود في سننه، كتاب الأقضية، باب اجتهاد الرأي في القضاء، رقم: 3592.

[6]– أخرجه الإمام الطبرانيّ في معجمه الكبير، رقم: 7679.

[7]– يسمى كذلك: “data visualization” ,”information design”,”information architecture” انظر:

Mark Smiciklas.The Power of Infographics: Using Pictures to Communicate and Connect with Your Audience.(Pearson Education.2012).P.3.

[8]– انظر المرجع نفسه.

[9]– أخرجه البخاري في صحيحه، من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً، كتاب الرقائق، باب في الأمل وطوله، رقم: 6417.

[10]– انظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر. ج. 11، ص.267.

[11]– دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد علي البكري الصديقي الشافعي، تحقيق: خليل مامون شيحا، دار المعرفة، بيروت- لبنان، ط.4: (1425هـ-2004م)، ج. 5، ص.14.

[12]– انظر: فتح الباري، لابن حجر ، ج.11، ص. 266.