الرابطة المحمدية للعلماء

“الرحلة العربية في ألف عام” تنطلق من الرباط

أدبُ الرحلة أدب تعارف وتواصل بين الثقافات والجغرافيات والحضارات عبر التاريخ

انطلقت يوم الجمعة 22 ماي 2009 أشغال ندوة الرحالة العرب والمسلمين.. اكتشاف الذات والآخر، تحت عنوان:”الرحلة العربية في ألف عام”. التي تنظمها وزارة الثقافة بالمملكة المغربية، بتعاون مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، والمركز العربي للأدب الجغرافي ارتياد ـ الآفاق، خلال الفترة ما بين 22 إلى 24 ماي 2009، بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، الرباط.

وتكشف الندوة عن المكانة الريادية للمغرب في التأسيس لأدب الرحلة بوصفه أدب تعارف وتواصل بين الثقافات والجغرافيات والحضارات عبر التاريخ، وتكشف عن طبقات معرفية، وصور وملامح غير مستكشفة من العلاقة بين المغرب والمشرق العربيين عبر العصور، وبين العرب والعالم.

وجاء انعقاد دورة هذه السنة في العاصمة المغربية الرباط بعد أربع دورات عقدت على التوالي في كل من الرباط 2003، والجزائر 2004، والخرطوم 2006، ثم الجزائر 2007.

وقد عرفت الجلسة الافتتاحية للندوة، التي ترأسها الدكتور حسن نجمي؛ مدير مديرية الكتاب بوزارة الثقافة، حضور وزيرة الثقافة المغريبة السيدة ثريا جبران، التي أعدت كلمة بالمناسبة، ألقاها بالنيابة عنها الكاتب العام لوزارة الثقافة السيد أحمد كويطع، أعربت فيها عن أهمية عقد هذا اللقاء الفكري والحضاري في الأفق المفتوح للممارسة الثقافية في المغرب الذي رسمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

 وتضيف السيدة الوزيرة أن هذا اللقاء يأتي في سياق تعميق السؤال حول موضوع الرحلة الذي يعتبر المغرب أحد مصادره الأساسية بالوطن العربي.

وفي نفس السياق أكدت ثريا جبران أن استقبال المغرب، من جديد، لدورة أخرى من هذه الندوة الهامة ينسجم مع معطيات تاريخه الريادي في التأصيل العربي للمقاربة الجغرافية للعالم منذ قرون عديدة، ويتجاوب مع الإسهام العميق لرحالته في ارتياد الآفاق والتعريف بأصقاع وشعوب وحضارات في حقب كانت الأسفار فيها محفوفة بمخاطر شتى.

وفي كلمته أكد الأستاذ نوري الجراح، المشرف على المركز العربي للأدب الجغرافي ـ ارتياد الآفاق أن أن هذه الندوة من شأنها أن تتيح فرصة استثنائية لاستئناف النقاش حول أدب الرحلة داخل الثقافة العربية، لا سيما في الأوساط الأدبية والأكاديمية المختصة، وان تمكن من طرح الأفكار والتصورات بطرق منهجية، ومناقشة الطروحات الفكرية المتصلة بعلاقة الثقافة العربية بالثقافات الأخرى.

ويضيف الجراح أن نص الرحلة ليس نصا ممتعا فقط، بل نص للقلق أيضا؛ فهو الطاقة في أقصاها، تدفع بها ثقافة لتتماس مع ثقافات أخرى، وترتفع بها الروح لترقى بميزاتها نحو روح أخرى، في ارض أخرى وقدر آخر، وحياة أخرى.

وقد عرف حفل افتتاح الندوة توزيع”جوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي” على الفائزين بها العام الماضي. وبالتزامن مع الندوة تم عرض عدد من المؤلفات في أدب الرحلة، بالتعاون بين “المركز العربي للأدب الجغرافي”، ووزارة الثقافة في المغرب التي تحتضن الندوة، فضلا عن صدور أبحاث كلتا الندوتين المغربيتين: الأولى والحالي في ثلاث مجلدات.

وقد عرفت الجلسة الافتتاحية تكريم كل من الدكتور عبد الهادي التازي، عضو أكاديمية المملكة المغربية، لجهوده المبدعة والخلاقة، ولإسهاماته البارزة في أدب الرحلة عموما ورحلات ابن بطوطة خصوصا. والشاعر السوري علي كنعان، تقديرا لأدواره الكبيرة في النهوض بأدب الرحلة، ودوره البارز في تأسيس”المركز العربي للأدب الجغرافي ـ ارتياد الآفاق.

يشارك في أعمال الندوة نخبة من ألمع الباحثين والأكاديميين العرب؛ مشارقة ومغاربة، بينهم عدد كبير من الفائزين بجائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي في دوراتها الممتدة من 2003 وحتى 2008.

وتتركز أعمال الندوة في مجموعة محاور جزء أساسي منها يسلط الضوء على مؤلفات أنجزت وظهرت إلى النور من خلال الجازة في سنواتها المتعاقبة، منذ أن نظمت للمرة الأولى سنة 2003 خلال احتفالات الرباط عاصمة الثقافة العربية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق