الرابطة المحمدية للعلماء

الذكرى المئوية لميلاد الشاعر أبي القاسم الشابي

استعادة لمركزية الإنسان في الوجود، وللإدراك السليم لهذا الوجود

اعتبر الناقد المغربي بنعيسى بوحمالة، خلال اللقاء المغاربي الذي نظمه بيت الشعر بالمغرب حول الذكرى المئوية لميلاد الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي هذا اللقاء الذي نظم على هامش الدورة ال`15 لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، أن جاذبية أبي القاسم الشابي تكمن في جمعه بين المكون التراثي الذي اطلع عليه اطلاعا واعيا، وبين الانفتاح على الغرب.

كما تساءل عن عدم وجود امتداد للشابي في النصوص المغاربية المعاصرة، فلا يتم العثور، يقول بوحمالة، على بصمة شابية في نصوص الشعراء أحمد المجاطي ومحمد السرغيني (المغرب) وعمر أزراج وعبد الحميد بنهدوقة ومحمد بلقاسم خمار (الجزائر) بل بالعكس تحضر المرجعية المهجرية في أشعارهم.

وبالرغم من ذلك، يواصل بوحمالة، فإن “الحديث عن البعد العربي للشابي يمنحنا الحق في استعادة الوعي بهويتنا الثقافية”.

ومن خلال تناوله لعدة زوايا نظر في التجربة الشابية، قارنها من منطلق “الهامش الجغرافي” بتجربة مماثلة كتجربة الشاعر السوداني التيجاني يوسف البشير، والذي يشترك مع الشابي، حسب بوحمالة، في “الخلفية الصوفية والمرجعية الجبرانية”، وكذا في جانب مهم من تجربتهما الحياتية، خلص بوحمالة إلى طرح السؤال التالي: هل نحتاج إلى هذا الجانب المأساوي في حياة الشابي ( موته مبكرا ومعاناته مع المرض..)، هل كان هذا ضروريا لترتقي تجربة الشابي في وجداننا إلى الرمزية الأيقونية والأسطورية.

ومن زاوية أخرى، اعتبر الشاعر والباحث التونسي محمد الغزي، أن أبا القاسم الشابي، أحدث انشقاقا في الشعر التونسي، انشقاقا عن الأنموذج. كما أنه يمتلك سلط التأسيس.

إن الشابي، يضيف الغزي، في كلمة بعنوان “الشابي وفتنة البدايات”، عقد مصالحة بين “عالم النص ونص العالم”. فالشابي، في نظر الغزي، “لجم الماضي وحد من اندفاعه وسمح بذلك للحاضر أن يكون”، ف”روض العالم بمطرقة الروح”.

ورصد الغزي، في مداخلته، أثر التصوف في تجربة الشابي الشعرية، فقد تسلل أدب الصوفية إلى قصيده، خاصة نصوص ابن الفارض وابن عربي. دون أن يغفل أن يلمح في هذا الإطار إلى الإغواء الذي مارسه جبران خليل جبران على الشابي في الجانب الصوفي والرومانسي.

من جانبهما، قارب كل من منصف الوهايبي (تونس) ويوسف ناوري (المغرب) التجربة الشابية من زاويتين مختلفتين. فقد اعتبر الوهايبي أن النص الشعري للشابي “صدفة لا بد من كسرها” وذلك ” للاحتفاظ لنصه بتجدده” الدائم.

أما ناوري فتطرق لزاوية مهمة من شعره، تعلق بالخصوص لاختيار الشابي “للحرية كطريق لتأسيس خطاب شعري، ومن خلال هذا الخطاب “استعادة لمركزية الانسان في الوجود، وللإدراك السليم لهذا الوجود”.
(إعداد عبد الله البشواري، عن و.م.ع بتصرف)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق