مركز الدراسات والبحوث في الفقه المالكيغير مصنف

الدر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين لابن عاشر

لأبي عبد الله مَحمد ـ فتحا ـ بن أحمد بن محمد مَيَّارة الفاسي (ت1072ﻫ)

بقلم: الباحث عبد الرحيم اللاوي

ترجمة المؤلف:

اسمه ونسبه:

محمد [فتحا] بن أحمد بن محمد أبو عبد الله مَيَّارة الأكبر، فاسي الدار والقرار والوفاة.

ومَيَّارة: بفتح الميم، وتشديد المثناة تحت، كما في الفكر السامي (ص: 611)، وفي السلوة (1/178): «ميارة: كرِجَّالة».

شيوخه:

أخذ عن ابن عاشر، وشاركه في أغلب شيوخه، وعن العارف الفاسي، وأبي الحسن البطوئي، وأبي زيد عبد الرحمن بن محمد الفاسي، وأبي الفضل ابن أبي العافية، وابن عمه أحمد ابن أبي العافية، وابن أبي نعيم الغساني، وأبي العباس المقري، ومحمد بن محمد البوعناني، ومحمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الدكالي، وغيرهم.

تلاميذه:

أخذ عنه خلق كثير، وجم غفير، منهم: أبو سالم عبد الله بن محمد العياشي، وأجازه، ومحمد المجاطي، وحفيده محمد مَيَّارة، المعروف بالصغير.

منزلته وثناء العلماء عليه:

كان فقيها، متفننا، أصوليا، محدثا، مفتيا، دراكة، محققا، فهامة، نوازليا، شيخ المذهب في وقته، وحامل لوائه في عصره، عرف بالإتقان وحسن التصريف، وانفرد عن أهل عصره بجودة التأليف، قال فيه البطوئي: «الفقيه الجليل، المشارك المحقق، المدرس الفهامة». [الإكليل والتاج (ص: 330)].

ألف توالفيه في المذهب معتبرة، أقبل الناس عليها، وتلقوها بالقبول، قال الكتاني: «أقبل الناس على تآليفه من فاضل ومفضول، وتلقوا تقريراته كلها بالقبول، وعم نفعها في البلاد، وشاع فضلها في العباد».

مؤلفاته:

له مؤلفات كثيرة، «رزق فيها القبول». [شجرة النور (ص: 309)]، منها: زبدة الأوطاب وشفاء العليل في اختصار شرح الحطاب لمختصر خليل، وشرح على مختصر خليل، والشرح الكبير على المرشد المعين، المسمى: «بالدر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين»، والشرح الصغير على المرشد المعين، والإتقان والإحكام في شرح تحفة الأحكام، وفتح العليم الخلاق في شرح لامية الزقاق، ومعين القاري لصحيح البخاري، وتكميل المنهج المنتخب للزقاق، وشرحه، سماه: الروض المبهج بتكميل المنهج، وتأليف في الإمامة الكبرى، وتقاييد وأجوبة.

وفاته:

توفي بفاس في الثالث من جمادى الثانية سنة (1072ﻫ).

مصادر ترجمته:

اقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثر، (فهرس أبي سالم العياشي)، (ص: 114)، الإكليل والتاج (ص: 330)، نشر المثاني، (ضمن موسوعة أعلام المغرب)، (4/1500)، سلوة الأنفاس (1/178)، معجم طبقات المؤلفين (2/282)، شجرة النور (ص: 309) [1200]، الفكر السامي (ص: 611).

الدر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين:

لما ألف الشيخ عبد الواحد بن عاشر الأنصاري الفاسي (ت1040ﻫ) كتابه المسمى بالمرشد المعين على الضروري من علوم الدين، ـ وهو نظم في (317) بيتا، والذي اشتمل على فوائد من التوحيد والفقه والتصوف ـ أقبل الناس عليه قراءة وحفظا وتدريسا.

غير أن الكتاب رغم وضوح عبارته وسلاسة نظمه بقيت فيه مواضع تحتاج إلى مزيد بيان، مما جعل بعض الطلبة يستشرحونه.

فانبرى العلماء لهذا النظم، شرحا، وتعليقا، واختصارا، واستدراكا، وكان أول من استهل هذا النظم بالشرح تلميذ المؤلف أبو عبد الله محمد ميارة الفاسي (ت1072ﻫ)، فشرح الكتاب بشرح سماه: «الدر الثمين والمورد المعين في شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين».

وهذا الشرح هو الشرح الكبير لميارة، ويعرف بميارة الكبير؛ تمييزا له عن مختصره، المعروف بميارة الصغير، وهو كتاب جيد مفيد، قرر فيه مؤلفه مشهور المذهب وما استقرت عليه الفتوى عند متأخري المالكية.

وطريقة المؤلف في الكتاب أن يذكر النظم، ثم يتبعه بالشرح، فيذكر ما تضمنته الأبيات من معان وأحكام، مع شكل ما قد يشكل من عبارات المتن، وبيان المدلول اللغوي لبعضها، ثم يردف ذلك بالتدليل على كلام المتن بنصوص أئمة المذهب، كالباجي، وابن العربي، وعياض، وابن الحاجب، وابن عبد السلام، وخليل، والحطاب، وعبد الواحد الونشريسي ابن صاحب المعيار.

ويذيل المؤلف المسائل كثيرا بذكر الفروع، والفوائد، والتنبيهات، مما يوقعه أحيانا في التطويل، وهذا ما لاحظه المؤلف عن نفسه، حيث قال (1/233): «وقد خرجنا في هذا المحل أيضا عن الاختصار إلى تطويل ينكره الودود والحسود؛ لمسيس الحاجة لذلك لكل واصل وسالك، فمن صعب عليه الخوض في تلك المسالك فليقتصر على ما قبل التنبيهات من الشرح هنالك».

وهذا التطويل كان سببا في اختصار الكتاب، حيث اختصره مؤلفه في كتابه المعروف بالشرح الصغير، قال ميارة في مقدمة الشرخ الصغير (ص: 10): «وسميته بالدر الثمين والمرد المعين في شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين، فلما أكملته وخرجته من مبيضته وجدته لطوله غير مناسب لمشروحه، ولا جار على طريقته، فهممت لاختصار واقتطاف أنواره؛ كي يناسب المشروح».

اعتماده في المذهب:

لأبي عبد الله مَحمد ميارة الفاسي كتب في المذهب مفيدة، وقد رزق فيها القبول، وأقبل الناس عليها.

ومن هذه الكتب كتاب الدر الثمين والمورد المعين الذي يعد من كتب الفقه المعتمدة في الفتوى والتدريس عند المالكية المتأخرين، وقد تلقاه الناس بالقبول، واعتكفوا على دراسته وتدريسه، وعليه المعول عند أهل المغرب في زماننا في الآن، فمنه النقل وعليه الاعتماد.

مخطوطاته:

كتاب الدر الثمين مخطوط: له نسخ كثيرة بالخزائن المغربية، وله أيضا نسخ بالمكتبة الأحمدية بتونس، والمكتبة الوطنية بفرنسا.

طبعاته:

والكتاب يقع في مجلدين، وقد طبع قديما، ولعل أول هذه الطبعات الطبعة الحجرية بفاس سنة 1292ﻫ، ثم طبع بعدها طبعات أخرى بفاس أيضا، وتونس، ومصر، ولبنان، وبهامش بعض طبعاته خطط السداد والرشد على نظم مقدمة ابن رشد للتتائي.

ثم أعيد طبعه طبعات، منها: ط دار النصر بالقاهرة سنة 1997، وط دار ابن حزم سنة 1432ﻫ.

وطبعة دار ابن حزم، هي مجرد إعادة طباعة لطبعة مكتبة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة 1373ﻫ، مع إضافة عناوين للكتاب، وبعض التعليقات في الهامش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق