الرابطة المحمدية للعلماء

الدار البيضاء تحتضن المؤتمر العربي الأول للتربية المدنية

أكاديميون يناقشون أنجع السبل لترسيخ قيم التربية المدنية، وسبل تقويمها، مع تقديم مقترحات توصيات

انطلقت بالدار البيضاء أشغال المؤتمر العربي الأول للتربية المدنية، الذي ينظم من 8 إلى 10 ماي الجاري، من أجل التفكير في استراتيجيات بيداغوجية تتماشى وما يفرضه التطور التربوي المطرد، من تحديات أمام ترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني لدى المتعلمين .

 
وتشارك في المؤتمر، الذي ينظمه المركز المغربي للتربية المدنية بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء الكبرى، فعاليات تربوية ومنظمات من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، تمثل كلا من الأردن والعراق وتونس ومصر وفلسطين وموريتانيا، إضافة إلى خبراء أمريكيين وبريطانيين في مجال التربية المدنية.

ويشمل برنامج المؤتمر، المنظم بشراكة مع مركز التربية المدنية بكاليفورنيا وجامعة ( ماريفيل / ولاية ميزوري ) بالولايات المتحدة الأمريكية، عرضا للتجربة المغربية في مجال التربية على المواطنة والديمقراطية، وورشات حول محاور تتعلق بمشروع المواطنة وأسس الديمقراطية، إضافة إلى عرض مشاريع التلاميذ حول مشروع المواطنة، ومناقشة أنجع السبل لترسيخ قيم التربية المدنية، وسبل تقويمها، مع تقديم مقترحات توصيات في ختام المؤتمر .

وأبرز السيد العربي عماد رئيس المركز المغربي للتربية المدنية، في كلمة بالمناسبة، أن هذا المؤتمر يشكل مبادرة تحفيز حقيقية على تمثين الروابط بين الفاعلين التربويين من العالم العربي ومن الولايات المتحدة وبريطانيا .

وأضاف أن الهم المشترك بين هؤلاء الفاعلين والخبراء هو الرقي بمقدرات الإنسان لكي يضطلع بدوره الحضاري المتمثل في العطاء المتميز خدمة للإنسانية، مشيرا إلى أن السبيل لتحقيق هذه الغايات، هو تجديد التصورات المعرفية بالاعتماد على تقييم موضوعي للتجربة الجماعية في مجال التربية المدنية، وذلك في أفق الاهتداء إلى استراتيجيات ملموسة تمكن من إحداث نقلة نوعية على مستوى الممارسة التربوية .

وفي السياق ذاته، أكدت السيدة خديجة بن الشويخ مديرة الأكاديمية، في كلمة بالمناسبة، على أهمية التربية المدنية في تربية الأجيال الصاعدة حتى تكون نشيطة ومسؤولة .

وأضافت أن السبيل إلى بلوغ هذه الغاية يتمثل بشكل خاص في أجرأة مجموعة من الأنشطة داخل النوادي السيوسيو- ثقافية للمؤسسات .

وفي سياق متصل، أبرز السيد عمارة بنرمضان مدير مركز التنمية المجتمعية والتمكين بتونس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المؤتمر هو بالأساس، نتاج لتراكمات سابقة في إطار الشبكة العربية للتربية المدنية منذ بداية الألفية الثالثة .

وأضاف أن أعضاء هذه الشبكة اشتغلوا من أجل ترسيخ ثقافة المشاركة في إدارة الشأن العام وراكموا عدة تجارب، يتم عرضها في مؤتمر الدار البيضاء، مع تدارس كيفية توظيفها، مشيرا إلى أن الغاية من هذا الجهد المشترك تتمثل في توحيد الخطاب، والتموضع داخل الأحداث التي تشهدها مجموعة من البلدان العربية .

وأشار إلى أن التربية المدنية تشكل رافدا من روافد حماية الثورات العربية والمكتسبات التي حققتها .

ومن جانبها، قالت السيدة ماجدة سلمان محمد ممثلة العراق بالمؤتمر، وعضو بشبكة ( أونهور) لتعلم حقوق الإنسان والمواطنة، إنه بالرغم من بعد المسافات، فإن المنطقة العربية تعيش تقريبا نفس الاحتياجات والمشاكل في مجال التربية المدنية.

وأكدت على ضرورة توحيد الجهود والخبرات والمعارف للارتقاء بالمجتمع العربي حتى يستوعب التغيير الحاصل بالمنطقة العربية، مشيرة إلى أهمية توسيع مجال المشاركة العربية مستقبلا في هذا المؤتمر.
عن و.م.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق