الرابطة المحمدية للعلماء

الخط العربي والتقنيات الحديثة

الخط العربي ليس مجرد أشكال، وإنما روح تسري في الحروف فتبعث فيها الحياة.. 

اختتمت فعاليات المهرجان الدولي الثاني للخط العربي بالعاصمة الجزائر بمشاركة خطاطين قدموا من العديد من الدول العربية والإسلامية.

وقد تباينت آراؤهم بشأن عصرنة الخط العربي: فبينما تحمس البعض للفكرة ودافع عنها، رفضها آخرون شكلا ومضمونا من منطلق أن الخط، من وجهة نظرهم، لا يعد مجرد أشكال جمالية فحسب و”إنما روح تجعل الحروف حية ناطقة ولا يتأتى ذلك إلا بيد الخطاط”.

ينتقد الخطاط الجزائري علي مشطة، الذي يعمل في هذا الحقل منذ 25 عاما ويصنف ضمن دعاة عصرنة الخط العربي، التقصير الإعلامي والمؤسساتي تجاه هذا الفن بحجة أن الخط العربي لا يرقى إلى مستوى الفن التشكيلي، معتبرا أن “هذا تصور خاطئ لأن الخط العربي يمتلك ليونة وسهولة في الاندماج في أي لوحة واستعماله بعدة طرق والدليل أن من بين العارضين صينيا وبلجيكيا وفرنسيا وبريطانيا وظفوا الخط العربي في لوحاتهم”.

وفي ركن الخطاط الفلسطيني إيهاب إبراهيم ثابت عرضت لوحات ذات طابع كلاسيكي لكن في حلة معاصرة، حيث استخدم بعض التأثيرات تضفي نوعا من الحداثة والجمالية على لوحاته مع الحفاظ على القواعد الأساسية للأسلوب الكلاسيكي الذي يختزن جهود الخطاطين القدامى.

ويرى إيهاب إبراهيم ثابت أن الخط العربي يمر بمرحلة ذهبية من خلال تنامي عدد الخطاطين المتميزين ونوعية اللوحات والإقبال على اقتناء المخطوطات القديمة والحديثة.. ومع أنه لا يمانع من الاستعانة بالتقنيات الحديثة عبر الحاسوب، ولا يعارض استخدامه بشكل محدود إلا انه يشدد على ضرورة أن يكون خط الحرف بيد الخطاط.

أما الخطاط الأردني رفعت محمد البويزة فيتمسك بالطابع الكلاسيكي الذي يظهر القدرات الفنية للخطاط، معتبرا أن الأسلوب العصري يركز أكثر على اللون والشكل الخارجي ولا يعتمد على ضبط الحرف، محذرا من أن يفقد الطابع العصري جوهر الخط. ومع ذلك سجل أن هناك نهضة في هذا المجال من حيث الجماليات والتقنيات الموظفة.

ويعتبر رفعت محمد البويزة أن الاستعانة بالحاسوب أثرت في جمالية الخط العربي وسهلت عملية النقل الذي يصل حد السرقة لحروف الخطاطين وتنفيذها بواسطة برامج الحاسوب. ومن جهته يفضل الخطاط الماليزي عبد الرحمن عبد القادر استعمال الحاسوب لكن في أضيق الحدود، مشيرا إلى أنه يفضل التركيز على الحرف وكتابته وليس على الزخرفة والألوان.

أما أصغر المشاركين في المهرجان الخطاط الباكستاني محمد أشرف هيرة (17 عاما) فقد كان الوحيد الذي قدم لوحة تضم كل أساليب الخط العربي من الرقعة والنسخ والثلث والديواني والفارسي. وهو يهتم بالخط الكلاسيكي ولا يحبذ عصرنته أو الاستعانة بالتقنيات الإلكترونية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق