مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكشذور

الحجة على أن المقصود ب”عالم المدينة” هو مالك

         قال القاضي أبو الفضل عياض رضي الله تعالى عنه:

        “فوجه احتجاجنا بهذا الحديث من أنه مالك من ثلاثة أوجه:

        أحدها تقييد السلف بأن المراد الحديث هو حسبما نقلنا عنهم وما كانوا ليقولوا ذلك إلا عن تحقيق: ولا ليذيعوه بهوى وهم المبرؤون من ذلك مع تنافس الأقران وما جبلت عليه القلوب من قلة الإنصاف للأمثال فكيف يفيد هذا.

       الوجه الثاني أنك إذا اعتبرت ما أوردناه من شهادة السلف الصالح بأنه أعلم من على ظهر الأرض، وأعلم من بقي، وأعلم الناس، وإمام الناس، وعالم المدينة، وإمام دار الهجرة، وأمير المؤمنين في الحديث، وأعلم علماء المدينة وتعويلهم عليه، واقتداؤهم به وإجماعهم على تقديمه، وطالعت مثل ذلك فيما نورده من أخباره، ظهر وبان أنه المراد بالحديث إذ لم تحصل هذه الأوصاف لغيره ولا أطبقوا على هذه الشهادة لسواه.

      الوجه الثالث: هو ما نبه عليه بعض الشيوخ من أن طلبة العلم لم يضربوا أكباد الإبل من شرق الأرض وغيرها ولا رحلوا إليه من الآفاق رحلتهم إلى مالك، إلا لما اعتقدوا فيه من تقديمه على سائر علماء وقته، ولو اعتقدوا ذلك في غيره لمالوا إليه:

فالناس أكيس من أن يحمدوا رجلاً      من غير أن يجدوا آثار إحسان.

 

    ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، للقاضي عياض،    تحقيق: د. علي عمر، الطبعة الأولى 1430هـ- 2009، دار الأمان، 1/67

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق