مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكمفاهيم

التفسير الصوفي الإشاري من خلال نموذج لطائف الإشارات للقشيري (16)

ذ. عبد الرحيم السوني.

باحث بمركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك.      

ب ــ تفسير القرآن بالحديث:

ومما يلاحظ في هذا المجال أن القشيري قليل الاستشهاد بالحديث النبوي بخلاف استشهاده بآيات القرآن الكريم، فضلا على أنه لا يسوق فيما يستشهد به من الأحاديث سلاسل الإسناد، ولا يبدي رأيه فيها  صحة أو ضعفا، وهو غالبا ما يستشهد بالأحاديث المشهورة على الألسن، بحسب ما رأيناه، ومن ذلك قوله في تفسيره للآية: ﴿فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون﴾[1]، حيث يقول: «وفي الخبر: لو كان الظلم بيتا في الجنة لسلط الله عليه الخراب»[2].

وأيضا ما أورده عند قوله تعالى: ﴿إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا﴾[3]، حيث يقول: «وروى ابن عباس: أن سورة الأنعام نزلت مرة واحدة فبركت ناقة رسول الله عليه السلام من ثقل القرآن و هيبته»[4].

ج ــ القراءات القرآنية:

أما فيما يخص القراءات القرآنية فإن القشيري ــ رحمه الله ــ قلما نجده يورد في لطائفه قراءة أخرى غير القراءة المشهورة، ومن ذلك تفسيره للولاية في قوله تعالى: ﴿هناك الولاية لله الحق﴾[5]، حيث يقول: «﴿هناك الولاية لله﴾ أي القدرة ــ والواو هنا بالكسر، وهناك الولاية لله أي النصرة ــ والواو هنا بالفتح»[6].

 

 


[1] ـ سورة النمل، الآية: 52.

[2] ـ اللطائف، ج5، ص: 42.

[3] ـ سورة المزمل، الآية: 5.

[4] ـ اللطائف، ج6، ص: 210.

[5] ـ سورة الكهف، الآية: 43.

[6] ـ اللطائف، ج4، ص: 69.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق