مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةمفاهيم

التـوكـل

– سئل الإمام الجنيد –رحمه الله– عن التوكل فقال: “اعتماد القلب على الله تعالى”. [1]

– قال الجنيد – رحمه الله –: “حقيقة التوكل أن يكون لله تعالى كما لم يكن، فيكون الله له كما لم يزل”. [2]

– سأل رجل الجنيد رحمه الله عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو توكّلتم على الله حق توكّله لغذّاكم كما يغذو الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا)، وهو ذا ترى أنّ الطير يطير في طلب الرزق، من موضع إلى موضع، ويتحرك، ويطلب، وينبعث. فقال الجنيد – رحمه الله- قال الله تعالى: ﴿إنّا جعلنا ما على الأرض زينة لّها﴾[3]، وإنما طيران الطير، وحركته من موضع إلى موضع، ونقلته من مكان إلى مكان من أجل الزينة التي ذكر الله تعالى؛ فقد جعل الله تعالى، طيرانهم للزينة التي ذكر الله تعالى، لا لطلب الرزق”. [4]

– قال الجنيد: “كان التوكل حقيقة واليوم هو علم”. [5]

– وكان أبو جعفر الحداد -شيخ الجنيد- أحد المتوكلين، وقال: أخفيت التوكل عشرين سنة، ولا فارقتُ السُّوق، أكتسب في كل يوم دينارا أو عشرة دراهم، لا أُبيِّت منه دانقا، ولا أستريح فيه إلى قيراط أدخل به الحمام، بل أُخرجه كله قبل الليل. وكان الجنيد لا يتكلم في التوكل بحضرة أبي جعفر، فيقول: أستحي من الله أن أتكلم في مقامه، وهو حاضر”. [6]

 

الهوامش

[1]– اللمع، أبو نصر السراج الطوسي (ت378هـ)، تحقيق: الدكتور عبد الحليم محمود وطه عبد الباقي سرور، مكتبة الثقافة الدينية، د.ط، 1423هـ/2002م، ص: 89.

[2]– التعرف لمذهب أهل التصوف، أبو بكر محمد بن إسحاق الكلاباذي (ت380هـ/990م)، تحقيق: عبد الحليم محمود، مكتبة الثقافة الدينية، ط1، 1424هـ/2004م، ص: 101.

[3]– سورة الكهف ، آية 7.

[4]– اللمع، ص: 162.

[5]– حلية الأولياء و طبقات الأصفياء، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني الشافعي (ت 430هـ) ، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط3، 1427ھ/2007م، 10/285.

[6]– قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد، أبو طالب المكي محمد بن علي بن عطية (ت386ھ): حققه وقدم له وعلق حواشيه: محمود إبراهيم محمد الرضواني، مكتبة دار التراث، القاهرة، ط1، 1422ھ/2011م، 2/905. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق