الرابطة المحمدية للعلماء

التغيرات المناخية وتأثيرها السيئ على التنوع البيولوجي

أعلنت إحدى دوريات  مؤسسة “رويال سوسايتي” البريطانية أن تأثير تغير المناخ على الحيوانات والنباتات، يمكن أن يكون أكثر أهمية مما وصف حتى اليوم. فكلما ارتفعت درجة الحرارة، فإن النباتات والحيوانات التي لا تتحمل هذا الارتفاع، يكون مصيرها الاختفاء، أو محاولة التكيف مع هذا الارتفاع الحراري. إلا أنه، وفي غالب الأحيان، يلاحظ لجوء الحيوان إلى الهجرة/الرحيل، قصد إيجاد مواطن درجة حرارتها أقل انخفاضا.

واستشهدت الدورية الصادرة عن ” رويال سوسايتي” بتلك الأشجار والنباتات العشبية الموجودة بالغابات الفرنسية، والتي عرفت، وفقا لدراسة نشرت سنة 2008 في مجلة “ساينس” العلمية، ارتفاعا بنسبة 29 مترا منذ منتصف 1980. وحديثا، أعلن باحثون استراليون أنهم اكتشفوا أول أسماك القرش المهجنة في العالم بالمياه الاسترالية، معتقدين أن هذه الحيوانات المفترسة تكيفت مع المناخ الجديد، ومضيفين أن أسماك القرش ذات الحافة السوداء، والتي تعيش في الأوقات العادية في المياه الاستوائية، قد نجحت في زيادة مواطنها الطبيعية، وذلك  بالتزاوج مع الأنواع الأخرى التي تتطور في المياه الأكثر اعتدالا.

إلا أنه وفقا لدورية “رويال سوسايتي” دائما، يجب الأخذ بالاعتبار العنصرين الأساسيين وهما: التفاعل بين الأنواع وقدرتها على الهجرة في آن واحد. فحسب مارك يوربان، الباحث بإحدى الجامعات الأمريكية، والمشارك الرئيسي في منشور الدورية فإنه “في الحياة الحقيقية، الحيوانات تتنافس فيما بينها: فيأكلون بعضهم البعض” وهو ما ينطبق أيضا على النباتات حسب الباحث يوربان.

وفيما يخص العينة المهاجرة، فإنها مضطرة إلى مواجهة المنافسين هناك، لأنه من الصعب عليهم القبول بفكرة الاحتلال. وتبين الدراسة كذلك، أن الأنواع ذات القدرة الضعيفة على التفريق هي الأوفر حظا للاختفاء،  من تلك الفئة المعرضة إلى التنقل/السفر لمسافات طويلة.

و أخيرا، تبين للمختصين أنه إذا أرادت إحدى الأجناس، التحرك وبنفس الوتيرة، ففرصتها في الوصول إلى المكان المستهدف، تكون واحدة. وهذا ما صرح به الباحث يوربان مصرا على كون ” المسألة ليست في سرعة هذه الأنواع القادرة على التحرك، وإنما وتيرة السرعة التي تسلكها مقارنة مع منافسيها” مستشهدا بكوكبة السيارات المنطلقة بسرعات مختلفة، والتي يكون مصيرها التصادم. وهناك العديد من الأمور التي تدفع بالمختصين، إلى القول بأن عواقب ظاهرة الاحتباس الحراري يمكن أن تكون أسوأ مما تم توقعه حتى الآن.

وفي نفس السياق صرح، جوناثان لونوار، أستاذ علم الأحياء، وأحد المساهمين في منشور الدورية ” أنه  من خلال دمج مفهوم التفاعل بين الأنواع/الأجناس  ومعدل سرعة هجرتها، فإن هذه الدراسة تقدم حقائق جديدة”.

وينبه منشور الدورية الصادر عن “رويال سوسايتي” إلى ضرورة تقييم النتائج انطلاقا من كونها مستوحاة من نموذج محصور الإعدادات. غير أن بعض المختصين يشيرون، بتفاؤل، إلى أن  ظاهرة الاحتباس الحراري ليست متجانسة، لأنها تتيح الحفاظ على مواطن ايكولوجية تلعب دور الملجأ/المأوى والملاذ الطبيعي لبعض الأنواع.

فاطمة الزهراء الحاتمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق