مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

التعريف بمراحل تطور المذهب المالكي ومدارسه ومصادره الفقهية وأصوله[10]

 

الدكتور عبد الله معصر

رئيس مركز دراس بن إسماعيل


ثانيا:الواضحة في السنن والفقه لابن حبيب( ت 238هـ/239هـ):

تعتبر الواضحة في السنن والفقه لعبد الملك بن حبيب ثانية الأمهات والدواوين في الفقه المالكي، وقد حظي كتاب الواضحة بمكانة متميزة بصفة خاصة بالأندلس، ذلك أن مؤلفه ورث منهجية الفقه المالكي لمدرسة المدينة، والمدرسة المصرية، ومدرسة القيروان.

فالواضحة كتاب شامل يضاهي المدونة في بنائه وتكوينه الداخلي، وهو لا يحتوي فقط على مأثورات المالكية المبكرة التي تعود إلى الإمام مالك بن أنس، ومن بعده مباشرة، وإنما يحتوي أيضا على شروح و بعض الآراء المذهبية لابن حبيب[1].

ويتميز كتاب الواضحة في كونه يعرض الاختلاف في الرأي في عصر الإمام مالك بين حلقات علماء أهل المدينة، وكذلك الاختلاف في روايات تلاميذ الإمام مالك والمعاصرين.

غير أن كتاب الواضحة لا يقتصر فقط على نقل المفهوم الفقهي لأهل المدينة، فالكتاب يحتوي أيضا على سماع المؤلف من علماء مصريين كان قصدهم أثناء رحلته[2].

ألف ابن حبيب كتابه على عشرة أجزاء: الأول تفسير الموطأ- حاشا الجامع- والثاني في شرح الجامع، والثالث والرابع والخامس في حديث النبي- صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعين، وكتاب مصابيح الهدى جزء منها، ذكر فيه الصحابة والتابعين، والعاشر طبقات الفقهاء، وليس فيها أكثر من الأولى[3].

ومنهج المؤلف في كتاب الواضحة أنه يأتي بالترجمة ويورد أحاديث بسنده، ثم يقول عقب ذلك: قال عبد الملك، ويشرح بعض الألفاظ الواردة في الحديث الذي أورده[4].

 

الهوامش: 


[1]– دراسات في مصادر الفقه المالكي:ميكلوش موراني ص52.

[2]– دراسات في مصادر الفقه المالكي :ميكلوش موراني ص63.

[3]– ترتيب المدارك ج4ص127.

[4] – فهرس مخطوطات القرويين ج2ص482.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق