مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةدراسات عامة

التراث الصوفي المخطوط بالخزائن العلمية بالجنوب المغربي الواقع والتحديات والآفاق

    بعد المدخل التاريخي الذي حاولت من خلاله تتبع ظهور الحركة العلمية بمجالي الصحراء وسوس، وما صاحب ذلك من نشوء الخزائن العلمية بهذه الربوع من المغرب، سأعمل في القادم من سلسلة المقالات التي خصصتها للحديث عن واقع وآفاق التراث الصوفي المخطوط بخزائن العلمية بالمغرب، إلى تسليط الضوء على حالة هذا التراث ووضعية أرصدته المخطوطة ببعض الخزائن العلمية بالجنوب المغربي خاصة، كما سأعمل –بحول الله وقوته- على استشراف آفاق هذا التراث المغربي التليد الذي يُعبر عن عمق الهوية الدينية والثقافية للحضارة المغربية.

أولا: واقع الخزانات العلمية التراثية بالجنوب المغربي

    لقد تبين لي من خلال الزيارات المتكررة التي قمت بها إلى العديد من الخزانات العلمية التراثية بالمناطق الجنوبية؛ أن التراث المخطوط بهذه الجهات في حاجة ماسة  إلى معالجة شاملة تأخذ بعين الاعتبار واقع هذه الخزائن التي تفتقر إلى البنيات التحتية والموارد البشرية المؤهلة، فمنذ الاستقلال إلى الآن تقلص عدد هذه الخزانات إلى أكثر من النصف بفعل استمرار القرصنة الأجنبية، وكذا الاستنزاف الذي تعرض له هذا التراث من جراء عملية توارث وانتقال بعض أرصدة الخزائن الأسرية من فرد إلى مجموعة أفراد، مما ينتج عنه تشتت أرصدتها في أماكن متعددة، أضف إلى ذلك تحجر عقلية بعض الورثة الذين يقدسون الوثيقة فيقدمون على إقبار خزاناتهم مما يجعلها عرضة للرطوبة والأرضة… أمام هذا الواقع المعقد تبقى هذه الخزائن وأرصدتها المخطوطة معرضة للضياع والانقراض مما يستلزم تكاثف جهود جميع المتدخلين في المجال من باحثين ومهتمين بالتراث وغيرهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والعمل على وضع خارطة طريق مستقبلية للنهوض بالبحث التراثي في المنطقة.

1-  الخزانات التراثية العامة بالجنوب المغربي

أ‌-  خزانة الإمام علي بتارودانت

    تصنف “خزانة الإمام علي” ضمن كبريات المكتبات بالجنوب المغربي، وقد انقسم الباحثون حول تاريخ تأسيسها الحقيقي إلى فريقين؛ فريق يرجع تأسيسها إلى العصر السعدي، وفريق يربط تأسيسها بحدث تأسيس “معهد محمد الخامس للتعليم الأصيل بتارودانت” سنة 1957م، على يد الملك الراحل محمد الخامس بمبادرة من “جمعية علماء سوس” .

العلوم التي تغطيها مخطوطات الخزانة

    يمكن أن نصنف المخطوطات الموجودة بهذه الخزانة، حسب مادتها العلمية إلى مجموعتين؛ مجموعة الآداب والعلوم الإنسانية، ومجموعة العلوم البحثة، وداخل كل مجموعة نجد تصنيفات:
ففي مجموعة الآداب والعلوم الإنسانية، نجد ضمنها:

1- كتب الأجوبة، وتشمل الفتاوى، والنوازل، والدراسات الفقهية، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر كتاب “أجوبة ابن داوود التاملي الرسموكي”المتوفي سنة 914هـ؛

2- كتب الحوليات، وتشتمل التاريخ، والرحلات، والأوصاف الجغرافية، أذكر منها كتاب: “الطرائف التالدة في كرامات الشيخين الوالد والوالدة” لمحمد بن المختار الكنتي؛

3- كتب اللغة والآداب، ومنها “شرح لامية الأفعال في تصريف الأفعال” لايبورك بن عبد الله بن يعقوب السملالي المتوفى سنة 1050 هـ؛

4- كتب التوحيد، ومنها كتاب “مختصر في علوم الدين” لعبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحاحي المتوفى 1012 هـ؛

5- كتب التصوف، ومنها “بشارة الزائرين الباحثين الصالحين” لداوود بن علي بن محمد السملالي الگرامي، كما تشتمل الخزانة على بعض أمهات المصنفات الصوفية للمشارقة والمغاربة.

    أما مجموعة العلوم البحثة، فتنضوي تحتها مختلف العلوم التجريبية المعروفة قديما عند السوسيين، كالطب، والحساب، والمنطق، والرياضيات، والتوقيت، وغيرها من العلوم.

    ونظرا لقلة المخطوطات الموجودة بخزانة الإمام علي، التي تنتمي إلى هذه الحقول المعرفية، سنكتفي بنموذج في علم الفلك، وهو كتاب “المقنع” لمحمد بن سعيد المهدي بن محمد المرغتي المتوفى 1089 هـ.

خزانة الإمام علي في أرقام

    يتواجد مقر هذه الخزانة –حاليا- داخل ثانوية محمد الخامس للتعليم الأصيل الكائنة بشارع بئر إنزران وسط المدينة العتيقة للتارودانت، والخزانة إلى حد الساعة تفتقر إلى أبسط التجهيزات الحديثة من قبيل الميكروفيلم والحواسيب.

    يبلغ عدد المخطوطات بهذه الخزانة ما يناهز 382 عنوانا؛ أي بنسبة %2 من المجموع العام، الذي يشمل أيضا المطبوعات التي يبلغ عددها 10600 عنوان؛ عدد الحديث منها هو 10000، وعدد الحجرية هو 30 عنوانا. أما عدد الدوريات فهو 50 دورية، وعدد الجرائد والصحف -أغلبها قديم- هو 40 عنوانا، وعدد البحوث جامعية فهو 100 بحث.

كما تضم الخزانة عددا قليلا من الموسوعات وكتب باللغات الأجنبية.

    أما عن أقدم مخطوط بالخزانة فيعود تاريخ نسخه إلى القرن الخامس الهجري، وهو صحيح البخاري المستنسخ سنة 490 هـ بالخط الأندلسي وهو مبتور الأول.

    ومما يضفي على هذا الرصيد المخطوط بهذه الخزانة قيمة مضافة، اشتماله على عدد من تحبيسات وتمليكات بعض السلاطين السعديين والعلويين والعلماء السوسيين…

ومن نماذجها هذه المخطوطات نذكر:

•  “مشارق الأنوار على صحائح الآثار”، للقاضي عياض، المستنسخ عام 1193 هـ، والمحبس من لدن السلطان عبد الله الغالب على خزانة الجامع الكبير بتارودانت؛

•  “شرح الخرشي على مختصر خليل”، المستنسخ عام 1198 هـ والمحبس من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الله على خزانة الجامع العتيق بتارودانت؛

•  “فتح الباري من هدي الساري على شرح البخاري لابن حجر العسقلاني”، المستنسخ عام 852 هـ، والمحبس من لدن السلطان عبد الله بن محمد الشيخ سنة 976 هـ على خزانة الجامع الكبير بحضرة تارودانت من سوس الأقصى تحبيسا مؤبدا.

    ومما أثار انتباهي وأنا أفهرس بعض الأرصدة المخطوطة بهذه الخزانة، وجود مخطوطات يبلغ عددها 86 مخطوطة بدون عنوان، و65 مخطوطة مجهولات المؤلف، لكون بداياتها غير مقروءة أو مبتورة كليا أو جزئيا.

ب‌-  خزانة جمعية علماء سوس العامة

    تتواجد هذه الخزانة داخل المدرسة الجشتيمية قرب “المسجد الكبير بتارودانت”، وحسب بعض الروايات الشفوية التي اعتمدتها فإن هذه الأخيرة تضم مخطوطات، بعضها اشترته الجمعية من الأستاذ محمد المختار السوسي –رحمه الله-، وجزء كبير منها تم استقدامه من خزانة المعهد سابقا (الإمام علي السالفة الذكر)، كما قام أعضاء هذه الجمعية بجمع عدد كبير من المخطوطات المتناثرة في خزانات سوس المختلفة، وعند زيارتي لهذه الخزانة والتحدث مع القيم عليها أخبرني أن مسألة فتح الخزانة أمام عموم الطلبة والباحثين أمر يرجع إلى المكتب المسير لجمعية علماء سوس.

 2- الخزانات الحبسية بالجنوب المغربي 

أ- الخزانة التدسية

    تتواجد هذه الخزانة بقبيلة هوارة أولاد التايمة إقليم تارودانت، وقد تقلص رصيد هذه الخزانة من المخطوطات بشكل كبير مما جعلها  تفقد بعضا من  إشعاعها.

ب- الخزانة الحبسية الكائنة بضريح الولي الصالح سيدي وسيدي بتارودانت

    من خلال إحدى الزيارات الميدانية لهذه الخزانة تبين أنها لا تتوفر على مؤلفات مخطوطة باستثناء بعض نسخ المصحف الشريف المبثورة الأول والأخير والمكتوبة بخط مغربي متوسط أو بعض الخروم الموضوعة داخل صندوق خشبي قرب قبر صاحب الضريح. وقد ورد ذكر هذه الخزانة ضمن دليل الخزانات الحبسية الذي نشرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.

ج- خزانات بعض المساجد والمدارس العلمية العتيقة والزوايا

    أذكر من أبرزها: خزانة المدرسة العلمية العتيقة بأكلو بمدينة تزنيت، وخزانة  مدرسة أدوز الكائنة بدائرة أنزي، وخزانة مدرسة إكضي بقبيلة إيدو باعقيل، وخزانة تافروت المولود بنفس الإقليم، وخزانة الزاوية الشرقاوية بأقا إقليم طاطا، وخزانة الزاوية التجانية بضريح الحاج الحسين الافراني المتواجدة بساحة المشور بتزنيت. وتضم معظم هذه الخزانات أرصدة مخطوطة تنتمي إلى علوم مختلفة وعند اطلاعنا على أرصدة هذه الخزائن وجدنا معظمها عبارة عن مؤلفات مطبوعة تم نسخها من طرف شيوخ المدارس العتيقة والزوايا لفائدة الطلبة والمريدين.

3- الخزانات الأسرية بالجنوب المغربي  

    اشتهرت جهات سوس والصحراء كباقي مناطق المغرب ببروز بيوتات توارث أبناؤها العناية بشتى أصناف العلوم، فخلفت هذه الأسر العلمية تركة غزيرة من التأليف والمصنفات شكلت النواة الأولى لبناء خزائنها العلمية، وقد أحصى المختار السوسي في كتابه “سوس العالمة” من الأسر نحو من مائتي أسرة علمية، وسنحاول الحديث عن بعضها.

أ– الخزانة المحجوبية

    تعتبر هذه الخزانة من أهم الخزائن العلمية بسوس في الوقت الراهن، لما تحتويه من مخطوطات نفيسة ونادرة، ولا غرابة في هذا الأمر إذا علمنا أن هذه الأخيرة قد ارتبطت ارتباطا وثيقا بأسرة من الأسر العلمية السوسية الكبرى، والتي اتخذت قرية المحجوب ـ إحدى قرى “رسموكة” السهلية بأحواز مدينة تزنيت ـ موطنا لها، فقد أنجبت هذه الأسرة المحجوبية فطاحل العلماء نذكر من بينهم على سبيل المثال لا الحصر الفقيه العلامة محمد بن مبارك المحجوب صاحب “شرح الأجرومية” الذي يدرس به في المدارس العتيقة بسوس، وابنه الفقيه أحمد بن محمد بن مبارك المحجوب المتوفى 1214هـ، وواسطة عقدهم: صوفي العلماء وعالم الصوفية بسوس علي بن الطاهر الرسموكي المزداد عام 1305هـ، والحافظ لكتاب الله وعمره لا يتجاوز خمسة عشر سنة، أخذ عن الشيخ محمد بن مسعود المعدري بالمدرسة البونعمانية والفقيه بلقاسم التاجارمونتي، والشيخ النعمة بن ماء العينين “بوجان”، الذي أجازه بإجازتين أوردهما المختار السوسي في المعسول، جاء في إحداهما: “… وأجزته إجازة عامة مطلقة في كل منطوق، ومفهوم من المعقول، والمنقول، والفروع، والأصول، وعلم الأسرار على اختلاف أنواع الجميع وائتلافه”[1].

    يعد الشيخ علي بن الطاهر الرسموكي من العلماء القلائل الذين اهتموا بالتقييد والنسخ، فقد شكلت مقيداته مصدرا هاما، اعتمده العلامة المختار السوسي خاصة في مجال التاريخ والتراجم والأدب، يقول عنه مؤرخ جزولة: “وقد وجدت منه ما لم أجده في كثيرين من علماء سوس من معاونتي على ما أنا بصدده من جمع أخبار السوسيين قبل أن تضمحل،  فأفادني الخير الطيب”[2] انتهى كلام المختار السوسي، ويقول عنه أيضا، مسجلا مكانة هذا الرجل في مجال النسخ والتقييد: “وهو الوحيد الذي رأيته أيضا حريصا على أن يقيد عني كما أقيد عنه، فلم يسمع ما لا يعرفه إلا أودعه مذكرته”[3]، وقد وجدت نموذجا من مقيداته في أحد كنانيشه، ويرجع له الفضل في جلب العديد من المخطوطات إلى الخزانة المحجوبية، توفي رحمه الله عام 1386 هـ.

معطيات إحصائية عن الخزانة المحجوبية

    حسب ما أخبرته به أثناء زيارتي لهذه الخزانة فقد أصبحت محتوياتها  -مخطوطات وخروم وألواح- منذ بداية سنة 2009 في ملكية إدارة الخزانة الوسائطية التابعة للجماعة الحضرية لمدينة تزنيت بعدما حبسها الفقيه “محمد المندوبي” عليها.

    يبلغ عدد المخطوطات بهذه الخزانة 128 مخطوطا، إلا أن ما يناهز %60 من الرصيد المخطوط في حالة رديئة يحتاج إلى الصيانة والترميم، و13% منه يصعب التعامل معه.

    وحسب أغلب تواريخ نسخ مخطوطات هذه الخزانة، يتضح أن أعمارها تنحصر زمنيا بين القرنين التاسع والرابع عشر الهجريين ويبقى أن المخطوطات التي تم نسخها القرن 14 هـ هي الأكثر حضور بالخزانة.

    تتعددت العلوم التي تغطيها الخزانة المحجوبية وتنوعت فتحتل فيها كتب الفقه والنوازل الصدارة بنسبة %64، ثم علوم اللغة وكتب الأدب والنحو %11، وكتب الدراسات القرآنية والحديثية والسيرة النبوية %3، وكتب العقيدة التصوف %4، وكتب التاريخ والتراجم %5، وباقي العلوم %6.

ب- الخزانة العثمانية

    تنتمي الخزانة العثمانية إلى أسرة علمية عريقة، أنجبت العديد من الصلحاء والعلماء، قد أفراد لهم العلامة المختار السوسي، ما يقرب من مئتي صفحة من الجزء السابع عشر من كتابه المعسول، واستهل حديثه عنهم بقوله: “وبهذه المناسبة يجب علينا أن نؤدي ما علينا من حق أكيد لهذه الأسرة التي تسلسل فيها العلم والصلاح في سوس منذ القرن السادس إلى الآن، ولم أعرف الآن في المغرب أسرة تسلسل فيها العلم أبا عن جد في زهاء ألف سنة، إلا هذه، والأسرة الفاسية بفاس التي عرفت أول عالم منها في أواخر القرن الخامس وهي مزية انفردت بها الأسرتان وحدهما”[4].

    ومن بين الأعلام الذين أنجبتهم الأسرة العثمانية، نذكر الأستاذ عبد الله بن محمد العثماني المتوفى عام (1388 هـ) وهو الفقيه المؤرخ المعروف بورعه وصلاحه، أمضى زهرة حياته في التدريس، وله شغف كبير بالتاريخ، يقول عنه السوسي: “هذا هو مؤرخ الأسرة وأنبه رجالاتهم اليوم، وهو الذي يفيدنا بجميع ما نكتبه عن رجالات أسرته (…) ولم نر له نظير في جزولة مع تثبت وتبصر وصدق في النقل وسددا في الرأي”.[5]

    ومن رجالات هذه الأسرة أيضا، الفقيه الأستاذ امحمد -بتسكين الحروف كلها- العثماني والذي يرجع له الفضل الكبير، في الحفاظ وتنمية التراث المخطوط بالخزانة العثمانية، كما كانت له اليد الطولى في التحسيس بخطر الإهمال الذي أصبح يطال التراث المخطوط بمنطقة سوس، ومما يشهد على حرصه الشديد على التراث المغربي برنامجه الإذاعي الأسبوعي “معالم من تاريخ سوس”، والذي يعتبر وسيلة حاول من خلالها التعريف بهذا التراث، وحث الباحثين وطلبة العلم على الاعتناء به. يقول في إحدى الحلقات: “فإني أهيب بعلمائنا ومن يملك وسيلة من وسائل البحث العلمي والثقافي؛ من وثائق وكتب ومخطوطات، ومواد أخرى أن لا يبخل بها على طلبتنا وأبنائنا الذين يتخرجون من الجامعات المغربية أو الأجنبية فيبقون حيارى لا يدرون أين يذهبون وهم بعد لا يعرفون من أين تؤكل الكتف. وإني أرجو من كل من يملك وسيلة ما يلخصها ويبعث لنا بتلخيصها لنذيعها على أمواج الإذاعة على الصعيد الوطني، وسأكون في المقدمة، فأقدم تلخيص كل ما يصلح للبحث العلمي في خزانتي المتواضعة شيئا فشيئا وأقدم معلومات عن ما أعرف مما ليس موجودا لدي”[6].

 …يتبع

[1] المعسول، ج: 14، ص: 28.

[2] المعسول، ج: 14، ص 54

[3] المصدر نفسه

[4] المعسول، ج: 17، ص: 43.

[5] سوس العالمة، ص: 121.

[6] الحلقة الثانية من (معالم من تاريخ سوس) مادة صوتية مقتبسة من أرشيف الإذاعة الوطنية، الرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق