مركز الدراسات والبحوث في الفقه المالكيغير مصنف

التذكرة القرطبية لسابق الدين القرطبي بشرح أحمد زروق

   لم يكن التأليف عند العلماء عامة، والفقهاء خاصة يوما ما، مقصودا لذاته؛ وإنما هو استجابة لمتطلبات العصر، ورد على  إشكالات الناس، لذلك اختلف التصنيف حسب الزمان والمكان والأحوال.

   فكان الفقهاء أحيانا يصنفون المطولات، وقد يختصرون، ثم يشرحون الاختصار، كل ذلك تماشيا مع حاجة الوقت في التعليم والإفتاء والنظر.

   ولما يعم الجهل، ويقل الإدراك، وتكل الهمم، ينبري الفقهاء إلى اتباع منحى آخر في التأليف يهدف إلى صون عقيدة الناس، وحفظ أركان الدين الخمس، وهو ما اصطلح عليه بالتأليف في: «قواعد الإسلام»، فظهرت في الباب مؤلفات منها: «الإعلام بحدود قواعد الإسلام  للقاضي عياض (ت544ﻫ)»، و«القرطبية  لسابق الدين القرطبي (ت567ﻫ)»، و«نظم في قواعد الإسلام  للسجلماسي (ت1057ﻫ)»، و«المرشد المعين لابن عاشر (ت1040ﻫ)»، وكان الولدان يحفظون جملة من هذه التآليف في بداية تعلمهم؛ لجمعها بين الفائدة، وسهولة العبارة، وصغر الحجم.

   وقد نالت كثير من هذه المتون حظها من الشرح والبيان من لدن العلماء، مع اختلاف بينها من حيث الكثرة والقلة، حسب شهرتها، واعتمادها، وسلاسة عبارتها، وأحيانا تبرز صاحبها.

   ومن هذه المتون التي حظيت بعناية العلماء المقدمة القرطبية لسابق الدين القرطبي (ت567ﻫ)، وقد شرحها أهل المذهب، إلا أن من أشهر من بذل جهدا في شرحها، وفتح رموزها، واستخراج كنوزها، الشيخ أحمد بن أحمد بن محمد أبو العباس البرنسي الشهير بزروق (ت899ﻫ).

   وقد قام ذ أحمد عثمان إحميد بتحقيق هذا الشرح في رسالة جامعية، ثم صدر له من طرف جمعية الدعوة الإسلامية العالمية الليبية.

   وقد صدّر محقق الشرح عمله بدارسة خصها للتعريف  أولا بالناظم: «سابق الدين القرطبي»، ونظمه: «المقدمة القرطبية»، ثم بالحديث عن الشارح: «أحمد زروق»، وشرحه: «شرح القرطبية».

   وقد اعتمد في إخراج الكتاب على خمس نسخ مخطوطة: أربعة بليبيا، والخامسة بالنيجر.

   وللإشارة فإن للكتاب نسخا عديدة بالمكتبات المغربية منها: بالخزانة الحسنية 20 نسخة بعنوان: «إفادة الولدان ببعض مسائل الدين في شرح الأرجوزة القرطبية»، وخزانة المسجد الأعظم بتازة عدد: 665/2- 659/2، ومؤسسة علال الفاسي عدد:146-787، وخزانة المسجد الأعظم بوزان عدد: 1125/1-1087/2، وخزانة الزاوية الحمزية بالرشيدية عدد: 269/1-281/10، ضمن مجموع.

 وفي تونس بالمكتبة الأحمدية عدد: 8366.

 وقد طبع الكتاب أيضا بدار ابن حزم ، ط 1سنة: 1426ﻫ- 2005م، بتحقيق ذ أحسن زقور.

                               بقلم الباحث: عبد الرحيم اللاوي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق