الرابطة المحمدية للعلماء

التحوّلات الدينية والعلاقات الإسلامية – المسيحية

د. السماك: الاختلاط الإسلامي – المسيحي يتسع أفقياً وعمودياً على
مستوى العالم كله!

قال
أمين عام اللجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار في لبنان إن انتشار المسيحية
في آسيا وإفريقيا أدى إلى تداخل إسلامي – مسيحي على نطاق واسع.
 
وأشار
د. محمد السماك في مقال نشر اليوم (26 ماي 2008) في جريدة المستقبل اللبنانية، إلى
أن لهذا التداخل بعدين متناقضين. الأول إيجابي وهو التعايش البنّاء بين
المسلمين والمسيحيين، والثاني سلبي وهو التخوف من وقوع صدامات بين
الجانبين، والبعدان يتوقفان على القيم الأخلاقية والدينية التي تُعتمد في التربية
وفي ثقافة الحوار والتعارف.
 
ففي
إفريقيا كان عدد المسيحيين في عام 1900 يقلّ عن تسعة ملايين شخص. أما الآن فقد
ارتفع العدد إلى 423 مليوناً. 

وفي
آسيا لم يكن عدد المسيحيين في عام 1900 يزيد على 20 مليوناً. أما الآن فإن العدد
وصل إلى 355 مليوناً. وتقدر الدراسات الإحصائية المسيحية عدد المسيحيين في الصين
وحدها بحوالي مائة مليون. ولكن هذه الدراسات، يضيف السماك، تتوقع أن يرتفع العدد ليصل
في عام 2050 إلى 218 مليوناً، وبذلك تصبح الصين ثاني أكبر دولة في العالم من حيث
عدد المسيحيين.
 
أما
الوجه الآخر لهذا التنامي في الحضور المسيحي في آسيا وإفريقيا، يقول السماك، فإنه
يتمثل في تنامي الحضور الإسلامي في أوروبا وأميركا الشمالية (الولايات المتحدة
وكندا) وحتى في بعض دول أميركا اللاتينية (البرازيل – الأرجنتين – فنزويلا).
 
وأوضح
خبير حوار الأديان أن الاختلاط الإسلامي – المسيحي يتسع أفقياً وعمودياً على مستوى
العالم كله، وما لم تكن هناك ثقافة دينية لتقبّل الاختلاف واحترام المختلف معه، فإن
هذا الاختلاط يؤسس لخلافات وصراعات لن يكون بالإمكان حصرها في مكان وفي زمان
محددين. “فالعالم كله أصبح منفتحاً على بعضه كما أصبح بفضل أجهزة الإعلام
والتواصل سريع التأثر بما يجري في أي زاوية من زواياه”.
 
وفي
نفس السياق بيّن السماك أن الكنيسة الإنجيلية هي الأسرع انتشاراً وتوسعاً في
العالم كما تشير إلى ذلك الإحصاءات المسيحية ذاتها، غير أن ذلك -والكلام دائما
للسماك- لا يغيّر من واقع الأمر وهو أن الكاثوليك الذين يؤمنون بمرجعية البابا
وعصمته يبلغ عددهم حوالي المليار و 200 مليون نسمة، وهم منتشرون في كل القارات -ولو
بنسب مختلفة-، ولذلك يبقى البابا المرجع المسيحي الأول في العالم الذي لا بد من
التفاهم معه على الأسس التي تقوم عليها العلاقات المستقبلية بين المسلمين
والمسيحيين.
 
كما
ذَكّر السماك في ثنايا هذا المقال باللقاء الذي عُقد في الفاتيكان الأسبوع الماضي
بين البابا بنديكتوس السادس عشر ورئيس أساقفة كانتربري ممثل الكنيسة الانكليكانية
الدكتور وليامس (رئيسة الكنيسة هي دائماً الملكة)، وبحثا في العلاقات المسيحية – الإسلامية،
من خلال المواقف المعلنة للزعيمين الروحيين.
 
وذهب
السماك إلى القول بأن هذا اللقاء إذا كان قد خصص كلياً أو جزئياً للبحث في
العلاقات الإسلامية – المسيحية، فإنه يؤسس لتفاهم كاثوليكي – انكليكاني- إنجيلي قد
يكون أساساً لموقف مسيحي موحد من العلاقات المستقبلية مع المسلمين.
 
ولم يفت السماك في نهاية المقال أن يلمح إلى ضرورة
مبادرة المسلمين إلى وضع أساس موحد لهم أيضاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق