مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينأعلام

التابعي الجليل، عكرمة مولى ابن عباس رَضي الله عنه

 

 

 

بقلم:  يونس السباح

اسمه ونسبه وولادته:

هو أبو عبد الله، عكرمة مولى عبد الله بن عباس القُرشي، القاسمي، مولاهم، المدنيُّ. أحد العلماء الربانيين[1]. أَصْلُهُ بَرْبَرِيٌّ من أهل المغرب، كان لحصين بن أبي الحر العنبري؛ فوهَبَهُ لابن عباس حين وَلِيَ البصرةَ لعليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه.

وقد اجتهد ابنُ عباس في تعليمه القرآن والسنن، وسَمَّاه بأسماءِ العرب؛ وهكذا كان يفعلُ في تسمية مواليه. والعكرمة: الأُنثى من الحَمام[2].

روايته للحديث:

كان عكرمة رضي اللهُ عنه، من رواة الحديث، فقد حَدَّث عن عدد من صحابة رسول اللّه صَلى الله عليه وسلم، منهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عُمر، وعبد الله بن عَمرُو بن العاص، وأبي هُريرة، وأبي سعيد الخُدْري، والحسن بن عليّ، وعائشة.

وروى عنه من التابعين: محمَّد بن مسلم الزهريُّ، ويحيى بن سعيد الأنصاريُّ، وعَمرو بن دينار، وعامر بن شراحيل الشَّعْبيُّ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيعي، وسليمان بن أبي سليمان الشيباني، وأبو الشعثاء جابر بن زيد، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم بن سليمان، وأبو الزبير محمَّد بن مسلم المكي، وقتادة بن دعامة، وحميد بن أبي حميد الطويل، ويحيى بن أبي كثير، وسليمان بن مهران الأعمش، ويزيد بن أبي حبيب، وجماعة كثيرة[3].

علمه بتفسير كتاب الله تعالى وأقوال العلماء فيه:

قال عكرمة: طلبتُ العلم أربعين سنة، وكان ابن عباس يضع الكبل في رجلي على تعليم القرآن والسّنن.

قال قُرّة بن خالد: كان الحسن إذا قدم عكرمة البصرة أمسك عن التفسير والفتيا ما دام عكرمة بالبصرة، وهو ثقة ثبت، عالم بالتفسير، لم يثبت تكذيبه، ولا ثبتت عنه بدعة[4].

وَقَال أيوب عن عَمْرو بن دينار : دفع إلي جابر بن زيد مسائل أسأل عنها عكرمة وجعل يقول: هذا عكرمة مولى ابن عباس، هذا البحر فسلوه[5].

وعن شهر بن حوشب قال: عكرمة حبر الأمة.

وقال مغيرة: قيل لسعيد بن جبير: تعلم أحدا أعلم منك؟ قال: نعم، عكرمة.

وقال الشعبي: ما بقي أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة.

وقال قتادة: أعلم الناس بالتفسير عكرمة.

وقال عمرو بن دينار: كنت إذا سمعت عكرمة يحدث عنهم كأنه مشرف عليهم ينظر إليهم.

قال أيوب السختياني: قال عكرمة: إني لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة، فينفتح لي خمسون بابا من العلم. وقال لنا عكرمة مرة: أيحسن حسنكم مثل هذا؟

قلت: وكان عكرمة كثير التطواف، كثير العلم ويأخذ جوائز الأمراء[6].

وفاته ومدفنه:

توفي عكرمة رَضي الله عنه، وكُثيّر عَزَّة في يوم واحد، وصلِّي عليهما جميعا، فقال الناس: مات أعلم الناس وأشعر الناس، توفيا بالمدينة سنة خمس ومائة[7].

وعن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن أبيه قال: أُتي بجنازة عكرمة وكُثَيِّر عَزَّة بعد العصر، فما علمت أحدا من أهل المسجد حل حبوته إليهما.

قال الدراوردي: ماتا في يوم واحد فما شهدهما إلا سودان المدينة.

قال جماعة: توفيا سنة خمس ومائة، وقال الهيثم بن عدي وغيره: سنة ست ومائة، وقال أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي شيبة وجماعة: سنة سبع.

وقال يحيى بن معين والمدائني: سنة خمس عشرة ومائة، وأظن هذا القول غلطا، لم يبق إلى هذا التاريخ قط[8].

 

 


[1]  تاريخ الإسلام:3/106.

[2]  جزء فيه حال عكرمة مولى ابن عباس. للحافظ المنذري ص: 5. وانظر قلادة النحر، في وفيات أعيان الدّهر:2/26.

[3]  جزء فيه حال عكرمة مولى ابن عباس. ص:16-17.

[4]   طبقات المفسرين للداودي:1/386.

[5] انظر الطبقات الكبرى لابن سعد:2/385. تهذيب الكمال:20/270.

[6]  تاريخ الإسلام للذهبي:3/106.

[7]  قلادة النحر: 2/26.

[8]  تاريخ الإسلام:3/106.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق