مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

الباحث الدكتور سمير قدوري يحاضر بمركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان

 

قام الدكتور سمير قدوري الباحث المتخصص في الدراسات الأندلسية بزيارة إلى مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان وقدم عرضا مفصلا عن العمل العلمي الكبير الذي أعده لنيل شهادة الدكتوراه. وقد حضر هذا العرض واستفاد منه الباحثون القارّون بالمركز إلى جانب باحثين متعاونين وبعض المدعوين، وذلك يوم الخميس 19 ماي 2016.
فبعد تقديم رئيس المركز للضيف الكريم واحتفاء المركز به، قدم الدكتور سمير قدوري ورقة تحدث فيها عن مساره العلمي العميق والمجهود المضني الذي يذله في تمحيصه لطبعات كتاب “الفصل في الملل والأهواء والنحل” لابن حزم الأندلسي الظاهري مبينا اهتمامه بالدراسات الأندلسية منذ التحاقه بالجامعة، وهو الأمر الذي بسببه قام بتسجيل أطروحته للدكتوراه بجامعة لايدن بهولاندا في نفس الموضوع، ومخبرا كيف أن نُسَخ الكتاب المطبوعة على كثرتها؛ المحقق منها وغير المحقق تفتقد لشروط التحقيق المتعارف عليها بين الباحثين في مجال تحقيق كتب التراث، فضلا عن أنها تحتوي على كثير من التحريف والتصحيف، ومرد ذلك إلى اعتماد المحققين على الإبرازة الأولى للكتاب عوض الإبرازة الثانية والتي وقف الباحث على مخطوطاتها وكانت معتمده في تأليفه الجديد “تاريخ نص الفصل في الملل والنحل وسبب اختلاف نسخه وبسط خطة تحقيقه” الصادر مؤخرا.
وقد أشار الباحث إلى أن نسخة كتاب “الفصل” الأخيرة تقسم الكتاب إلى ستة فصول رئيسية هي غير الموجودة الآن في نسخ كتاب “الفصل” المطبوعة والمتداولة بين الناس اليوم، كما أشار إلى أن تأليف ابن حزم للكتاب استغرق مدة جاوزت الثلاثين سنة، وسبب هذا البطء يرجع إلى كون ابن حزم كان يؤلف مجموعة من كتبه في وقت واحد، بالإضافة إلى ما قام به ابن حزم نفسه من تعديل وحذف وتهذيب لهذا الكتاب.
ثم بين الدكتور أن الإبرازة الأخيرة تبين سبب تأليف ابن حزم لهذا الكتاب، وضمنها إهداءه نسخة منه للخليفة المعتضد بن عباد. كما أوضح أن كل الباحثين– لاعتمادهم على الطبعات المتعددة للكتاب- يخطئون في ضبط الكلمة الأولى من العنوان؛ بحيث تُشكل وتنطق “الفِصَل” (بكسر الفاء وفتح الصاد)، وهذا مجانب للصواب لأن ابن حزم نفسه بين أن كتابه قصد به “الفَصْل” (بفتح الفاء وتسكين الصاد) بين الملل والأهواء والنحل، كما أن جل الذين أرخوا لتاريخ الفكر الأندلسي أثبتوا عنوان الكتاب كما اعتمده ابن حزم، ولم يظهر التصحيف إلا في الطبعات المحققة أخيرا.   
وفي ختام هذا اللقاء قام الباحثون بالمركز بمناقشة الباحث سمير قدوري في بعض الأمور المتعلقة بالتحقيق عموما وتحقيق كتاب “الفصل” لابن حزم خصوصا، وتفضل الباحث الزائر بالإجابة عليها مشكورا، ثم تفضل رئيس المركز الدكتور جمال علال البختي بشكر الباحث سمير قدوري على زيارته للمركز وتفضله بوضع الباحثين في صميم هذه التجربة في مجال تحقيق التراث.
                                           إعداد: الباحث منتصر الخطيب

قام الدكتور سمير قدوري الباحث المتخصص في الدراسات الأندلسية بزيارة إلى مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان وقدم عرضا مفصلا عن العمل العلمي الكبير الذي أعده لنيل شهادة الدكتوراه. وقد حضر هذا العرض واستفاد منه الباحثون القارّون بالمركز إلى جانب باحثين متعاونين وبعض المدعوين، وذلك يوم الخميس 19 ماي 2016.

فبعد تقديم رئيس المركز للضيف الكريم واحتفاء المركز به، قدم الدكتور سمير قدوري ورقة تحدث فيها عن مساره العلمي العميق والمجهود المضني الذي يذله في تمحيصه لطبعات كتاب “الفصل في الملل والأهواء والنحل” لابن حزم الأندلسي الظاهري مبينا اهتمامه بالدراسات الأندلسية منذ التحاقه بالجامعة، وهو الأمر الذي بسببه قام بتسجيل أطروحته للدكتوراه بجامعة لايدن بهولاندا في نفس الموضوع، ومخبرا كيف أن نُسَخ الكتاب المطبوعة على كثرتها؛ المحقق منها وغير المحقق تفتقد لشروط التحقيق المتعارف عليها بين الباحثين في مجال تحقيق كتب التراث، فضلا عن أنها تحتوي على كثير من التحريف والتصحيف، ومرد ذلك إلى اعتماد المحققين على الإبرازة الأولى للكتاب عوض الإبرازة الثانية والتي وقف الباحث على مخطوطاتها وكانت معتمده في تأليفه الجديد “تاريخ نص الفصل في الملل والنحل وسبب اختلاف نسخه وبسط خطة تحقيقه” الصادر مؤخرا.

وقد أشار الباحث إلى أن نسخة كتاب “الفصل” الأخيرة تقسم الكتاب إلى ستة فصول رئيسية هي غير الموجودة الآن في نسخ كتاب “الفصل” المطبوعة والمتداولة بين الناس اليوم، كما أشار إلى أن تأليف ابن حزم للكتاب استغرق مدة جاوزت الثلاثين سنة، وسبب هذا البطء يرجع إلى كون ابن حزم كان يؤلف مجموعة من كتبه في وقت واحد، بالإضافة إلى ما قام به ابن حزم نفسه من تعديل وحذف وتهذيب لهذا الكتاب.

ثم بين الدكتور أن الإبرازة الأخيرة تبين سبب تأليف ابن حزم لهذا الكتاب، وضمنها إهداءه نسخة منه للخليفة المعتضد بن عباد. كما أوضح أن كل الباحثين– لاعتمادهم على الطبعات المتعددة للكتاب- يخطئون في ضبط الكلمة الأولى من العنوان؛ بحيث تُشكل وتنطق “الفِصَل” (بكسر الفاء وفتح الصاد)، وهذا مجانب للصواب لأن ابن حزم نفسه بين أن كتابه قصد به “الفَصْل” (بفتح الفاء وتسكين الصاد) بين الملل والأهواء والنحل، كما أن جل الذين أرخوا لتاريخ الفكر الأندلسي أثبتوا عنوان الكتاب كما اعتمده ابن حزم، ولم يظهر التصحيف إلا في الطبعات المحققة أخيرا.   

وفي ختام هذا اللقاء قام الباحثون بالمركز بمناقشة الباحث سمير قدوري في بعض الأمور المتعلقة بالتحقيق عموما وتحقيق كتاب “الفصل” لابن حزم خصوصا، وتفضل الباحث الزائر بالإجابة عليها مشكورا، ثم تفضل رئيس المركز الدكتور جمال علال البختي بشكر الباحث سمير قدوري على زيارته للمركز وتفضله بوضع الباحثين في صميم هذه التجربة في مجال تحقيق التراث.

 

                                                          إعداد: الباحث منتصر الخطيب

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق