مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

الباحثون بالمركز يحضرون النشاط المنبري: قوانين الشعر عند حازم القرطاجني

– موازنة بين حازم القرطاجني (تـ684هـ) وميثم البحراني (تـ679هـ) –

في إطار نشاطه المنبري الثاني نظم مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات والبحوث اللغوية والأدبية بتطوان التابع للرابطة المحمدية للعلماء محاضرة في موضوع: “قوانين الشعر عند حازم القرطاجني”-موازنة بين حازم القرطاجني(تـ684هـ) وميثم البحراني(تـ679هـ)- ألقاها الدكتور “محمد الحافظ الروسي” أستاذ البلاغة والنقد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة عبد الملك السعدي بتطوان يومه الإثنين 20 رجب 1433هـ موافق 11 يونيو 2012م على السادسة مساء بمقر المركز.

 

في كلمته التقديمية تحدث الدكتور محمد المعلمي عن شخصية المحاضرة وهوالأديب والناقد “حازم القرطاجني” ذاكرا نسبه ومولده وشيوخه في العلم -ومن أهمهم “أبو علي الشلوبين” الذي كان أيضا من شيوخ “ابن أبي الربيع السبتي” الذي يحمل المركز المنظم اسمه- و مؤلفاته التي أشهرها المقصورة ومنهاج البلغاء ومنظومته الميمية في النحو، ليعرج بعدها على شخصية المحاضر الدكتور “محمد الحافظ الروسي” منوها بإنتاجه العلمي والأدبي الغزير خاصة ما يتعلق بشخصية المحاضرة حيث يشهد له هذا الإنتاج أنه أعرف الناس بحازم القرطاجني، وأنه أجدر من يحاضر عنه وأنه قد شهد له شيوخ النقد والبلاغة بالتميز في موضوع أطروحته.
وفي بداية محاضرته وبعد كلمة الشكر التي قدمها للمركز وللحضور العلمي الوازن من العلماء والأساتذة والباحثين، تطرق الدكتور المحاضر للحديث عن الموازنة بين حازم القرطاجني وميثم البحراني من خلال إهتماماتهما العلمية فحازم القرطاجني فقيه مالكي وميثم البحراني فقيه  شيعي إمامي، الأول من كبار بلاغي أهل السنة والثاني من كبار بلاغي الشيعة الإمامية، وكانا متعاصرين، واشتغلا بالمنطق والفلسفة(العلوم الحكمية)، وبالبلاغة.

 

ثم انتقل إلى الحديث عن مشروع كل واحد منهما فحازم القرطاجني كان مشروعه إتمام قوانين أرسطو ليستفاد منها في التأصيل للشعر العربي، ومع الإدراك بأن هذه القوانين على ضربين  قانون عام للشعر المطلق (= يهتم به المناطقة) وقانون خاص جزئي(= يهتم به علماء الشعر من البلاغيين والعروضيين) فحازم القرطاجني – يقول المحاضر- جمع بين القانونين بناء على قاعدتين جعلهما أساسا لنظريته وهما:
– احتياج القوانين الجزئية للقوانين الكلية.
– التسليم بتفوق الشعر العربي.
ومن ثم فإن حازم القرطاجني قد سلم مما وقع فيه ابن رشد في كتاب الخطابة، وإلى جانب إتمامه لمشروع أرسطو، سيتم أيضا مشروع ابن سينا/ الفارابي، وهو المشروع الذي تميز بـ:
– الإلتزام بقواعد الظاهرة
– البحث في قوانين الظاهرة.
وفي هذا السياق استعرض كيفية وضع حازم القرطاجني هذه القوانين عبر التساؤل عن كيفية صدور الشعر عن الذات الشاعرة؟ وكيف تظهر الذات الشاعرة نفسها، وكيف يتم نبوغها؟ وكيف تتألف القصيدة وينشأ الشعر؟ موردا أيضا في نفس السياق المصطلحات النقدية التي تم استعمالها من قبله كالقوة الحافظة/المائزة/ الصانعة/ الذاكرة/ الخازنة/ الناظمة. موازنا في ذلك بين ألفاظ النقد بين حازم القرطاجني وميثم البحراني.

وبخصوص ميثم البحراني تحدث الأستاذ المحاضر عن  عقيدة العصمة (عصمة الإمام) كما يعتقدها ميثم وكيف أنها وقفت به في جانب النقد موقفا نقله إلى مجرد التلخيص دون الإبداع لأن كلام المعصوم لا ينتقد في معتقده ، وأن كلامه صادر عن الكمال الإنساني بحسب عبارة ميثم نفسه، ومن ثم فقد كانت براعة ميثم براعة اختصار وليست براعة إبداع كما هي عند حازم القرطاجني.
هذا وقد عرفت المحاضرة بعد انتهائها إغناء نوعيا من حيث التدخلات التي تقدم بها السادة العلماء والأساتذة.
وفي ختام المحاضرة تحدث الدكتور محمد المعلمي  عمّا سجله من خلال تتبعه لما كتب حول حازم القرطاجني من دراسات، ليؤكد على أن الرجل كان رساليا ويحمل مشروع دولة على مستوى التربية والتكوين والتأصيل للقيم، ومن ثم وجب النظر إلى تراثه وتراث أمثاله في مثل هذه المحافل إلى هذا الجانب كيما تعود الأمة إلى رحاب رشدها المنهجي والقيمي وتتربع خيرتها المفقودة.

إعداد الباحث: يوسف الحزيمري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق