مركز الدراسات القرآنيةقراءة في كتاب

الاختلاف في القراءات

كتاب «الاختلاف في القراءات» لمؤلفه أحمد البيلي، طبع الكتاب بدار الجيل ـ بيروت – و الدار السودانية للكتب ـ الخرطوم-. ط الأولى سنة 1408هـ/1988م، كما طبع الكتاب بمكتبة وهبة طبعة ثانية سنة 2012م، يقع في 468 صفحة.

أصل الكتاب رسالة علمية بعنوان: (القراءات الشاذة في سورتي الفاتحة والبقرة) نال بها المؤلف (د. أحمد البيلي) درجة الماجستير من كلية الآداب بجامعة الخرطوم.

وقد تضمن الكتاب تمهيدا وعشرة فصول وملحق وخاتمة، وقد حاول المؤلف في التمهيد إعطاء صورة للقارئ عن كيف أنزل القرآن؟  وكيف تلقى جبريل عليه السلام القرآن؟ وكيف تلقاه منه النبي صلى الله عليه وسلم؟ كما تعرض لظاهرة الوحي، أما الفصول العشرة، فإن الأربعة منها تعتبر كالتمهيد أيضا للفصول الستة الأخيرة، التي تعتبر لب الرسالة ومحورها الذي تدور عليها؛ وهو (بيان طبيعة الاختلاف بين القراءات المتواترة والقراءات الشاذة).

وقد جاء الفصل الأول والموسوم بـ (القراءات قبل توحيد الرسم)، لبيان حال القراءات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والخليفتين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.  كما تعرض المؤلف لحديث «أنزل القرآن على سبعة أحرف» مبينا آراء العلماء في مضامينه، مؤكدا أنه لم يطرأ على تعدد القراءات جديد في عهد الخليفتين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ولكن الذي طرأ هو جمع المصحف في صعيد واحد لأول مرة في تاريخ القرآن.

أما الفصل الثاني فخصص للحديث عن القراءات بعد توحيد الرسم، حيث تضمن خمسة مباحث بين المؤلف فيها الدواعي التي اقتضت توحيد رسم المصاحف في خلافة عثمان رضي الله عنه، وطريقة تكوين اللجنة التي كلفت بإنجاز العمل، مع ذكر الأسباب التي دعت لذلك.

وقد قصر الفصل الثالث للحديث عن القراءات المتواترة، حيث تضمن تسعة مباحث بيّن فيها ماهية السند المتواتر، مقارنا بين السند عند علماء القراءات والسند عند علماء السنة، ثم تحدث عن كيفية تلقي القراءات، موضحا أركان وشروط القراءة القرآنية التي تعتبر حجة في إثبات الأحكام الفقهية، مع ذكر أئمة القراءات المتواترة، والأسباب التي دعت إلى تعين هؤلاء الأعلام دون غيرهم، موضحا أن لا علاقة  علمية أثرية بين «القراءات السبع» والأحرف السبعة التي نص عليها الحديث النبوي الصحيح، وإنما هو اختيار مصادفة من ابن مجاهد ـ رحمه الله ـ. كما تعرض المؤلف لمواقف بعض الفقهاء من القراءات المتواترة، محاولا الرد عليها.

في حين اشتمل الفصل الرابع الذي عني بالقراءات الشاذة على ستة مباحث؛ بين فيها الفرق بين الشذوذ في اللغة والاصطلاح،  مقسما القراءات القرآنية الشاذة إلى ثلاثة أقسام، ثم ترجم لأبرز أعلامها، موضحا ما ذهب إليه العلماء في جواز الاستدلال بالقراءة الشاذة في مجال الدراسات اللغوية، مع ذكر اختلاف مذاهب الأئمة في جواز الاحتجاج بها في ميدان الأحكام الفقهية، وكذا صحة الاستدلال بها على الحدث التاريخي بشرط ألا تتناقض مع القراءة المتواترة..، بالإضافة إلى ذكر اختلاف الفقهاء في القراءة بالشاذ في الصلاة وخارجها.

أما الفصل الخامس فخصص لبيان ما بين المتواتر والشاذ من اختلاف لغوي؛ فالاختلاف قد يكون معنويا كالاختلاف بين القراءة المتواترة ﴿إني جاعل في الارض خليفة﴾ والقراءة الشاذة التي تقرأ ﴿إني جاعل في الارض خليقة﴾، وقد يكون الاختلاف لفظيا لا معنويا، كالقراءة المتواترة في ﴿فول وجهك شطر المسجد الحرام﴾ والشاذة التي تقرأ ﴿فول وجهك تلقاء﴾.

أما الوجه الثالث من وجوه الاختلاف فهو موضوع الفصل السادس الذي اقتصر فيه المؤلف على بيان ثلاث صور من الاختلاف الصوتي المتواتر والشاذ من القراءات؛ الأول: الاختلاف بالإبدال أو القلب أو الإدغام، الثاني: الاختلاف بالإمالة، الثالث: الاختلاف بتقديم الصوت أو تأخيره.

وفي الفصل السابع تحدث المؤلف عن الاختلاف النحوي؛ وهو الوجه الرابع من أوجه الاختلاف، حيث خصص له ثلاثة مباحث: الأول: الأسماء المرفوعة في متواتر القراءات، وجاءت في شواذها منصوبة أو مجرورة، الثاني: الأسماء المنصوبة وجاءت في شواذ القراءات مرفوعة أو مجرورة، الثالث: الأسماء المجرورة وجاءت في شواذ القراءات مرفوعة أو منصوبة.

أما الوجه الخامس من أوجه الاختلاف فهو موضوع الفصل الثامن، الاختلاف الصرفي أو «اختلاف الصيغ» كأن يروى اللفظ في متواتر القراءات مصدرا، ويروى في شواذ القراءات فعلا ماضيا..، وكذا لو روي اللفظ في متواتر القراءات مفردا وفي شواذ القراءات جمعا وهكذا..

وتضمن الفصل التاسع سادس صور الاختلاف؛ وهو الاختلاف بالذكر والحذف، وهذا الاختلاف قائم على أمرين: الأول: أن يكون الاسم مذكورا في القراءة المتواترة، ومحذوفا في القراءة الشاذة، والثاني: أن يكون الاسم محذوفا في القراءة المتواترة، ومذكورا في القراءة الشاذة، ولا يترتب عن ذلك اختلاف في الدلالة ولكن اتفاق تام في المعنى، كما جاء في القراءة الشاذة: (ربنا وابعث في آخرهم رسولاً).

أما آخر صور الاختلاف؛ وهو الاختلاف بالتقديم والتأخير فكان عنوان المبحث العاشر والأخير، وقد ركز فيه المؤلف البحث حول اسم واحد وهو لفظ «الملائكة».

بالنسبة للملحق فقد تضمن ترجمة لمجموعة من أعلام القراءات الشاذة، الذين وردت أسماؤهم في هذا الكتاب، بمن فيهم الذين لم يرد ذكر ترجمة لهم في كتب طبقات القراء وغيرها.. أما الخاتمة فكانت خلاصة لمضامين الكتاب.

إعداد: ذ. رضوان غزالي
باحث بمركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق