مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

الإيمان3

الإيمان3

د/جمال بوشما 

باحث بمركز دراس بن اسماعيل

 

يندرج العمل تحت باب الكمال ،فليس شطرا من الإيمان ولا ركنا من أركانه، ولا أصلا من أصوله؛لأن الإيمان في حدِّه الأشعري هو التصديق بالقلب.

وفسر الإيمان بالتصديق        والنطق فيه الخلف بالتحقيق

وما ورد في الرسالة القيروانية لابن أبي زيد القيرواني من حد الإيمان ، يتفق مع تعريف الإيمان عند الأشاعرة،حسبما بينته شروح علماء القرويين والقيروان.

فيرى العالم المغربي جسوس في شرحه لتوحيد الرسالة أن العمل بالجوارح هو شرط كمال ” على المشهور، ويدل له عطف الأعمال على الإيمان في غير ما آية القرآن كما قيل:

                 لا تدخل الأعمال في الإيمان     لعطفها عليه في القرآن

وتأتي بقية الأدلة في قول المصنف :وأنه لا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة ، وإذا علمت هذا فاعلم أنه وقع في كلام المصنف ما يقتضي أن الإيمان مركب من الثلاثة كما سبق في قوله: فآمنوا بألسنتهم إلخ، ويأتي في قوله:وأن الإيمان قول باللسان وإخلاص بالقلب وعمل بالجوارح ، وما يقتضي أن الإيمان هو التصديق فقط أو مع النطق باللسان وهو قوله هنا:الإيمان بالقلب والنطق باللسان ، فإن قوله والنطق إن قرئ بالرفع اقتضى أن الإيمان هو مجرد التصديق لأن عطفه على الإيمان يقتضي مغايرته له، وإن قرئ بالجر عطفا على قوله بالقلب اقتضى أنه مركب منهما والله أعلم.ولم يتعرض هنا لعمل الجوارح فظاهره أنه ليس شرطا في الإيمان، وما يقتضي أن الأعمال إنما هي شرط كمال فقط كما يأتي في قوله: ولا يكمل قول الإيمان إلا بالعمل ،وعلى أن العمل شرط كمال ينبغي أن يفهم معنى كون العمل من الإيمان ليتفق كلامه بعضه مع بعض ويوافق ما هو الحق عند العلماء ،ويدل له أيضا قوله:ولا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة فافهمه ” شرح توحيد الرسالة ج2ص359.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق