مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

الإيمان2

الإيمان2

 

 

الدكتور جمال بوشما

باحث بمركز دراس بن إسماعيل

 

وفي السنة النبوية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان بقوله عليه الصلاة والسلام:أن تؤمن بالله،وملائكته ،وبلقائه، ورسله،وتؤمن بالبعث” والمعنى أن تصدق،فميز بين ما يندرج تحت الإيمان والإسلام والإحسان.فتبين تمايز مقامات الدين الإسلامي باختصاص كل منها بما يندرج تحتها.

عن أبي هريرة؛ قال:

 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس، فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال “أن تؤمن بالله،وملائكته ،وبلقائه، ورسله،وتؤمن بالبعث ” قال ما الإسلام؟ قال” الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به. وتقيم الصلاة،وتؤدي الزكاة المفروضة. وتصوم رمضان”. قال: ما الإحسان؟ قال “أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”. قال: متى الساعة؟ قال: “ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها. وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم {إن الله عنده علم الساعة}( لقمان34)الآية. ثم أدبر فقال:ردوه فلم يروا شيئا فقال:هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم”[1].

ومن خلال ما تقدم يتبين أن الإيمان يعني التصديق.جاء في اللمع لأبي الحسن الأشعري:” إن قال قائل : ما الإيمان عندكم بالله تعالى ؟ قيل له : هو التصديق بالله ، وعلى ذلك إجماع أهل اللغة التي نزل بها القرآن .

قال الله تعالى : ” وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ” [ إبراهيم : 4 ]، وقال تعالى : ” بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ” [ الشعراء : 195 ] .

فلما كان الإيمان في اللغة التي أنزل الله تعالى بها القرآن هو التصديق ، وقال الله تعالى : ” وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ” [ يوسف : 17 ] أي بمصدق لنا .

وقالوا جميعاً : ” فلان يؤمن بعذاب القبر والشفاعة ” يريدون يصدق بذلك ، فوجب أن يكون الإيمان هو ما كان عند أهل اللغة إيماناً وهو التصديق”[2] .

 وجاء في جوهرة التوحيد:

 

            وفسر الإيمان بالتصديق           والنطق فيه الخلف بالتحقيق

 

و في المرشد المعين:

 

             الإيمان جزم بالإله والكتب          والرسل والأملاك مع بعث قرب

                  وقدر كذا صراط   ميزان          حوض النبي جنــة ونيــران

 

 


– [1] كتاب الإيمان ،باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة،رقم 50.

-[2] اللمع لأبي الحسن الأشعري،تعليق وتقديم الدكتور حموده غرابه،مطبعة مصر 1955. ص123.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق