د/عبد الرحيم السوني
باحث بمركز دراس بن إسماعيل
في اللغة:
الإنابة في اللغة هي الرجوع إلى الله بالتوبة، و«أناب الشخص إلى الله: تاب»[1]. وفى الذكر الحكيم: ﴿مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾[2]؛ أي راجعين إلى ما أمر به، غير خارجين عن شيء من أمره[3].
في القرآن الكريم:
والإنابة في القرآن الكريم وردت مادتها (ن و ب) في ثمانية عشر موضعا معظمها بصيغة الفعل على اختلاف تصريفاته (ماضيا، وأمرا، ومضارعا)، وذلك بمعنى واحد هو الرجوع إلى اللَّه تعالى بالتوبة وإخلاص العمل إليه سبحانه؛ ومن ذلك قوله عز وجل: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَه ُ﴾[4]، وقوله: ﴿فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾[5]. وكذا قوله: ﴿تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنيبٍ﴾[6].
في الحديث:
وفى الحديث النبوي وردت الإنابة أيضا بنفس الدلالة القرآنية، من ذلك حديث بريدة رضي الله عنه: «أتقوله مُرَاءٍ يا رسول اللَّه، فقال: لا، بل مؤمن منيب، بل مؤمن منيب»[7]، وكذلك ما روي من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه: «اللَّهم لك أسلمت، وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت»[8]، ومن حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه أيضا، يرفعه: «رب اجعلني لك، شكارا لك، ذكارا لك رهابا لك، مطواعا لك، مخبتا إليك، أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي وثبت حجتي»[9].
الهوامش:
[1] ـ المعجم العربي الأساسي، ص: 1239.
[2] ـ سورة: الروم، آية: 31.
[3] ـ لسان العرب، 1/775، وانظر المفردات، ص: 508، والمصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، تأليف أحمد بن محمد المقري الفيومي، نشر المكتبة العلمية بيروت، 2/629.
[4] ـ سورة: الزمر، آية: 54.
[5] ـ سورة: ص، آية: 24.
[6] ـ سورة: ق، آية: 8.
[7] ـ أخرجه أحمد في المسند ( 23002) 5/349 ، وهو حديث صحيح.
[8] ـ أخرجه البخارى في كتاب الجمعة (1120) 3/5.
[9] ـ أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات (3551) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن، وأخرجه أبو داود (1510) 2/83 والنسائي في السنن الكبرى (10443)، 6/155.