مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

الإمام مالك

(93هـ = 179 هـ)

             الدكتور عبد الله معصر

         رئيس مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك

 

   هو مالك بن أنس  بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح، وهي بطن من اليمن .

ــ مولده : اختلف في مولد الإمام مالك اختلافا كثيرا، والأشهر أن مولده سنة ثلاث وتسعين للهجرة، نشأ في المدينة في بيئة علمية، حيث كانت المدينة تعج بالعلماء والفقهاء . قال مالك : “كانت أمي تعممني وتقول لي : اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه”.

تفقه بعلماء المدينة ربيعة وابن هرمز وزيد بن أسلم وابن شهاب ونافعا وآخرين .

ــ مكانته العلمية : بلغ الإمام مرتبة عليا في الفقه والحديث، وشهد له بذلك شيوخه:

     1ـ قال فيه ابن هرمز : إنه عالم الناس .

     2ـ وقال له ابن شهاب : أنت من أوعية العلم .

     3ـ وقال سفيان بن عيينة : ما نحن عند مالك؟ إنما كنا نتبع آثار مالك… مالك سيد المسلمين .

     4ـ وقال الشافعي : إذا جاءك الأثر عن مالك فشد به يدك، وقال: مالك بن أنس معلمي، وفي رواية : أستاذي، وما أحد أمن علي من مالك، وعنه أخذنا العلم، وقال: جعلت مالكا حجة فيما بيني وبين الله .

ــ صفاته : بلغ من أدب الإمام مالك مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أتاه الناس خرجت إليهم الجارية، فتقول لهم : يقول لكم الشيخ تريدون الحديث أو المسائل؟ فإن قالوا : المسائل ؛ خرج إليهم فأفتاهم، وإن قالوا : الحديث؛ قال لهم : اجلسوا، ودخل مغتسله فاغتسل وتطيب، ولبس ثيابا جددا ولبس ساجة (ضرب من الملاحف الطيلسان الواسع المدور)، وتعمم ووضع على رأسه طويلة (لباس الرأس)، وتلقى إليه المنصة، فيخرج إليهم وقد لبس وتطيب وعليه الخشوع، ويوضع عود فلا يزال يبخر حتى يفرغ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ــ مصنفاته : صنف الإمام مالك مصنفات عدة :

      1ـ كتاب “الموطأ” وهو أشهرها، ويروى في سبب تأليفه أن أبا جعفر المنصور قال لمالك : ضع للناس كتابا أدلهم عليه، فكلمه مالك في ذلك فقال : ضعه، فما أحد اليوم أعلم منك فوضع “الموطأ” وفي رواية أن المنصور قال له : يا أبا عبد الله ، ضم هذا العلم، ودون كتبا، وجنب فيها شدائد عبد الله بن عمر، ورخص ابن عباس، وشواذ ابن مسعود، واقصد أوسط الأمور وما اجتمع عليه الأئمة والصحابة .

ويحكي الدراوردي قال : كنت نائما في الروضة بين القبر والمنبر، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من القبر متكئا على أبي بكر وعمر، فمضى ثم رجع فقمت إليه فقلت له : يا رسول الله، من أين جئت؟ قال : “مضيت إلى مالك بن أنس فأقمت له الصراط المستقيم”، قال : فأتيت مالكا فوجدته يدون” الموطأ”، فأخبرته بالخبر فبكى .

وقد أثنى العلماء على كتاب “الموطأ” فقال فيه ابن مهدي : “ما  كتاب بعد كتاب الله أنفع للناس من ” الموطأ”، وقال الشافعي : ما في الأرض كتاب أكثر صوابا من كتاب مالك، وقال أحمد بن حنبل : ما أحسن ” الموطأ” لمن تدين به.

كما اعتنى العلماء بالكلام على رجال مالك في ” الموطا” وحديثه وصنفوا في ذلك، من المالكية وغيرهم .

2ـ رسالة الإمام مالك إلى ابن وهب في القدر والرد على القدرية.

3ـ كتابه في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر.

4ـ رسالته إلى آبي غسان محمد بن مطرف في الفتوى.

5ـ رسالته إلى الليث بن سعد في إجماع أهل المدينة .

الذين رووا عن الإمام مالك:

روى عنه من أهل المدينة : معن بن عيسى، وعبدالله بن مسلمة بن قعنب، القعنبي ومطرف بن عبدالله، وعبدالله بن نافع، وإسماعيل بن أبي أويس وغيرهم. ومن أهل مكة : الإمام الشافعي، ويحيى بن قزعة، ومن أهل مصر : عبدالله بن وهب وعبد الرحمن بن القاسم، وعبدالله بن الحكم، ويحيى بن عبدالله بن بكر، وأشهب وغيرهم. ومن أهل العراق : عبد الرحمن بن مهدي البصري، ومحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة، وغيرهم . ومن أهل المغرب والأندلس : زياد بن عبد الرحمن الملقب بشبطون ويحيى بن يحيى الليثي، وغيرهم. ومن أهل القيروان : أسد بن الفرات. ومن تونس : علي بن زياد. ومن أهل الشام : عبد الأعلى بن مسهر الغساني وغيره .

وفاته : ما عليه الجمهور من أصحابه ومن بعدهم من الحفاظ وأهل علم الأثر أنه توفي سنة تسع وسبعين ومائة.

من مصادر ترجمته: ترتيب المدارك1/ 89 و الأعلام 5/ 257 وسير أعلام النبلاء 7/ 150 و الفكر السامي ص 310)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق