مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

الإمام العلامة أحمـــــــــد بن أحمد الشقانصي وجهوده في علوم القرآن من خلال مؤلفاته(ت 1228-1235هـ)

المطلب الثاني

 أسرته وشيوخه وتلامذته:

أولا : أسرته:

لم تشر المصادر التي ترجمت للشقانصي على قلّتها إلى شيء من أخبار عائلته، غير أنه ذكر شذرات من أخبارها -أي عائلته- في كتبه خاصة كتابه عمدة المقرئين.

من ذلك إشارته إلى أن والده أحمد الشقانصي توفي إلى رحمة الله في العاشر من صفر سنة 1181هـ[6]، واقتصر على ذلك دون ذكر لمكانة والده العلمية أو وظائفه.

كما ذكر أن أحد أبنائه توفي وهو صغير ابن عشرة أعوام، وأنه كان من الصبيان الموفّقين والأطفال المطيعين، حافظا للقرآن الكريم[7]. كما ذكر أنه قد توفيّ له أولاد قبله وبعده[8].

ثانيا : شيوخه:

باستقراء وتتبع كتب الإمام الشقانصي، نجدُ أنّه ذكر مجموعة من شيوخه وأساتذته، منهم:

  • أحمد بن منصور التلمساني (لجزائري)[9]:

الفقيه، المقرئ المجوّد، الجزائري دارا ومسكنا ووفاة، قرأ عليه وأجازه بالجزائر، وحلّاه الشقانصي بقوله”علم الأعلام، لسان المعاني، وحجّة المباني”.

  • حمودة إدريس (كان حيا بعد 1178هـ)[10]:

محمد شهر حمودة بن محمد إدريس الحسني الشريف التونسي، أبو عبد الله من علماء القراءات، أخذ عن الشيخ محمد الحرقافي المقرئ الصفاقسي نزيل تونس وتلميذ الشيخ علي النوري وأخذ عن غيره، وعنه أخذ القراءات أحمد بن أحمد الشرفي الصفاقسي.

له نظم في أوجه “الآن”، ولا سيّما إن ركبت مع آمنتم أو آمنت، وذلك على رواية الأزرق عن ورش.

  • مسعود الشيباني، أبو البركات (الجزائري)[11]:

أبو البركات، مسعود الشيباني، الفقيه المدرس، المحدث، جزائري الأصل، له تأليف في المنطق سمّاه “كشف اللثام”، حلاه الشقانصي بـقوله: “الشيخ الأجل، الهمام الأجمل، الفقيه الأعدل، المحدث الأكمل”.

  • محمد قاره باطاق، أبو عبد الله[12]:

محمد بن مصطفى المعروف بقاره باطاق، الحنفي التونسي، من علماء القراءات.

حفظ القرآن العظيم في حال صغره، وجوّده بالسبع والعشر على الشيخ حمودة العامري، وعلى الشيخ رمضان القدري، وقرأ على الشيخ محمد زيتونة، وأحمد برناز، وأحمد الطرودي، الحنفي، وأحمد بن محمد التونسي، وأبي القاسم الجبالي، تصدر لتدريس التجويد بجامع الزيتونة، واستفاد منه الناس، ثم رتبه الأمير حسين بن علي باي بجامع محمد باي جوار مقام الشيخ محرز بن خلف، توفي سنة 1197هـ.

من تصانيفه: “تحفة البررة بقراءة الثلاثة المتممين للعشرة”. و”الجواهر النضرة والرياض العطرة في متواتر القراءات العشرة”، مدحه علماء عصره.

  • هاشم بن محمد المغربي[13]:

عالم من علماء تركيا، قدم على تونس سنة 1180هـ، وألقى دروسا بالجامع الأعظم في القراءات والحديث، وختمَ عليه الشقانصي القرآن الكريم بالعشر الكبيرة من طريق الشاطبية، والنشر والتقريب لابن الجزري، وذلك في الثاني من رجب سنة 1180هـ، في حفل بهيج أقيم بجامع الزيتونة.

ثالثا : تلامذته:

كما هو حال شيوخه، لم تذكر المصادر تلامذته، مما استدعى استقراء كتبه للظفر بأسمائهم، نذكر منهم:

  • قاسم بن محمد الدهماني[14]:

يظهر ذلك من خلال تقريظه لكتاب شيخه الشقانصي المسمى “الشهب الثواقب والسيوف الهندية في كفر من تعمّد وقصد بغير نقل وعجز تحريف كلام خالق البرية”، حيث قال: “وبالجملة فشيخنا الشيخ الفقيه أحمد الشقانصي القرشي المؤلف المذكور، خاتمة المقرئين والمحققين بقطرنا إفريقية، لا يضاهيه أحد في حفظه وإتقانه واطلاعه وتمسّكه بالنقل والأثر، فيما يتعلق بالآيات القرآنية”.

  • علي ربّان الحنفي[15]:

قرأ على الشقانصي بتونس، ذكره الشقانصي بجميل الثناء على شخصه وعلمه، وقد كانت بينهما مراسلة حول مسائل في علم التجويد، أجاب عليها الشقانصي في كتابه الأجوبة المدققة، ووصفه بأنه “الشيخ الأجل، والهمام الأكمل، العلم الأشمل، الفقيه النبيه المدرس الأعدل..”.

  • محمد قلالة[16]:

ذكره قاسم بن حمد الدهماني أثناء تقريضه لكتاب شيخه “الشهب الثواقب”، فقال ذاكرا لقصيدة مدح فيها قلالة شيخه الشقانصي: “ولله در تلميذه المكرم الأجل الوجيه القارئ المقرئ المدرس الفقيه أبي عبد الله محمد قلالة القيرواني…”.

ومحمد قلالة نشأ بالقيروان، وأخذ عن علمائها، ومنهم الشقانصي، ثم طلب العلم بجامع الزيتونة، ليعود بعدها إلى القيروان مشتغلا بالتدريس والتوثيق، كما قرّظ الشعر[17].

استقدمه الأمير حمودة باشا من القيروان إلى حاضرة تونس، وكلّفه بالكتابة في قلم الإنشاء، وهي خطة مرموقة في ذلك العهد، فاشتهر وأصبح من نبهاء الكتاب والشعراء، فقرّبه الأمير”[18].

الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

ذ.عبد الرحيم ناشط

باحث مختص في الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق