مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةمفاهيم

الإلحاحُ في الخير، والإصْرار في الشّرّ

-1الإِلْحاحُ مثل الإِلْحافِ. وأَلَحَّ عليه بالمسأَلة وأَلَحَّ في الشيء كثر سؤالُه إِياه كاللاّصق به. وأَلَحَّ على الشيء أَقبل عليه لا يَفْتُرُ عنه وهو الإِلحاحُ، وامرؤٌ مِلْحاحٌ مُدِيمٌ للطلب، ورَحى مِلْحاحٌ على ما تطْحَنُه، وأَلَحَّ السّحابُ بالمَطَر دامَ؛ قالَ امرؤ القَيس:
دِيارٌ لسَلْمى عافِياتٌ بذي خالِ /// أَلَحَّ عليها كلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ
وسحابٌ مِلْحاحٌ دائم وأَلح السحابُ بالمكان أَقام به، وامرؤٌ ملحاحٌ في الدّعاءِ كَثيرُ الدّعاء لا يَفتُرُ،والعَبْدُ الملحاحُ في دُعاءِ الخيرِ مَحمودٌ.
-2أمّا الإصْرارُ فمَعْناه الإرصادُ، والغالبُ فيه أن يُستعمَلَ للدّلالَة على مَعانٍ غير مَحمودةٍ، لا صغيرة مع إِصرار، والإِرْهاصُ على الذَّنب الإِصْرارُ عليه؛ فمَن أصرَّ على صغيرةٍ كبُرَت الصّغائرُ فاقترَبَت من الكَبائرِ، والإِصرارُ يَكونُ في باب المعاصي فهو إصرارٌ عَلَيْها، وكلُّ شَيءٍ من المَعاصي يُضْمِرُه صاحبُه ويُصِرُّ عليه فإِنما هو الإِصرارُ وإِنْ لم يَعْمَلْه؛ ومنه قوله تعالى: «ولم يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وهم يَعْلَمُونَ».
قالَ ابنُ مَنظور: أصَرَّ على الذّنب لم يُقْلِعْ عنه؛ وفي الحَديث:[ما أَصَرَّ من استغفر] أَصرَّ على الشيء يُصِرُّ إِصْراراً إِذا لزمه ودَاوَمه وثبَتَ عليه وأَكثرُ ما يُستعمَلُ في الشّرِّ والذُّنوب -هكذا قالَ ابنُ منظور باللّفظ-، يعني من أَتبع الذنب الاستغفار فليس بِمُصِرٍّ عليه وإِن تكرَّر منه وفي الحديث ويلٌ لِلْمُصِرِّين الذين يُصِرُّون على ما فعلوه وهُمْ يَعلمونَ. وقال البيهقيّ في شُعَب الإيمان: قال ابن عباس : «كلُّ ذنب أصرَّ عليه العبدُ كبيرٌ وليس بكبيرٍ ما تابَ عنه العبدُ«
وفي معرفَة الصّحابَة لأبي نُعَيْم الأصبهانيّ [باب مَن اسمه حصين]: قالَ حَرملَةُ للنبيّ صلّى الله عليْه وسلّمَ: يا رَسولَ الله، إنّ لي إخواناً مُنافقينَ، كنتُ فيهم رأساً أفَلا أدُلّكَ عليهم؟ فَقالَرَسول الله صلى الله عليه وسلمَ: «مَن جاءَنا كَما جِئْتَنا اسْتغفَرْنا لَه كَما اسْتغفرْنا لَكَ، ومَن أصَرّ على ذلكَ فالله أوْلى به، ولا تَخْرِقْ عَلى أحَدٍ سِتْراً»

-1 الإِلْحاحُ مثل الإِلْحافِ. وأَلَحَّ عليه بالمسأَلة وأَلَحَّ في الشيء كثر سؤالُه إِياه كاللاّصق به. وأَلَحَّ على الشيء أَقبل عليه لا يَفْتُرُ عنه وهو الإِلحاحُ، وامرؤٌ مِلْحاحٌ مُدِيمٌ للطلب، ورَحى مِلْحاحٌ على ما تطْحَنُه، وأَلَحَّ السّحابُ بالمَطَر دامَ؛ قالَ امرؤ القَيس:

        دِيارٌ لسَلْمى عافِياتٌ بذي خالِ /// أَلَحَّ عليها كلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ

وسحابٌ مِلْحاحٌ دائم وأَلح السحابُ بالمكان أَقام به، وامرؤٌ ملحاحٌ في الدّعاءِ كَثيرُ الدّعاء لا يَفتُرُ،والعَبْدُ الملحاحُ في دُعاءِ الخيرِ مَحمودٌ.

-2 أمّا الإصْرارُ فمَعْناه الإرصادُ، والغالبُ فيه أن يُستعمَلَ للدّلالَة على مَعانٍ غير مَحمودةٍ، لا صغيرة مع إِصرار، والإِرْهاصُ على الذَّنب الإِصْرارُ عليه؛ فمَن أصرَّ على صغيرةٍ كبُرَت الصّغائرُ فاقترَبَت من الكَبائرِ، والإِصرارُ يَكونُ في باب المعاصي فهو إصرارٌ عَلَيْها، وكلُّ شَيءٍ من المَعاصي يُضْمِرُه صاحبُه ويُصِرُّ عليه فإِنما هو الإِصرارُ وإِنْ لم يَعْمَلْه؛ ومنه قوله تعالى: «ولم يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وهم يَعْلَمُونَ».

قالَ ابنُ مَنظور: أصَرَّ على الذّنب لم يُقْلِعْ عنه؛ وفي الحَديث:[ما أَصَرَّ من استغفر] أَصرَّ على الشيء يُصِرُّ إِصْراراً إِذا لزمه ودَاوَمه وثبَتَ عليه وأَكثرُ ما يُستعمَلُ في الشّرِّ والذُّنوب -هكذا قالَ ابنُ منظور باللّفظ-، يعني من أَتبع الذنب الاستغفار فليس بِمُصِرٍّ عليه وإِن تكرَّر منه وفي الحديث ويلٌ لِلْمُصِرِّين الذين يُصِرُّون على ما فعلوه وهُمْ يَعلمونَ. وقال البيهقيّ في شُعَب الإيمان: قال ابن عباس : «كلُّ ذنب أصرَّ عليه العبدُ كبيرٌ وليس بكبيرٍ ما تابَ عنه العبدُ«

وفي معرفَة الصّحابَة لأبي نُعَيْم الأصبهانيّ [باب مَن اسمه حصين]: قالَ حَرملَةُ للنبيّ صلّى الله عليْه وسلّمَ: يا رَسولَ الله، إنّ لي إخواناً مُنافقينَ، كنتُ فيهم رأساً أفَلا أدُلّكَ عليهم؟ فَقالَرَسول الله صلى الله عليه وسلمَ: «مَن جاءَنا كَما جِئْتَنا اسْتغفَرْنا لَه كَما اسْتغفرْنا لَكَ، ومَن أصَرّ على ذلكَ فالله أوْلى به، ولا تَخْرِقْ عَلى أحَدٍ سِتْراً»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق