الرابطة المحمدية للعلماء

“الإعلام وتغطية الإرهاب” في ندوة علمية بالبيضاء

د. أحمد عبادي: نحتاج إلى عملية “إنصاف ومصالحة كونية” لمعالجة ظاهرة “الإرهاب”

انتهت أشغال ندوة وطنية حول “الإعلام وتغطية الإرهاب”، المنظمة في الدار البيضاء، يوم الجمعة الماضي، من طرف “مركز حرية الإعلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، (انتهت) إلى الدعوة لأن يكون دور كل من الدولة والإعلام واضحا في علاقته بظاهرة “الإرهاب”، في إشارة إلى أن الإعلام ينحصر دوره في تمكينه من المعلومة المتعلقة بهذه الظاهرة لينقلها بكل شفافية ومسؤولية ووطنية إلى الرأي العام.

وجاءت هذه الخلاصة في سياق آخر محور تطرق إليه سعدي السلمي، المدير التنفيذي لمركز “حرية الإعلام”، تحت عنوان: “الدولة والإعلام: النزاعات، وطبيعة الأدوار”.

وفي السياق ذاته، دعا أحمد عبادي، أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء، وأستاذ باحث، خلال الندوة إلى ما أسماه “عملية إنصاف ومصالحة كونية” لمعالجة ظاهرة “الإرهاب”، وقال عبادي في عرضه إن تفجيرات 16 ماي، التي استهدفت مواقع في الدار البيضاء جعلته يبحث في مجموعة من الأشرطة والكتب المغذية للتطرف، وانتهى به المطاف إلى التوقف عند ثماني “مظلمات” واقعية توظف لاستقطاب المتطوعين لتنفيذ العلميات الإرهابية، بعد أن يخلطها منظرو “الإرهاب” بأمور “شرعية واعتقادية وغيبية” دون مراعاة “دور السياق في تنزيل الأحكام” وحدد الدكتور عبادي هذه “المظلمات” في أن العالم الإسلامي عانى الاستعمار طيلة عقود، وأن بريطانيا فكرت يوما وقررت زرع الكيان الإسرائيلي وسط أرض إسلامية، ووجود معايير مزدوجة، وغياب العدل لدى المنتظم الدولي، وخلق كوكتيل عراقي فلسطيني بوسني سوداني يجسد استمرار معاناة العالم الإسلامي ودونيته، واستلاب ثروات هذا العالم، إضافة إلى أدمغته البشرية، والتآمر على الخلافة الإسلامية العثمانية، وإن كان المغرب غير معني بهذا الأمر، فإنه حاضر بشكل أو بآخر، وإهانة الإنسان العربي والمسلم في الأفلام والأدبيات وثامن هذه “المظلمات” حسب عبادي، الاستبداد والغموض في كثير من الأنظمة العربية والإسلامية.

وساهم في تأطير هذه الندوة بإلقاء العروض ومناقشتها كل من جمال الدين ناجي، كرسي اليونسكو في الاتصال العمومي والجماعي، وتطرق في مداخلته إلى تحليل التغطية الإعلامية للإرهاب (قراء نقدية لبعض النماذج)، ومحمد ظريف، أستاذ جامعي، الذي تناول في حديثه موضوع “السياسات العمومية لمواجهة الإرهاب في المجال الديني والأمني”، فيما اكتفى عبد العالي المعلمي منسق اللجنة المركزية لحقوق الإنسان المواطنة بوزارة التربية الوطنية ، بعرض شريط مصور حول “إصلاح التعليم ومحاربة التطرف”، أما محمد البشير الزناكي، خبير إعلامي، فتطرق إلى “العناصر النظرية للمعايير المهنية والمبادئ الأخلاقية للتغطية الإعلامية للإرهاب”.

إلى ذلك ساهم في أشغال الندوة الوطنية نفسها بإلقاء شهادات حول تغطية “الإرهاب” كل من مصطفى الخلفي، مدير نشر يومية “التجديد”، ومحمد حفيظ، مدير أسبوعية “الحياة”، ومحمد الشنوني، مدير مكتب الدار البيضاء لوكالة المغرب العربي للأنباء، وأحمد بنشمسي، مدير نشر مجلة “تيل كيل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق