الرابطة المحمدية للعلماء

الإسهام المغربي المعاصر في إحياء التراث الإسلامي

د. عبد اللطيف الجيلاني: مركزنا  هو مواصلة للمسيرة العلمية التي بدأها طائفة من علماء المغرب الكبار في مجال إحياء التراث

قال الدكتور عبد اللطيف الجيلاني، رئيس مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء بالرباط، في حوار مباشر على موقع الرابطة يوم الخميس الماضي 15 يناير 2009، إن “الاهتمام بتراث الأمة واجب بل من آكد الواجبات؛ لأنه لا انطلاق إلا من الأصل، ولا نهضة إلا بالرجوع إلى الذات”.

ويضيف “الجيلاني”، يعمل حاليا أستاذا بشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية  بجامعة الحسن الثاني (عين الشق) بالدار البيضاء، قائلا: ” ينبغي الاستفادة من التراث في اكتساب الآليات والأسس التي تضمن لنا اجتهادا ناجعا، ورؤية علمية واضحة تستطيع الإجابة عن السؤالات الراهنة في شتى القضايا المرتبطة بالوحي والإنسان والكون”.

وتساءل بعض زوار موقع الرابطة، الذي تابعوا الحوار الحي مساء الخميس الماضي، عن دواعي تأسيس مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط، فأجاب الدكتور عبد اللطيف الجيلاني بأن تأسيس هذا المركز جاء لمواصلة المسيرة العلمية التي بدأها طائفة من علماء المغرب الكبار في مجال إحياء التراث، وأن المركز وضع على عاتقه مسؤولية الاهتمام بالتراث الفقهي المالكي والمغربي على وجه الخصوص.

ولأجل هذا، يضيف ضيف الحوار الحي، وضع مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء برنامجا عمليا يرتكز على إشراك الباحثين المتخصصين في مشاريعه العلمية، وهو يرحب بجميع من يريد أن يتعاون معه من الباحثين الذين لديهم الكفاءة اللازمة والقدرة على إنجاز أعمال علمية تتماشى مع اهتماماته وتطلعاته.

وعن سؤال حول ضرورة إعادة النظر في كثير من الأعمال العلمية التي حققها المغاربة الأوائل المهتمين بإحياء التراث، أجاب “الجيلاني” بأن المغرب قد أنجب بالفعل باحثين لامعين منهم الأستاذ الكبير محمد بن تاويت الطنجي، والأستاذ عبدالله كنون، والأستاذ الوزير محمد الفاسي، والأستاذ الدكتور محمد بنشريفة، والأستاذ سعيد أعراب، والدكتور محمد حجي، موضحا في هذا الباب بأن ما يمكن أن يعتري بعض تحقيقاتهم من هنات وقصور هو راجع بالأساس إلى مشكلة استيفاء جمع نسخ الكتاب المخطوطة من الخزائن، واختلاف مناهج التحقيق عندهم، علاوة على ضعف التنسيق بين المحقق والناشر في معظم الأحيان.

وتطرق الدكتور الجيلاني إلى دوافع اهتمام المستشرقين بالتراث العربي الإسلامي قائلا إن ذلك راجع إلى إدراكهم لأهمية التراث الإسلامي وما سبقت إليه الحضارة الإسلامية في مجالات علمية كثيرة، بالإضافة إلى وجود تشجيع كنسي أملته الأفكار الإمبريالية بأوروبا التي كانت تروم آنذاك اكتشاف الثقافة الإسلامية، والتوسع في أراضي المسلمين.

وما زال هناك اهتمام متزايد، يضيف الجيلاني، في الجامعات والمؤسسات الإسبانية بتحقيق النصوص التراثية المغربية الأندلسية، مثل المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، ومعهد التعاون مع العالم العربي بمدريد الذي نشر نصوص تراثية مهمة في العقدين الأخيرين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق