الرابطة المحمدية للعلماء

الإسلام والغرب.. هل هناك آفاق حوار جديد..؟

الانتشار الواسع للإسلام عبر العالم غير كليا الشكل التقليدي لعلاقاته مع الغرب

اختتمت بالرباط، أشغال الندوة الدولية التي نظمها مركز طارق بن زياد للأبحاث والدراسات بالتعاون مع المؤسسة الألمانية كونراد أديناور في المغرب، حول موضوع: “الإسلام والغرب نحو آفاق حوار جديد” بمشاركة مفكرين وباحثين من المغرب، ومصر، وتونس، وألمانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة.

وقد تمحورت أشغال هذه الندوة التي استمرت ليومين حول مناقشة آفاق العلاقة بين الإسلام والغرب على ضوء الأحداث المستجدة وإشكالية تجديد الخطاب الديني في العالم الإسلامي، خاصة في المجال السياسي، وذلك وفق محاور تهم “تجديد الفكر الديني”، و”العلاقة بين الديني والسياسي: اتصال أم انفصال”، و”الإسلام والغرب: نحو آفاق حوار جديد”.

وأوضح مدير مركز طارق بن زياد، السيد حسن حافظي علوي، في كلمة الافتتاحية للندوة، أن طرح هذا الموضوع مجددا أملته عودة المواجهة من خلال تيارات تغذي الحقل السياسي في الغرب للتشكيك في ولاء مسلمي الغرب لبلدان الإقامة وممارسات استفزازية بالغرب (الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتشويه صورة الإسلام، والاستفتاء الذي يحظر بناء المآذن في سويسرا وغيرها).

وقال إنه “لا يجب اختصار العلاقة بين الإسلام والغرب في الصراع الذي يراه البعض حتميا”، مؤكدا على وجود “ترابط بين غلو الغرب وتحيزه ضد القضايا الإسلامية واشتداد عود التطرف”، وعلى الحاجة “لتوسيع رقعة مشتركة وتذويب الخلافات على أساس المساواة والعدل وتشجيع الحوار” بين الجانبين.

وأضاف السيد حافظي علوي أن هذه الندوة تشكل استمرارية لمنهج المركز في التعاطي مع قضايا الشأن الديني منذ أحداث 11 شتنبر 2001 عبر إشراك أكبر قدر من الاتجاهات الفكرية لتدارس الإسلام في علاقاته بالقوى السياسية المحلية وكذا بالغرب.

 ومن جانبه، أشار الممثل الإقليمي لمؤسسة كونراد أديناور في المغرب، السيد طوماس شيلر، إلى تجذر الإسلام في العديد من الدول الأوروبية منذ مئات السنين، داعيا لتجاوز الاتجاه السائد نحو المقابلة بين “الإسلام والغرب” و”المسيحية والعالم العربي” لأن الإسلام أو المسيحية كديانتين لايمكن حصرهما في رقعة محددة.

وفي ختام هذه الندوة أجمع كافة المتدخلين أن الانتشار الواسع للإسلام عبر العالم وخاصة في الغرب، غير كليا الشكل التقليدي للعلاقات بين الإسلام والعالم الغربي. وأن العلاقة بين المشرق والمغرب اليوم لا يمكن اختصارها في المواجهة، خاصة في ظل تشابك المصالح الاقتصادية في العالم متعدد الأقطاب الذي بدأ ينبعث في الوقت الراهن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق