مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

الإرشاد إلى تقريب الاعتقاد

إعداد:

الدكتور عبد الله معصر، رئيس مركز دراس بن إسماعيل

الدكتور مولاي إدريس غازي، باحث بمركز دراس بن إسماعيل.

(الايمان) بنقل حركة همزة إيمان للام التعريف، وحذف همزة الوصل لتحرك ما بعدها بناء على الاعتداد بالعارض وهو قليل، وارتكبه الناظم في مواضع من هذا الرجز، وهو لغة التصديق، وشرعا تصديق النبي صلى الله عليه وسلم فيما علم بالضرورة مجيئه به من عند الله تعالى إجمالا، قاله السعد وغيره.

 والمراد بالتصديق فيما ذكر: الإذعان والقبول لحكم المخبر لا مجرد نسبة الصدق إلى الخبر أو المخبر من غير إذعان وقبول،  وقد صرح بذلك الغزالي وغيره، وهذا هو التصديق عند المناطقة، فقد صرح ابن سينا رئيسهم بأن التصديق المقابل للتصور هو الإذعان والقبول للنسبة، واعتقاد أنها واقعة أو ليست بواقعة، قال السعد وهذا المعنى هو الذي يعبر عنه في الفارسية بكرويدن، إلا أنها في شرح المقاصد لفظة تقتضي القطع مع الإذعان والقبول كما هو المعتبر في الإيمان الشرعي، والتصديق المنطقي يعم القطعي والظني، فالتصديق في تفسير الإيمان وبالمعنى المعبر عنه بكرويدن  أخص منه بالمعنى المنطقي، ولما كان هذا التصديق أمرا قلبيا باطنيا لا اطلاع لنا عليه ناطه الشرع ثبوتا وانتفاء بأمور ظاهرة منظبطة تدل عليه، ففي الثبوت ظبطه بالتلفظ بالشهادتين أو ما في معناه، وفي الانتفاء نيط بظهور أمارات التكذيب كشد زنار اختيارا، وسجود لشمس أو صنم اختيارا، أو استخفاف بنبي أو بالكعبة ونحو ذلك، فلابد في حكمنا بالإيمان على شخص من التلفظ أو ما في معناه، وانتفاء الإمارات المذكورة، ثم إنه قد اختلف جواب الشيخ أبي الحسن في تفسير هذا التصديق، فأجاب مرة بأنه المعرفة بوجود الباري تعالى وإلهِيَتِه وقدمه وغير ذلك، وأجاب مرة بأنه قول في النفس غير أنه يتضمن المعرفة ولا يصح دونها، وارتضى القاضي الباقلاني الثاني لأن التصديق والتكذيب بالأقوال أجدر، وكذا ارتضاه إمام الحرمين في الإرشاد، فقال: التحقيق أن التصديق كلام النفس ولكن لا يثبت إلا مع العلم، فإنا أوضحنا أن كلام النفس يثبت على حسب الاعتقاد، قال ابن أبي شريف: ويحتمل أنه المجموع من المعرفة وذلك الكلام النفسي اهـ.

شرح العالم العلامة البحر الفهامة شيخ الشيوخ سيدي محمد الطيب بن عبد المجيد المدعو ابن كيران المولود سنة 1172هـ المتوفى بمدينة فاس 17 محرم سنة 1227 على توحيد العالم الماهر سيدي عبد الواحد بن عاشر قدس الله سرهما آمين، ص: 121- 122.

(طبع على نفقة الحاج عبد الهادي بن المكي التازي التاجر بالفحامين)

مطبعة التوفيق الأدبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق