مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةدراسات عامة

الإبـاضـية : التعريف-النشأة- الاعتقادات- انتشارها بالغرب الإسلامي

 

التعريف:

     يقول الدكتور عبد العزيز المجدوب:«الإباضية إحدى فرق الخوارج كما هو معروف، تنسب إلى صاحبها عبد الله بن إباض، وهي أكثر هذه الفرق اعتدالا، وأخفها أحكاما على مخالفيها، وألينها مبادئ، فلا غرابة أن نراها باقية إلى اليوم ولها أتباعها ومريدوها في المشرق والمغرب من العالم العربي الإسلامي، ونرى سواها من فرق الخوارج قد بادت، حيث إنها لم تضمن لنفسها أسباب البقاء».[الصراع المذهبي بإفريقية إلى قيام الدولة الزيرية-عبد العزيز المجدوب-دار ابن حزم-بيروت-الطبعة الأولى/2008-ص:118]، وقد ذكر الشيخ أبو الحسن الأشعري من فرقهم: الحفصية واليزيدية وأصحاب حارث الإباضي، وأصحاب طاعة لا يراد الله بها على مذهب أبي الهذيل، ثم تفرع عن هذه الفرق أصناف وفرق أخرى [- مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين- تحقيق: أحمد جاد- دار الحديث-القاهرة/2009- ص:66-67] 

النشأة:

     يقول سعد رستم:«بعد الهزيمة التي حلت بالخوارج على يد أصحاب الإمام علي رضي الله عنه في معركة النهروان، ثار البعض ممن بقوا، فعزموا على الانتقام بالعنف، بينما فضلت جماعة منهم الالتزام بالهدوء والروية والجنوح إلى المسالمة، خاصة وأنهم يشكلون أقلية ضعيفة لا يقدرون على الدفاع عن أنفسهم، فضلا عن تغيير الوضع، لذلك قررت هذه الجماعة المعتدلة الرحيل إلى البصرة تحت زعامة أبي بلال مرداس بن أذية التميمي الذي نصب إماما للشراة- أحد ألقاب الخوارج- فيما بعد. وبانتقال هذه الجماعة وتمركزها في البصرة أصبحت تشكل فريقا تحول من حزب علني معارض إلى حزب سري يتطلع إلى الوصول إلى السلطة … وبعد وفاة أبي بلال، انتقلت زعامة الفرقة إلى عبد الله بن إباض- توفي في النصف الثاني من القرن الهجري الأول- الذي انفصل سنة 65هـ عن الخـــوارج، -وهم في نظر الإباضية أتباع نافع بن الأزرق- ومكث بالبصرة مع أصحابه بعد خروج المتطرفين منها، يذكر هذه الحادثة عبد الله بن إباض نفسه. وهكذا بدأت الفترة الأولى من الإباضية التي يمكن تسميتها بمرحلة الكتمان، فيكون- إذن- مكوث عبد الله بن إباض بالبصرة ومن معه مؤشرا حقيقيا لتبلور الآراء الإباضية وتميزها من غيرها من المتطرفين الخوارج، ومن ثم يمكن اعتبار هذه الحادثة من الناحية التاريخية سببا مباشرا لظهور فرقة الإباضية…إلا أنه ينبغي الإشارة إلى أن التأسيس الحقيقي للفرقة كان على يد الإمام جابر بن زيد الأزدي العماني (توفي سنة 93هـ) الذي انضم إلى جماعة أبي بلال مرداس بن أذية التميمي بعد مجيئه إلى البصرة، فكان لانضمام جابر إلى هذه الجماعة أثر بالغ في نشأة الإباضية وتحديد معالم أفكارها وآرائها..»[الفرق والمذاهب الإسلامية منذ البدايات-النشأة-التاريخ-العقيدة-التوزيع الجغرافي-سعد رستم- أنوار للنشر والتوزيع-الدارالبيضاء-الطبعة الأولى/2008- ص:205-206، وانظر كذلك:الفكر السياسي عند الإباضية-عدون جهلان- مكتبة الضامري- سلطنة عمان]    وتشير بعض المصادر الأخرى إلى أن «الإباضية يعتبرون جابر بن زيد المؤسس الحقيقي للمذهب، إذ إنه كان الإمام الروحي، وفقيه الإباضية ومفتيهم، وكان بالفعل الشخص الذي بلور الفكر الإباضي بحيث أصبح متميزا عن غيره من المذاهب، بينما كان ابن إباض المسؤول عن الدعوة والدعاة في شتى الأقطار» [دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين(الخوارج والشيعة)- الأستاذ أحمد محمد أحمد جلي- مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية-الرياض- الطبعة الثالثة/2008].

الآراء والاعتقادات:

    أما أبرز معتقداتهم فيذكر عبد العزيز المجدوب أن«..أبرز ما يتصف به الإباضيون تمسُّكُهم الشديد بالدين، بأداء فروضه، وتجنب منهياته إلى حد يثير الإعجاب ويدعو للاعتبار، وبُغضهم المفرط لأصحاب الظلم والفساد، وبفضل هاتين الصفتين استطاعوا أن يُحققوا لأنفسهم عزًّا دينيا ومجدًا سياسيا، خلَّدَ ذكرهما  التاريخ…»[الصراع المذهبي بإفريقية- ص: 118]     ويقول محمود إسماعيل: «والواقع أن الاعتدال هو السمة الواضحة لعقائد الإباضية، إذ إنهم يحرِّمون دماء المسلمين وسَبيَ ذَراريهم وغنيمةَ أموالهم، كما أنهم اعتبروا دُور مخالِفيهم دارَ توحيد إلاَّ معسكر السلطان فإنه دار بَغي، وأجازوا مناكحتهم وموارثتهم وغنيمة أموالهم من السلاح والكراع عند الحرب، وحرَّموا قتلهم وسبيَهم في السرِّ غيلةً إلا بعد نصب القتال وإقامة الحجة. وقالوا في مرتكبي الكبائر إنهم موحِّدون، وإن كفروا، كفر النعمة لا كفر الملة. وتوقفوا في أطفال المشركين وجوَّزوا تعذيبَهم على سبيل الانتقام. ولعل طابعَ الاعتدال في عقائد الإباضية هذه هو ما جعلهم أقربَ فرق الخوارج إلى أهل السنة »[الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري- الدكتور محمود إسماعيل عبد الرازق- دار الثقافة –الدار البيضاء-الطبعة الثانية/1985- ص:51- وانظر كذلك: المعارف:ابن قتيبة-القاهرة:1960- ص: 622/ الأعلاق النفيسة: ابن رسته- ليدن/1891 – ج:7 -ص:217/السيرة وأخبار الأئمة:أبو زكريا يحيى بن أبي بكر- ورقة:8/11(مخطوط بدار الكتب- رقم:9030ح)/الطبري:تاريخ الرسل والملوك –القاهرة:1963-ج/6:ص:320/البغدادي:الفرق بين الفرق-القاهرة- ص:105]. ويضيف الدكتور أحمد جلي أن الإباضيين:«..لا يقولون بأن دار مخالفيهم دار حرب، ولا يحكمون بالشرك على من خالفهم، ومن ثم لا يجيزون قتال من لم يقاتلهم، ومن قاتلوهم لا يستبيحون أخذ أموالهم كغنائم، ولا قتل نسائهم وأطفالهم، ولا سبيهم، ولا يعتبرون الخروج فرضا لازما، بل أباحوا لأفراد جماعتهم العيش في ظل حكم الطغاة تقية، للضرورة، ويذهبون إلى أن الشَّراء، أو بذلَ النفس أمرٌ طوعي إذا فرضه الخارجون على أنفسهم »[دراسة عن الفرق- أحمد جلي – ص: 91]، ويضيف أيضا: « ورغم تأكيد الإباضية وسعيهم إلى اعتبارهم مذهبا من المذاهب الإسلامية، لا صلة له بجماعة الخوارج، ورغم أن كثيرا من كتاب الفرق- قدماء ومحدثين- أقرُّوا بأن الإباضية أكثر الفرق الخارجة اعتدالاً، وأقربها تفكيرا ورأيا وسلوكا إلى أهل السنة- بالرغم من هذ- فقد نسبت إلى الإباضية بعض الآراء التي يبدو فيها التطرف، ويحتمل ظاهرها الخروج..فمما نسب إلى الإباضية القول بأن مخالفيهم من المسلمين ليسوا مشركين، ولا مؤمنين بل سموهم كفارا، ويقولون: إنهم كفار نعمة لا كفارا في الاعتقاد..» ويستخلص الكاتب- بعد ذلك-«أن الإباضية لا يحكمون على مجتمع من المجتمعات التي يقطنها المسلمون بالكفر، كما أجازوا مناكحة مخالفيهم، وموارثتهم، وقبول شهادتهم، وحرموا قتلهم في السر غيلة إلا بعد نصب القتال وإقامة الحجة، فإن قام القتال أباحوا من أموالهم غنيمة الخيل والسلاح..» [دراسة عن الفرق- أحمد جلي – ص: 91].
     ويلاحظ سعد رستم أن: «عقائدهم في الإلهيات-أي التوحيد والتنزيه والصفات وخلق القرآن والعدل الإلهي والقضاء والقدر، أي مسألة الجبر والاختيار- متطابقة مع عقائد الشيعة والمعتزلة.. وأما فقههم فهو مدرسة فقهية اجتهادية مستقلة، لكنها لا تبعد في آرائها عن فقه المدارس الفقهية الأربعة لأهل السنة والجماعة»[الفرق والمذاهب الإسلامية- سعد رستم- ص: 207-208]     وأما أهم مميزاتهم فيقول أحمد جلي: «ويتميز هؤلاء بتمسكهم بتقاليد وتعاليم وآداب المذهب الإباضي في نظمهم الاجتماعية، ووسائل التربية لأفراد جماعتهم، حيث يسود مجتمعهم نظم اجتماعية، وآداب توارثوها منذ القرن الخامس الهجري، حينما شعر الإباضية بأنه لم يعد بإمكانهم إقامة دولة تحمي جماعتهم، فوضعوا هذا النظام حفاظا على أفراد جماعتهم من الانحلال والذوبان في المجتمعات الأخرى، ويطلق على هذا النظام “نظام العزابة” وهو عبارة عن مجلس يهتم بشؤون أفراد الجماعة، ويمارس نوعا من الرقابة على سلوكهم، ويعتمد على التوجيه والمحاسبة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويستند إلى مبدأ الولاية والبراءة للأفراد والجماعات، فمن ارتكب معصية تُبرئ منه، وعُزل عن المجتمع إلى أن يتوب، فإن تاب تولاَّهُ أفراد المجتمع، وقد أحدث هذا النظام- كما يقول أحد الإباضية المعاصرين- انضباطا في السلوك، والمحافظة على قيم الدين وواجباته، والمحافظة على الأخلاق والآداب.. ولكن من ناحية أخرى كان لنظام العزابة سلبياته المتمثلة في القسوة الشديدة التي فرضها على أتباع المذهب، فحرَمَهم بها من مَتاعِ الحياة المُباح، كما عزَلَ أتباع المذهب عن بقية إخوانهم من أصحاب المذاهب الإسلامية، بدعوى السرية والمحافظة على تراثهم، ومن ثم أوجد فجوة بين الإباضية وبين إخوانهم في الدين، من أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى..» [دراسة عن الفرق- أحمد جلي ص:97-98 وانظر: الإباضية في موكب التاريخ-علي يحيى معمر-دار الكتاب اللبناني-بيروت-الطبعة الأولى/1964- ص:125- وكذا: النظم الاجتماعية والتربوية عند الإباضية-عوض محمد خليفات-عمان-طبعة/1982- ص: 91-94]، ويقول سعد رستم عن هذه الهيأة: «وهي هيئة محدودة العدد تمثل خيرة أهل البلد علما وصلاحا، تقوم بالإشراف الكامل على شؤون المجتمع الإباضي الدينية والتعليمية والاجتماعية والسياسية، كما تمثل مجلس الشورى في زمن الظهور والدفاع، أما في زمن الشَّرَاء والكِتمان، فإنها تقوم بعمل الإمام، وتُمثِّله في مهامِّه» [الفرق والمذاهب الإسلامية- ص:207]

انتشارها في الغرب الإسلامي:

     أما في بلاد الغرب الإسلامي، فيذكر عبد العزيز المجدوب أن ظهورهم بإفريقية كان:«..أوائل القرن الثاني في عهد هشام بن عبد الملك  الذي جدد عهد أبيه وأسلافه الأولين بالتزامه سياسة الشدة في مطاردة الخوارج والشيعة وملاحقتهم بالتقتيل والإبادة، ولعل أول داعية إباضي قدم هذه البلاد فارا من قبضة ملاحقيه هو سلمة بن سعد، الذي عرف كيف يتنقل بالبلاد، وأي الشعاب يسلك حتى يأمن ظلم الظالمين، ويضمن لعمله التوفيق ولرسالته الانتشار، فاختار الطرق الجبلية البعيدة عن الصحراء القاحلة وأهوالها، وعن المناطق الساحلية الخاضعة لسلطة الولاة، وجبال نفوسة ودمر ونفزاوة وما والاها من المرتفعات والجبال، وكلها مناطق آهلة بالسكان، كثيرة العمران..أمكن له أن يستقر ويقوم في صفوف البربر بالدعوة، موضحا للأذهان الصورة الصحيحة للإسلام في الاعتقاد والعبادة والمعاملة، وهي غير الصورة التي شهدها الناس في الحاكمين وأتباعهم في ذلك الوقت، فالتفَّ من حوله الناس مستجيبين لدعوته، وراحَ يتنقل من مكان إلى آخر، وما ارتحل من موضع إلا خلَّفَ فيه أتباعا.. تكاثروا مع مرور الأيام والأعوام حتى صار لهم شأن، وأضحوا يمثلون قوة يقرأ لها ألف حساب..»، ثم يضيف:«..وشاءت الأحداث أن تنقرض الإمامة الإباضية من طرابلس فأصبحت تاهرت مركز الإمامة، وكانت أغلبية بلاد إفريقية في الجنوب والوسط تابعة لهذه الإمامة، وكان عمال الدولة الرستمية يقيمون أحكام الله في تلك البلاد نيابة عن الدولة الرستمية..وقد استمرت هذه الجهات تحت حكم الدولة الرستمية إلى أن تغلبت عليها الدولة الشيعية فخربت تاهرت، وانقرضت من هنالك سلطتها..من هذا نفهم أن كثيرا من أهل إفريقية من سكان المناطق المذكورة كانوا يدينون بالولاء إلى السلطة الإباضية بتاهرت، إما ولاء سياسيا،أو ولاء مذهبيا، منذ الزحف الورفجومي على القيروان إلى أن قامت الدولة الفاطمية..ثم استمر ولاؤهم بصفته المذهبية الدينية، إذ إن سكان الجنوب من إفريقية وإن لم تقم لهم دولة، فقد كانوا تحت نفوذ مشائخ العلم والعزابة من الإباضية، لذلك كانوا كأنهم يمثلون دولة لها سيادتها ولها تنظيمها الإداري والديني، واستقلالها الذاتي طوال الدولة الأغلبية وما قبلها بقليل وما بعدها…» [الصراع المذهبي بإفريقية – ص:118- وانظر كذلك: البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب لابن عذارى المراكشي- طبعة بيروت/-1967 ج/1- ص:71].
     ويذكر سعد رستم عن تواجدهم بالغرب الإسلامي أنه: «..بالنسبة للتواجد الإباضي في دول المغرب العربي شمال إفريقيا، فيعود إلى أن الإباضية أرسلوا- منذ بدايات أمرهم- دعاة إلى المغرب لنشر الدعوة منهم الشيخ سلامة بن سعد- من أهل البصرة ومشايخ الإباضية في القرن الهجري الثاني-، فنجح بعد عشرين سنة في تكوين جماعة معتبرة من الإباضيين في طرابلس الغرب، يتزعمها رجل يدعى عبد الله بن مسعود التجيبي، الذي آزرته قبيلة هوارة التي اعتنقت المذهب الإباضي، ثم تبعتها قبيلة زناتة في شرق طرابلس، ونفوسة في الجبل- ويحمل إلى اليوم اسم جبل نفُّوسة- وبفضل القبائل البربرية انتشر المذهب الإباضي في شمال إفريقيا، ولا يزال يوجد إلى اليوم في قبائل تسكن الصحراء في جنوب ليبيا والجزائر- بني ميزاب في تيهرت- ويسمون بإباضية المغرب» [الفرق والمذاهب الإسلامية- ص: 208]. ويضيف أيضا:«لا يزال أتباع هذه الفرقة يعيشون إلى يومنا هذا في سلطنة عمان، ويشكلون أغلبية المسلمين فيها، وهي-بالمناسبة- الدولة المسلمة الوحيدة التي يشكلون الأغلبية فيها، كما أنهم يوجدون في مناطق من شمال إفريقيا مثل جبل نفوسة جنوب ليبيا، وجزيرة جربة جنوب تونس، وفي ورقلة ومزاب من بلاد الجزائر، وأقلية في تنزانيا وبوروندي ورواندا في شرق إفريقيا. وسبب انتشارهم في عمان يعود إلى أن الإمام جابر بن زيد الأزدي العماني، ركز- منذ البداية- دعوته على قبيلته”أزد” العمانية، فوجَّه إليها كل عنايته، وبحكم مركزه بين أقاربه فإنه لم يلقَ صعوبة في إقناعهم، وهكذا انتشر المذهب بين أهل عمان منذ ذلك الزمن القديم، وبقي فيها، ولا زال هو المذهب الرئيسي لأهلها إلى يومنا هذا» [الفرق والمذاهب الإسلامية- ص:208 – وللمزيد من البيان والتوضيح حول قيام دولة بني رستم الإباضية بالمغرب وسياساتها الداخلية وعلاقاتها الخارجية، وثورات الخوارج الإباضية بالمغرب ضد الفاطميين يرجع إلى كتاب: الخوارج في بلاد المغرب- محمود إسماعيل – ص:144 وما بعدها].

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. إنشاء الله سننهل من معارفكم وعلومكم في كلية أصول الدين تحية خالصة لأستاذي البختي.

  2. هذا تاريخ أكثره كتبه خصوم الإباضية قديما ثم إن الأفكار والمواقف والقناعات تتغيرمن جيلا إلى جيل والحكيم المنصفل يحكم على معاصريه ويتعامل معهم حسب واقعهم وسلوكهم ولي حسب ذلك في أجدادهم الذين ماتو منذ قرون ولا من ينسبون إليهم فمن أراد أن ينصف الإباضية ويحكم لهم أو عليهم فهم موجودون ولا داعي للبحث في بطون الكتب لأنه لا يتعامل مع من مضى وإذا رجعنا إلى التاريخ فإنه لايسلم أحد من عيب ومنقصة وتطرف إذا حملناه ما فعل أحد أجداده ولماذا نقف عند حقبة من التاريخ معينة فلنرجع إلى قابيل وهابيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق