مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

الأمين العام للرابطة المحمدية يترأس مناقشة دكتوراه بكلية الآداب بتطوان وحفل توزيع جوائز بمركز أجيال

 

ترأس الأمين العام
للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي يوم الإثنين 08 رجب 1439هـ
الموافق ل 26 مارس 2018م، بكلية الآداب بتطوان، لجنة مناقشة أطروحة
جامعية لنيل دكتوراه الدولة، تقدمت بها الأستاذة الباحثة فريدة بن عزوز
بعنوان: «الهوية الإسلامية في الأدب الموريسكي: التصوف ومحبة
الرسول صلى الله عليه وسلم أنموذجا»، وقد تكونت لجنة المناقشة
من الأساتذة:  – الدكتور أحمد عبادي (رئيسا)  –
الدكتور محمد الحافظ الروسي (مشرفا ومقررا) – الدكتور عبد اللطيف شهبون
(مشرفا ومقررا)- الدكتور أحمد هاشم الريسوني (عضوا)  الدكتور
رشيد الحر (عضوا). وتوجت المناقشة بحصول الباحثة على دكتوراه الدولة
بميزة حسن جدا مع التوصية بالطبع.
في بداية هذه المناقشة
قدمت الباحثة عرضا لخطوات البحث المنجز مبتدئة بالحديث عن الأسباب
الداعية إلى إنجاز هذه الرسالة وذكر الصعوبات والعقبات المقتحَمة. وبعد
الترحم على الأستاذة ميلودة شرويطي الحسناوي التي قبلت منذ عشرين سنة
الإشراف على هذه الرسالة، توجهت بجزيل الشكر إلى الأستاذين عبد اللطيف
شهبون ومحمد الحافظ الروسي، اللذين استأنفا الإشراف على الرسالة ذاتها،
وأنفقا من وقتهما وعلمهما في سبيل دعم هذا الإنجاز.
ثم بينت كيفية اختيارها
لموضوع الأطروحة مسوّغة إياه بكون اهتمام الباحثين بهذا اللون من الأدب
الأندلسي المتأخر والمسمى عند الغربيين اليوم بالأدب الموريسكي ظل
محدودا؛ إذ لم يحظ بالعناية التي يستحقها لدواع متعددة. وقد انطلقت
الباحثة في أطروحتها من تساؤلات مركزية منطوقها: هل استمر هؤلاء
الموريسكيون، أو بالأحرى الأندلسيون المتأخرون في إنتاج آداب ما بعد
النكسة؟ وما هي العلاقة التي يمكن أن تكون لهذا الإنتاج بمقاومتهم
لتنصيرهم المذكور، وتوفقهم في المحافظة على الإسلام حيا بقلوبهم؟ خاصة
إذا علم بأن معظم نصوص هذا الأدب الموريسكي، لم تأت باللغة العربية التي
جاء بها الأدب الأندلسي، بل باللغة الإسبانية المرسومة تارة بحروفها
اللاتينية، والمكتوبة في معظم الأحيان بالحروف العربية أو بالألخميادية.
فكيف يمكن الحديث عن الأدب الموريسكي الذي أُنتج وتدوول بهذه اللغة
بوصفه أدبا أندلسيا؟
ثم بينت الباحثة أنها
نافحت عن أطروحة مركزية استقطبت جميع فصول هذه الرسالة ومباحثها؛ مؤداها
أن توسل هؤلاء الأندلسيين بالتصوف ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، كان
له دور حاسم في بقائهم على الإسلام، ومقاومة جميع الأشكال التي اعتمدتها
إسبانيا لاقتلاعهم عن هذا الدين وعن هويتهم الثقافية العامة. لقد سمح
لهم هذا الأمر بتمرين قلوبهم المترعة بحب نبيهم صلوات الله عليه، على
العروج إلى ربهم تعالى، فتوفقوا في الحفاظ على إسلامهم بداخلها؛ لأنه لم
يكن من الممكن لهم إظهاره، توقيا لمتابعات محاكم التفتيش وغيرها من
السلطات الدينية والسياسية والمدنية الإسبانية
لهم. 
ثم انتقلت بعد ذلك إلى
القول بأنه من الواجب في هذا المقام، الحديث عن مضامين هذه الأطروحة من
حيث مقدمتها ومداخلها، وكما هي مبثوثة في أبوابها وفصولها ومباحثها
المختلفة، والتي جاءت وفق التقسيم التالي:
 فقد جاء
المدخل العام للرسالة في مباحث ثلاثة أشارت في أولها إلى أهم المصطلحات
والمفاهيم المستخدمة فيها، واستأنفت القول في ثانيها عن أطروحتها،
وناقشت في ثالثها ضروب المقاربات المنهجية الكفيلة بمعالجة طبيعة نصوص
الأدب الموريسكي، متوسلة بمقاربات منهجية مختلفة ومتكاملة في الوقت
نفسه، ومنها المنهج التاريخي والمنهج الفيلولوجي، فضلا عن منهج النقد
الثقافي، لنجاعته في معالجة مثل هذه السياقات.
ثم جاء الباب الأول من
هذه الرسالة بعنوان: “التصوف بين الموريسكيين لتجاوز تنصيرهم القسري”،
تناولت فيه ممارسة الموريسكيين للتصوف وكتابتهم فيه بوصفهما وسيلتين
هامتين لتجاوز تنصيرهم القسري بإسبانيا، واستعادة هويتهم الإسلامية، ومن
ثم وزعته على مدخل وأربعة فصول؛ وسمت أولها بالتصوف بين الموريسكيين من
خلال نصوصهم التعبدية الأصلية التي استودعوها أوراق مخطوطاتهم بلغتهم
الألخميادية لتسهم في تعمير قلوبهم بحب الله طيلة أسرهم بإسبانيا.
وعالجت في ثانيها إعادة إنتاج الموريسكيين لوظيفة سيدي إبراهيم التازي،
وتوظيفها على أنفسهم بوصفها علامة بارزة على ممارستهم للتصوف بشكل جماعي
وسري، وخصصت الثالث لدراسة الأدعية الموريسكية بأسماء الله الحسنى، فيما
خصصت الفصل الرابع لمبحث التصوف لاستعادة الهوية الإسلامية بين
الموريسكيين من خلال كتاب “على سبيل النهجين”. 
وإلى جانب
توسل هؤلاء الموريسكيين أو الأندلسيين المتأخرين بالتصوف، توسلوا كذلك
بالدفاع عن صحة نبوة  محمد صلى الله عليه وسلم وتمسكهم بسيرته
واعتصامهم بمحبته، لتحقيق الغرض نفسه،  لذلك جاء الباب الثاني
من هذه الرسالة بهذا العنوان؛ حيث تابعت فيه تأسيس أطروحتها العامة،
والمنافحة عنها بتدعيم بنائها بمواد أخرى من الأدبيات الموريسكية. وهكذا
تضمن الفصل الأول  الحديث عن الرهانات الموريسكية على محبة سيد
الخلق أجمعين، وشمل الفصل الثاني ذكر ما خلده الموريسكيون من معجزات
الرسول صلى الله عليه وسلم. ولما أدى اعتصام الموريسكيين بمحبة محمد
صلوات الله عليه، ودفاعهم عن صحة نبوته الكريمة إلى استفراغهم الجهد في
تخليد معجزاته، بما أبدعوه من أشكال تعبيرية مختلفة ومتنوعة، شملت
الأطروحة في الفصل الثاني من هذا الباب بحثا يؤدي هذا الغرض، وهو
بعنوان: تخليد الموريسكيين لمعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، وقسمته
إلى قسمين. ولما كانت المحبة المذكورة قد شكلت في ذاتها طاقة حركت دفاع
هؤلاء الأندلسيين المتأخرين عن صحة نبوة هذا النبي الكريم  صلى
الله عليه وسلم وتخليدهم لمعجزاته، فإن ذراتها تفجرت، في تعبيراتهم
الأدبية المتنوعة عن فرحهم بمولده صلى الله عليه وسلم، وما خلدوه من
مظاهر احتفالهم بالمولد ذاته وورثوه لورثتهم الثقافيين، فجاء الفصل
الثالث والأخير من هذا الباب الثاني بعنوان: الفرح بمولد الرسول صلى
الله عليه وسلم والتغني بشمائله.
ثم ختمت الأطروحة بمبحث
بعنوان “ما بعد الخاتمة” عرفت فيه ببعض الأعمال الأدبية الموريسكية
الأخرى. وأنهت مداخلتها بتقديم الشكر الجزيل إلى الأساتذة الدكاترة
أعضاء لجنة المناقشة على ما بذلوه من جهود في قراءة
الأطروحة. 
بعد ذلك جاءت مداخلة
أعضاء اللجنة ابتدأها الدكتور محمد الحافظ الروسي الذي أثنى على البحث
وعلى صاحبته ثناء حسنا، مثمنا قدرة الباحثة على الكشف عن قضايا لا يقدر
أن يكشف عنها إلا من يعرف اللسان العربي والفرنسي والإسباني وهي تتقنهم
جميعا، وذكر أن لهذا البحث فضلَ السبق والكشف
والتأسيس. 
– الكلمة الثانية تقدم
بها الدكتور عبد اللطيف شهبون الذي أثنى بدوره على هذا العمل، ووصفه
بالجدة والجودة، وبكونه عملا مؤسسا لم يُسْبَقْ إليه، وسطر في مداخلته
أهم القضايا المتناولة في ثنايا البحث.
– ثم تفضل الدكتور أحمد
هاشم الريسوني بكلمة أشاد فيها بدوره بتَفَرُّد الأطروحة وجِدَّتِهَا،
معرجا على أهم ملاحظاته حول هذه الأطروحة المناقشة تخص مسألة المنهج
الذي اعتمدته الباحثة وهو المنهج الفيلولوجي والمنهج الثقافي، وكثرة
اعتماد الباحثة على النصوص الموريسكية التونسية وإغفالها النصوص
الموريسكية المغربية، معَلِّلاَ الأمر بوفرة الإنتاج الموريسكي التونسي
مقارنة بالإنتاج الموريسكي المغربي.
– ثم انتقلت الكلمة إلى
الدكتور رشيد الحر الذي هنأ في البداية الباحثة على بحثها، وعدد مزايا
هذا البحث ومنها: تأكيد الباحثة في بحثها على استمرارية الأدب الأندلسي
أو الموريسكي بعد سقوط غرناطة، وتأكيدها أيضا على أن هذه الاستمرارية
كانت بفضل التصوف الذي أدى دورا مهما في خلق الهوية الموريسكية،
بالإضافة إلى تأثير التصوف المغربي في الأندلس. مؤكدا توفر الباحثة على
أدوات لسانية وفكرية وتاريخية أسهمت في تحديد جودة هذا البحث، بالإضافة
إلى إشادته بالأسلوب الجيد الذي كتبت به الرسالة، إلى جانب تفوقها في
احترام المناهج العلمية المعتمدة في البحث. 
– وخُتِمَتْ
مداخلات لجنة المناقشة بكلمة الدكتور أحمد عبادي الذي أشادَ بمجهود
الباحثة ونوَّهَ ببحثها، وتحدث عن جملة من القضايا المتعلقة به، وأولها
أن البحث حين ينجز لخدمة قضية وينجزُ أيضا بلوعة تكون له القدرة على
تجلية وكشف الأمور المكنونة والمستورة والقدرة على إظهار مفاصل تأسيسية
كانت عازبة عن أنظار وأقلام الباحثين من قبل، كما أشار إلى أن هذا البحث
أيضا يعد من الملفات الدفاعية الوازنة في أيدي المسلمين والمسلمات
لتوضيح ما تعرض له أهل الدين الإسلامي من مضايق في تاريخهم الطويل لا
سيما في الديار الأندلسية. ومن هذه القضايا أيضا قضية الدفع نحو رقة
الدين، معتبرا أن الدخول من مدخل التصوف ومحبة الرسول صلى الله عليه
وسلم كان فتحا جديدا، ثم أثنى في الختام على توفق الباحثة في تجلية
وظيفية محبة الرسول صلى الله عليه وسلم في بحثها
وأشرف السيد الأمين
مساء نفس اليوم بمركز أجيال للتكوين والوقاية الاجتماعية- احتفالا بيوم
الشعر العالمي- على فعاليات حفل الإعلان عن القصيدة الفائزة بلقب “أحسن
قصيدة ضد التطرف” في إطار المسابقة الشعرية العالمية للتوعية والتحسيس
بمخاطر التطرف العنيف لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية وطلبة الجامعات
من مختلف دول العالم، وذلك بحضور نخبة من الجامعيين والأكاديميين
والمهتمين من التلاميذ والطلبة وبعض المشاركين في المسابقة العالمية
التي نظمها مركز أجيال للتكوين والوقاية الاجتماعية التابع للرابطة
المحمدية للعلماء بتطوان، حيث تمت قراءة بعض الأعمال المختارة، بعد عرض
تقرير طريقة اختيار المشاركات التي أشرفت عليها لجنة تحكيم برئاسة
الناقد والأديب الدكتور عبد اللطيف شهبون.

ترأس الأمين العام للرابطة المحمدية
للعلماء الدكتور أحمد عبادي يوم الإثنين 08 رجب 1439هـ الموافق ل 26
مارس 2018م، بكلية الآداب بتطوان، لجنة مناقشة أطروحة جامعية لنيل
دكتوراه الدولة، تقدمت بها الأستاذة الباحثة فريدة بن عزوز بعنوان:
«الهوية الإسلامية في الأدب الموريسكي: التصوف ومحبة الرسول
صلى الله عليه وسلم أنموذجا»، وقد تكونت لجنة المناقشة من
الأساتذة:  – الدكتور أحمد عبادي (رئيسا)  – الدكتور
محمد الحافظ الروسي (مشرفا ومقررا) – الدكتور عبد اللطيف شهبون (مشرفا
ومقررا)- الدكتور أحمد هاشم الريسوني (عضوا)  الدكتور رشيد
الحر (عضوا). وتوجت المناقشة بحصول الباحثة على دكتوراه الدولة بميزة
حسن جدا مع التوصية بالطبع.

في بداية هذه المناقشة قدمت الباحثة
عرضا لخطوات البحث المنجز مبتدئة بالحديث عن الأسباب الداعية إلى إنجاز
هذه الرسالة وذكر الصعوبات والعقبات المقتحَمة. وبعد الترحم على
الأستاذة ميلودة شرويطي الحسناوي التي قبلت منذ عشرين سنة الإشراف على
هذه الرسالة، توجهت بجزيل الشكر إلى الأستاذين عبد اللطيف شهبون ومحمد
الحافظ الروسي، اللذين استأنفا الإشراف على الرسالة ذاتها، وأنفقا من
وقتهما وعلمهما في سبيل دعم هذا الإنجاز.

ثم بينت كيفية اختيارها لموضوع
الأطروحة مسوّغة إياه بكون اهتمام الباحثين بهذا اللون من الأدب
الأندلسي المتأخر والمسمى عند الغربيين اليوم بالأدب الموريسكي ظل
محدودا؛ إذ لم يحظ بالعناية التي يستحقها لدواع متعددة. وقد انطلقت
الباحثة في أطروحتها من تساؤلات مركزية منطوقها: هل استمر هؤلاء
الموريسكيون، أو بالأحرى الأندلسيون المتأخرون في إنتاج آداب ما بعد
النكسة؟ وما هي العلاقة التي يمكن أن تكون لهذا الإنتاج بمقاومتهم
لتنصيرهم المذكور، وتوفقهم في المحافظة على الإسلام حيا بقلوبهم؟ خاصة
إذا علم بأن معظم نصوص هذا الأدب الموريسكي، لم تأت باللغة العربية التي
جاء بها الأدب الأندلسي، بل باللغة الإسبانية المرسومة تارة بحروفها
اللاتينية، والمكتوبة في معظم الأحيان بالحروف العربية أو بالألخميادية.
فكيف يمكن الحديث عن الأدب الموريسكي الذي أُنتج وتدوول بهذه اللغة
بوصفه أدبا أندلسيا؟

ثم بينت الباحثة أنها نافحت عن أطروحة
مركزية استقطبت جميع فصول هذه الرسالة ومباحثها؛ مؤداها أن توسل هؤلاء
الأندلسيين بالتصوف ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، كان له دور حاسم
في بقائهم على الإسلام، ومقاومة جميع الأشكال التي اعتمدتها إسبانيا
لاقتلاعهم عن هذا الدين وعن هويتهم الثقافية العامة. لقد سمح لهم هذا
الأمر بتمرين قلوبهم المترعة بحب نبيهم صلوات الله عليه، على العروج إلى
ربهم تعالى، فتوفقوا في الحفاظ على إسلامهم بداخلها؛ لأنه لم يكن من
الممكن لهم إظهاره، توقيا لمتابعات محاكم التفتيش وغيرها من السلطات
الدينية والسياسية والمدنية الإسبانية لهم. 

ثم انتقلت بعد ذلك إلى القول بأنه من
الواجب في هذا المقام، الحديث عن مضامين هذه الأطروحة من حيث مقدمتها
ومداخلها، وكما هي مبثوثة في أبوابها وفصولها ومباحثها المختلفة، والتي
جاءت وفق التقسيم التالي:

 فقد جاء المدخل العام
للرسالة في مباحث ثلاثة أشارت في أولها إلى أهم المصطلحات والمفاهيم
المستخدمة فيها، واستأنفت القول في ثانيها عن أطروحتها، وناقشت في
ثالثها ضروب المقاربات المنهجية الكفيلة بمعالجة طبيعة نصوص الأدب
الموريسكي، متوسلة بمقاربات منهجية مختلفة ومتكاملة في الوقت نفسه،
ومنها المنهج التاريخي والمنهج الفيلولوجي، فضلا عن منهج النقد الثقافي،
لنجاعته في معالجة مثل هذه السياقات.

ثم جاء الباب الأول من هذه الرسالة
بعنوان: “التصوف بين الموريسكيين لتجاوز تنصيرهم القسري”، تناولت فيه
ممارسة الموريسكيين للتصوف وكتابتهم فيه بوصفهما وسيلتين هامتين لتجاوز
تنصيرهم القسري بإسبانيا، واستعادة هويتهم الإسلامية، ومن ثم وزعته على
مدخل وأربعة فصول؛ وسمت أولها بالتصوف بين الموريسكيين من خلال نصوصهم
التعبدية الأصلية التي استودعوها أوراق مخطوطاتهم بلغتهم الألخميادية
لتسهم في تعمير قلوبهم بحب الله طيلة أسرهم بإسبانيا. وعالجت في ثانيها
إعادة إنتاج الموريسكيين لوظيفة سيدي إبراهيم التازي، وتوظيفها على
أنفسهم بوصفها علامة بارزة على ممارستهم للتصوف بشكل جماعي وسري، وخصصت
الثالث لدراسة الأدعية الموريسكية بأسماء الله الحسنى، فيما خصصت الفصل
الرابع لمبحث التصوف لاستعادة الهوية الإسلامية بين الموريسكيين من خلال
كتاب “على سبيل النهجين”. 

وإلى جانب توسل هؤلاء الموريسكيين أو
الأندلسيين المتأخرين بالتصوف، توسلوا كذلك بالدفاع عن صحة
نبوة  محمد صلى الله عليه وسلم وتمسكهم بسيرته واعتصامهم
بمحبته، لتحقيق الغرض نفسه،  لذلك جاء الباب الثاني من هذه
الرسالة بهذا العنوان؛ حيث تابعت فيه تأسيس أطروحتها العامة، والمنافحة
عنها بتدعيم بنائها بمواد أخرى من الأدبيات الموريسكية. وهكذا تضمن
الفصل الأول  الحديث عن الرهانات الموريسكية على محبة سيد
الخلق أجمعين، وشمل الفصل الثاني ذكر ما خلده الموريسكيون من معجزات
الرسول صلى الله عليه وسلم. ولما أدى اعتصام الموريسكيين بمحبة محمد
صلوات الله عليه، ودفاعهم عن صحة نبوته الكريمة إلى استفراغهم الجهد في
تخليد معجزاته، بما أبدعوه من أشكال تعبيرية مختلفة ومتنوعة، شملت
الأطروحة في الفصل الثاني من هذا الباب بحثا يؤدي هذا الغرض، وهو
بعنوان: تخليد الموريسكيين لمعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، وقسمته
إلى قسمين. ولما كانت المحبة المذكورة قد شكلت في ذاتها طاقة حركت دفاع
هؤلاء الأندلسيين المتأخرين عن صحة نبوة هذا النبي الكريم  صلى
الله عليه وسلم وتخليدهم لمعجزاته، فإن ذراتها تفجرت، في تعبيراتهم
الأدبية المتنوعة عن فرحهم بمولده صلى الله عليه وسلم، وما خلدوه من
مظاهر احتفالهم بالمولد ذاته وورثوه لورثتهم الثقافيين، فجاء الفصل
الثالث والأخير من هذا الباب الثاني بعنوان: الفرح بمولد الرسول صلى
الله عليه وسلم والتغني بشمائله.

ثم ختمت الأطروحة بمبحث بعنوان “ما
بعد الخاتمة” عرفت فيه ببعض الأعمال الأدبية الموريسكية الأخرى. وأنهت
مداخلتها بتقديم الشكر الجزيل إلى الأساتذة الدكاترة أعضاء لجنة
المناقشة على ما بذلوه من جهود في قراءة الأطروحة. 

بعد ذلك جاءت مداخلة أعضاء
اللجنة ابتدأها الدكتور محمد الحافظ الروسي الذي أثنى على البحث وعلى
صاحبته ثناء حسنا، مثمنا قدرة الباحثة على الكشف عن قضايا لا يقدر أن
يكشف عنها إلا من يعرف اللسان العربي والفرنسي والإسباني وهي تتقنهم
جميعا، وذكر أن لهذا البحث فضلَ السبق والكشف
والتأسيس. 

– الكلمة الثانية تقدم بها الدكتور
عبد اللطيف شهبون الذي أثنى بدوره على هذا العمل، ووصفه بالجدة والجودة،
وبكونه عملا مؤسسا لم يُسْبَقْ إليه، وسطر في مداخلته أهم القضايا
المتناولة في ثنايا البحث.

– ثم تفضل الدكتور أحمد هاشم الريسوني
بكلمة أشاد فيها بدوره بتَفَرُّد الأطروحة وجِدَّتِهَا، معرجا على أهم
ملاحظاته حول هذه الأطروحة المناقشة تخص مسألة المنهج الذي اعتمدته
الباحثة وهو المنهج الفيلولوجي والمنهج الثقافي، وكثرة اعتماد الباحثة
على النصوص الموريسكية التونسية وإغفالها النصوص الموريسكية المغربية،
معَلِّلاَ الأمر بوفرة الإنتاج الموريسكي التونسي مقارنة بالإنتاج
الموريسكي المغربي.

– ثم انتقلت الكلمة إلى الدكتور رشيد
الحر الذي هنأ في البداية الباحثة على بحثها، وعدد مزايا هذا البحث
ومنها: تأكيد الباحثة في بحثها على استمرارية الأدب الأندلسي أو
الموريسكي بعد سقوط غرناطة، وتأكيدها أيضا على أن هذه الاستمرارية كانت
بفضل التصوف الذي أدى دورا مهما في خلق الهوية الموريسكية، بالإضافة إلى
تأثير التصوف المغربي في الأندلس. مؤكدا توفر الباحثة على أدوات لسانية
وفكرية وتاريخية أسهمت في تحديد جودة هذا البحث، بالإضافة إلى إشادته
بالأسلوب الجيد الذي كتبت به الرسالة، إلى جانب تفوقها في احترام
المناهج العلمية المعتمدة في البحث. 

– وخُتِمَتْ مداخلات لجنة المناقشة
بكلمة الدكتور أحمد عبادي الذي أشادَ بمجهود الباحثة ونوَّهَ ببحثها،
وتحدث عن جملة من القضايا المتعلقة به، وأولها أن البحث حين ينجز لخدمة
قضية وينجزُ أيضا بلوعة تكون له القدرة على تجلية وكشف الأمور المكنونة
والمستورة والقدرة على إظهار مفاصل تأسيسية كانت عازبة عن أنظار وأقلام
الباحثين من قبل، كما أشار إلى أن هذا البحث أيضا يعد من الملفات
الدفاعية الوازنة في أيدي المسلمين والمسلمات لتوضيح ما تعرض له أهل
الدين الإسلامي من مضايق في تاريخهم الطويل لا سيما في الديار
الأندلسية. ومن هذه القضايا أيضا قضية الدفع نحو رقة الدين، معتبرا أن
الدخول من مدخل التصوف ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم كان فتحا جديدا،
ثم أثنى في الختام على توفق الباحثة في تجلية وظيفية محبة الرسول صلى
الله عليه وسلم في بحثها . 

وأشرف السيد الأمين مساء نفس اليوم
بمركز أجيال للتكوين والوقاية الاجتماعية- احتفالا بيوم الشعر العالمي-
على فعاليات حفل الإعلان عن القصيدة الفائزة بلقب “أحسن قصيدة ضد
التطرف” في إطار المسابقة الشعرية العالمية للتوعية والتحسيس بمخاطر
التطرف العنيف لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية وطلبة الجامعات من
مختلف دول العالم، وذلك بحضور نخبة من الجامعيين والأكاديميين والمهتمين
من التلاميذ والطلبة وبعض المشاركين في المسابقة العالمية التي نظمها
مركز أجيال للتكوين والوقاية الاجتماعية التابع للرابطة المحمدية
للعلماء بتطوان، حيث تمت قراءة بعض الأعمال المختارة، بعد عرض تقرير
طريقة اختيار المشاركات التي أشرفت عليها لجنة تحكيم برئاسة الناقد
والأديب الدكتور عبد اللطيف شهبون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق