مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةدراسات عامة

الأزارقــة

 

هم أتباع نافع بن الأزرق الذي كان من بني حنيفـة،  وكانوا أقوى الخوارج شكيمة، وأكثرهم عددا وأعزهم نفرا، وهم الذين تلقوا الصدمات الأولى من ابن الزبير والأمويين، وقد قاتل الخوارج بقيادة نافع قواد عبد الله بن الزبيري، وقواد الأمويين تسع عشرة سنة. وقد قتل نافع في ميدان القتال، ثم تولى بعده نافع بن عبيد الله، ثم قطري بن الفجاءة.
وفي عهد قطري كان الذي يحارب الخوارج من الأمويين داهية قوادهم المهلب بن أبي صفرة، فكان قبل الواقعة التي يتقد بها يثير خلافهم، فتحتدم المناقشة بينهم احتداما شديدا، ثم يلقاهم وهم على هذا الخلاف؛ ولذا أخذ شأن الخوارج يضعف في عهد قطري هذا، لاختلافهم فرقا من جهة، ولأثر هذا الاختلاف في مواقفهم في ميدان القتال من جهة ثانية، وتألب المسلمين عليهم من جهة ثالثة، وغلظتهم في معاملة مخالفيهم من جهة رابعة.
وقد توالت هزائمهم على يد المهلب ومن جاء بعده من قواد الأمويين حتى انتهى أمرهم[1]. 
المرتكزات الفكرية والعقائدية[2]:
استند الأزارقة على عدد من المرتكزات العقائدية والفكرية  التي اعتبروا أن الإيمان الكامل لا يكون إلا بها وإن كانت مجرد أهواء متطرفة، وبدعاً، وتتمثل فيما يلي:
أن مخالفيهم من أمة الإسلام مشركون، ومن لا يسارع منهم إلى اعتناق مذهبهم يستحل دمه وماله، هو ونساؤه وأطفاله.
كفر الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ، وقالوا: إن الله أنزل في شأنه: ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام)[ البقرة :204].
إباحة قتل أطفال المخالفين لهم ونسائهم، وقد زعموا أن أطفال المشـركين في النار وأن حكمهم حكم آبائهم، وكذلك أطفال المؤمنين.
زعموا أن من قام في دار الكفر فكافر لا يسعه إلا الخروج.
قالوا إن أبا بكر وعمر عملا بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكانا نموذجاً صالحاً للحكم الديني، أما عثمان بن عفان فقد ظلَّ صالحاً خلال السنوات الست الأولى من حكمه، ثم خالف بعد ذلك حكم القرآن، وبدّل سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأصبح كافراً، أما علي فان سيرته حسنة مرضية، وكان مثالا للخليفة الصالح حتى نهاية معركة صفين، وقبوله بالتحكيم، فكفر في نظرهم، وصوّبوا عمل عبد الرحمن بن ملجم المرادي في قتله. 
كفّروا معاوية  وعبد الله بن عباس وطلحة والزبير وعائشة ومن كان معهم من أصحاب الجمل.
كفّروا كل من اشترك في معركة صفّين من الطرفين، وحكموا بخلودهم في النار.
لا يحل  للأزارقة  أن يجيبوا أحداً من غيرهم إلى الصلاة إذا دعاهم إليها، ولا أن يأكلوا من ذبائحهم، ولا يتزوجوا منهم، ولا يتوارث الخارجي وغيره.
إسقاط الرجم على الزاني إذ ليس في القرآن ذكره. 
أسقطوا حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال، مع وجوب الحد على قاذف المحصنات من النساء.
تجويزهم أن يبعث الله تعالى نبيا يعلم أنه يكفر بعد نبوته، أو أنه كان كافرا قبل البعثة.
التقيّة غير جائزة لا في قول ولا في عمل خلافاً للشيعة، ولو تعرضت النفس والمال والعرض للأخطار، مستدلين بقوله تعالى: (إذا فريق منهم يخشّوْنَ الناس كخشية الله).
من ارتكب كبيرة من الكبائر، كَفَرَ كُفْرَ ملة خرج به عن الإسلام جملة، ويكون مخلداً في النار مع سائر الكفار، خلافاً للمرجئة والمعتزلة، واستدلوا بكفر إبليس، وقالوا ما ارتكب إلا كبيرة، حيث أُمِر بالسجود لآدم فامتنع.
العمل بأوامر الدين من صلاة وصيام وصدق وعدل جزء من الإيمان.
ليس الإيمان بالاعتقاد وحده فمن اعتقد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ثم لم يعمل بفروض الدين وارتكب الكبائر، فهو كافر.
أموال مخالفيهم حلال في كافة الأحوال.
جحد الأمانة لمخالفيهم التي أمر الله تعالى بأدائها، وقالوا إن مخالفينا مشـركون، فلا يلزمنا أداء أمانتنا إليهم. 
يرون قطع يد السارق من المنكب في القليل والكثير، ولم يحددوا في السرقة نصاباً. 
يرون وجوب وجود خليفة لقبوه أمير المؤمنين، واشترطوا فيه أن يكون أصلحهم ديناً سواء أكان قرشياً أم غير قرشي، عربياً أم غير عربي.
رأوا وجوب عزل الخليفة إذا سار سيرة لا تتفق ومصلحة المسلمين، بأن جار أو ظلم، وإذا لم يعتزل في هذه الحالة، قوتل حتى يقتل.
أوجب الأزارقة امتحان من قصد عسكرهم، إذا ادّعى أنه منهم، بأن يُدفع إليه أسير من مخالفيهم، فيؤمر بقتله، فإن قتله  صدَّقوا دعواه، وإن لم يقتله، قالوا إنه منافق ومشرك وقتلوه.
اعتزل الأزارقة جمهور المسلمين الذين عرّفوهم باسم أهل الضلالة، فهاجروا من دار الحرب أو دار الخاطئين إلى دار الهجرة أو دار السلام، وهو اسم حاضرتهم التي كانت تتغير كثيراً.
إن الإمامة لا تختص بشخص إلا أن يجتمع فيه العلم والزهد، فإذا اجتمعا كان إماماً. 
يجب على المرأة الحائض أن تؤدي جميع أعمالها العبادية ولا تنقص منها شيئاً.
يجوز أن يبعث الله تعالى نبياً يعلم أنه كافر بعد نبوته، أو كان كافراً قبل بعثته .
يحرم على الرجل قطع صلاته حتى ولو سرق سارق ماله، أو فرسه اثناء صلاته .
إعداد: حفصة البقالي
1- تاريخ المذاهب الإسلامية، محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي،ص:77-76.
2- انظر مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، للإمام أبي الحسن الأشعري، تح: أحمد جاد، دار الحديث القاهرة، ص:59-60. والملل والنحل للشهرساني، صححه وعلق عليه الأستاذ فهمي محمد، دار الكتب العلمية، ص:113-115.

هم أتباع نافع بن الأزرق الذي كان من بني حنيفـة،  وكانوا أقوى الخوارج شكيمة، وأكثرهم عددا وأعزهم نفرا، وهم الذين تلقوا الصدمات الأولى من ابن الزبير والأمويين، وقد قاتل الخوارج بقيادة نافع قواد عبد الله بن الزبيري، وقواد الأمويين تسع عشرة سنة. وقد قتل نافع في ميدان القتال، ثم تولى بعده نافع بن عبيد الله، ثم قطري بن الفجاءة.

وفي عهد قطري كان الذي يحارب الخوارج من الأمويين داهية قوادهم المهلب بن أبي صفرة، فكان قبل الواقعة التي يتقد بها يثير خلافهم، فتحتدم المناقشة بينهم احتداما شديدا، ثم يلقاهم وهم على هذا الخلاف؛ ولذا أخذ شأن الخوارج يضعف في عهد قطري هذا، لاختلافهم فرقا من جهة، ولأثر هذا الاختلاف في مواقفهم في ميدان القتال من جهة ثانية، وتألب المسلمين عليهم من جهة ثالثة، وغلظتهم في معاملة مخالفيهم من جهة رابعة.

وقد توالت هزائمهم على يد المهلب ومن جاء بعده من قواد الأمويين حتى انتهى أمرهم[1]. 

المرتكزات الفكرية والعقائدية[2]:

استند الأزارقة على عدد من المرتكزات العقائدية والفكرية  التي اعتبروا أن الإيمان الكامل لا يكون إلا بها وإن كانت مجرد أهواء متطرفة، وبدعاً، وتتمثل فيما يلي:

أن مخالفيهم من أمة الإسلام مشركون، ومن لا يسارع منهم إلى اعتناق مذهبهم يستحل دمه وماله، هو ونساؤه وأطفاله.

كفر الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ، وقالوا: إن الله أنزل في شأنه: ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام)[ البقرة :204].

إباحة قتل أطفال المخالفين لهم ونسائهم، وقد زعموا أن أطفال المشـركين في النار وأن حكمهم حكم آبائهم، وكذلك أطفال المؤمنين.

زعموا أن من قام في دار الكفر فكافر لا يسعه إلا الخروج.

قالوا إن أبا بكر وعمر عملا بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكانا نموذجاً صالحاً للحكم الديني، أما عثمان بن عفان فقد ظلَّ صالحاً خلال السنوات الست الأولى من حكمه، ثم خالف بعد ذلك حكم القرآن، وبدّل سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأصبح كافراً، أما علي فان سيرته حسنة مرضية، وكان مثالا للخليفة الصالح حتى نهاية معركة صفين، وقبوله بالتحكيم، فكفر في نظرهم، وصوّبوا عمل عبد الرحمن بن ملجم المرادي في قتله. 

كفّروا معاوية  وعبد الله بن عباس وطلحة والزبير وعائشة ومن كان معهم من أصحاب الجمل.

كفّروا كل من اشترك في معركة صفّين من الطرفين، وحكموا بخلودهم في النار.

لا يحل  للأزارقة  أن يجيبوا أحداً من غيرهم إلى الصلاة إذا دعاهم إليها، ولا أن يأكلوا من ذبائحهم، ولا يتزوجوا منهم، ولا يتوارث الخارجي وغيره.

إسقاط الرجم على الزاني إذ ليس في القرآن ذكره. 

أسقطوا حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال، مع وجوب الحد على قاذف المحصنات من النساء.

تجويزهم أن يبعث الله تعالى نبيا يعلم أنه يكفر بعد نبوته، أو أنه كان كافرا قبل البعثة.

التقيّة غير جائزة لا في قول ولا في عمل خلافاً للشيعة، ولو تعرضت النفس والمال والعرض للأخطار، مستدلين بقوله تعالى: (إذا فريق منهم يخشّوْنَ الناس كخشية الله).

من ارتكب كبيرة من الكبائر، كَفَرَ كُفْرَ ملة خرج به عن الإسلام جملة، ويكون مخلداً في النار مع سائر الكفار، خلافاً للمرجئة والمعتزلة، واستدلوا بكفر إبليس، وقالوا ما ارتكب إلا كبيرة، حيث أُمِر بالسجود لآدم فامتنع.

العمل بأوامر الدين من صلاة وصيام وصدق وعدل جزء من الإيمان.

ليس الإيمان بالاعتقاد وحده فمن اعتقد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ثم لم يعمل بفروض الدين وارتكب الكبائر، فهو كافر.

أموال مخالفيهم حلال في كافة الأحوال.

جحد الأمانة لمخالفيهم التي أمر الله تعالى بأدائها، وقالوا إن مخالفينا مشـركون، فلا يلزمنا أداء أمانتنا إليهم. 

يرون قطع يد السارق من المنكب في القليل والكثير، ولم يحددوا في السرقة نصاباً. 

يرون وجوب وجود خليفة لقبوه أمير المؤمنين، واشترطوا فيه أن يكون أصلحهم ديناً سواء أكان قرشياً أم غير قرشي، عربياً أم غير عربي.

رأوا وجوب عزل الخليفة إذا سار سيرة لا تتفق ومصلحة المسلمين، بأن جار أو ظلم، وإذا لم يعتزل في هذه الحالة، قوتل حتى يقتل.

أوجب الأزارقة امتحان من قصد عسكرهم، إذا ادّعى أنه منهم، بأن يُدفع إليه أسير من مخالفيهم، فيؤمر بقتله، فإن قتله  صدَّقوا دعواه، وإن لم يقتله، قالوا إنه منافق ومشرك وقتلوه.

اعتزل الأزارقة جمهور المسلمين الذين عرّفوهم باسم أهل الضلالة، فهاجروا من دار الحرب أو دار الخاطئين إلى دار الهجرة أو دار السلام، وهو اسم حاضرتهم التي كانت تتغير كثيراً.

إن الإمامة لا تختص بشخص إلا أن يجتمع فيه العلم والزهد، فإذا اجتمعا كان إماماً. 

يجب على المرأة الحائض أن تؤدي جميع أعمالها العبادية ولا تنقص منها شيئاً.

يجوز أن يبعث الله تعالى نبياً يعلم أنه كافر بعد نبوته، أو كان كافراً قبل بعثته .

يحرم على الرجل قطع صلاته حتى ولو سرق سارق ماله، أو فرسه اثناء صلاته .

 

                                                   إعداد الباحثة: حفصة البقالي

 

1- تاريخ المذاهب الإسلامية، محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي،ص:77-76.

2- انظر مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، للإمام أبي الحسن الأشعري، تح: أحمد جاد، دار الحديث القاهرة، ص:59-60. والملل والنحل للشهرساني، صححه وعلق عليه الأستاذ فهمي محمد، دار الكتب العلمية، ص:113-115.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق