مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينشذور

الأثر في صفة الصحابة رضي الله عنهم (4)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم»([1]).

كانت حياة الصحابة رضي الله عنهم وجميع أقوالهم وأفعالهم اقتباساً وتطبيقاً للقرآن الكريم، واتّباعاً لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله، فلهم  رضي الله عنهم يرجع الفضل الكبير في إيصال هذا الدّين، ونشره في أصقاع المعمورة، وحفظه من التّحريف والزّيادة والنُّقصان، وهم من بذلوا الغالي والنفيس في سبيل نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذّب عن دينه، فلاقَوا في ذلك أشد أنواع العذاب والاضطهاد، وصبروا وتحمّلوا، فهم مصابيح الدُّجى، وأئمّة الهدى، وقدوةٌ يُقتدى بها، وقد وردت في القرآن الكريم وفي السّنة المُطهّرة آياتٌ وأحاديث تُبيّن فضلهم ومكانتهم،  نذكر من ذلك: قوله عز وجل{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}([2]). وقوله سبحانه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الانْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}([3])، وعن أبي بردة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ»([4])

فهم رضي الله عنهم خير خلق الله تعالى بعد الرّسل والأنبياء، اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيّه مُحمد صلى الله عليه وسلم، فهم أكثر هذه الأمة فهماً وعلماً، والأطهر قلوباً، والأقوم هدياً، وقّافون عند حدود الله، سريعو الإنابة، زُهّادٌ بالحياة الدنيا، توّاقون للآخرة.

يقول ابن القيِّم رحمه الله – مبيِّنًا هذا المعنى في حقِّ الصحابة  رضي الله عنهم: «فَلَا رَيْبَ أَنَّهُمْ كَانُوا أَبَرَّ قُلُوبًا، وَأَعْمَقَ عِلْمًا، وَأَقَلَّ تَكَلُّفًا، وَأَقْرَبَ إلَى أَنْ يُوَفَّقُوا فِيهَا لِمَا لَمْ نُوَفَّقْ لَهُ نَحْنُ؛ لِمَا خَصَّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مِنْ تَوَقُّدِ الْأَذْهَانِ، وَفَصَاحَةِ اللِّسَانِ، وَسَعَةِ الْعِلْمِ، وَسُهُولَةِ الْأَخْذِ، وَحُسْنِ الْإِدْرَاكِ وَسُرْعَتِهِ، وَقِلَّةِ الْمُعَارِضِ أَوْ عَدَمِهِ، وَحُسْنِ الْقَصْدِ، وَتَقْوَى الرَّبِّ تَعَالَى؛ فَالْعَرَبِيَّةُ طَبِيعَتُهُمْ وَسَلِيقَتُهُمْ، وَالْمَعَانِي الصَّحِيحَةُ مَرْكُوزَةٌ فِي فِطَرِهِمْ وَعُقُولِهِمْ»([5]) .

وفيما يلي درر من بعض الآثار الواردة في صفة الصحابة الكرام رضي الله عنهم:

فقد أَخرج ابن أبي شيبة في كتاب الزهد من المصنف درر مختارة ونفيسة من كلام أبي ذر رضي الله عنه([6]) .

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: «وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مَا انْبَسَطْتُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ، وَلَا تَقَارَرْتُمْ عَلَى فُرُشِكُمْ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ وَتَبْكُونَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَنِي يَوْمَ خَلَقَنِي شَجَرَةً تُعْضَدُ وَتُؤْكَلُ ثَمَرَتِي».

وقَالَ أَبُو ذَرٍّ: «الصَّاحِبُ الصَّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ، وَالْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ صَاحِبِ السُّوءِ، وَمُمْلِي الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنَ السَّاكِتِ، وَالسَّاكِتُ خَيْرٌ مِنْ مُمْلِي الشَّرِّ، وَالْأَمَانَةُ خَيْرٌ مِنَ الْخَاتَمِ، وَالْخَاتَمُ خَيْرٌ مِنْ ظَنِّ السَّوْءِ».

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: «ذُو الدِّرْهَمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّ حِسَابًا مِنْ ذِي الدِّرْهَمِ».

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: أَلَا تَتَّخِذُ أَرْضًا كَمَا اتَّخَذَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، قَالَ: فَقَالَ: «وَمَا أَصْنَعُ بِأَنْ أَكُونَ أَمِيرًا، وَإِنَّمَا يَكْفِينِي كُلَّ يَوْمٍ شَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ، أَوْ نَبِيذٍ، أَوْ لَبَنٍ، وَفِي الْجُمُعَةِ قَفِيزٌ مِنْ قَمْحٍ».

عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِيدَانَ، قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا ذَرٍّ فَقَالَ لِي: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِيَوْمِ حَاجَتِي؟ إِنَّ يَوْمَ حَاجَتِي يَوْمَ أُوضَعُ فِي حُفْرَتِي، فَذَلِكَ يَوْمُ حَاجَتِي».

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ لَهُ سَحْمَاءُ([7]) أَوْ شَحْبَاءُ، قَالَ: وَهُوَ فِي مِظَلَّةٍ سَوْدَاءَ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، لَوِ اتَّخَذْتَ امْرَأَةً هِيَ أَرْفَعُ مِنْ هَذِهِ، قَالَ: فَقَالَ: «إِنِّي وَاللَّهِ لَأَنْ أَتَّخِذَ امْرَأَةً تَضَعُنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَّخِذَ امْرَأَةً تَرْفَعُنِي»، قَالُوا: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ امْرُؤٌ مَا تَكَادُ يَبْقَى لَكَ وَلَدٌ، قَالَ: فَقَالَ: «وَإِنَّا نَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي يَأْخُذُهُمْ مِنَّا فِي دَارِ الْفَنَاءِ وَيَدَّخِرُ لَنَا فِي دَارِ الْبَقَاءِ»، قَالَ: وَكَانَ يَجْلِسُ عَلَى قِطْعَةِ الْمِسْحِ وَالْجَوَالِقِ، قَالَ: فَقَالُوا: يَا أَبَا ذَرٍّ، لَوِ اتَّخَذْتَ بِسَاطًا هُوَ أَلْيَنُ مِنْ بِسَاطِكَ هَذَا، قَالَ: فَقَالَ: «اللَّهُمَّ غُفْرًا، خُذْ مَا أُوتِيتَ، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِدَارٍ لَهَا نَعْمَلُ وَإِلَيْهَا نَرْجِعُ».

عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رَسُولًا، قَالَ: فَجَاءَ الرَّسُولُ فَقَالَ لِأَبِي ذَرٍّ: إِنَّ أَخَاكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، يَقُولُ لَكَ: اتَّقِ اللَّهَ وَحَقَّ النَّاسِ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: «مَالِي وَلِلنَّاسِ، وَقَدْ تَرَكْتُ لَهُمْ بَيْضَاءَهُمْ وَصَفْرَاءَهُمْ»، ثُمَّ قَالَ لِلرَّسُولِ: «انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ»، قَالَ: فَانْطَلَقَ مَعَهُ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَهُ إِذَا طُعَيْمٌ فِي عَبَاءَةٍ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ، وَقَدِ انْتَشَرَ بَعْضُهُ، قَالَ: فَجَعَلَ أَبُو ذَرٍّ يَكْنِسُهُ وَيُعِيدُهُ فِي الْعَبَاءَةِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ مِنْ فِقْهِ الْمَرْءِ رِفْقَهُ فِي مَعِيشَتِهِ»، قَالَ: ثُمَّ جِيءَ بِطُعَيْمٍ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «كُلْ»، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَكْرَهُ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ لِمَا يَرَى مِنْ قِلَّتِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ: «ضَعْ يَدَكَ، فَوَاللَّهِ لَأَنَا بِكَثْرَتِهِ أَخْوَفُ مِنِّي بِقِلَّتِهِ»، قَالَ: فَطَعِمَ الرَّجُلُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْكَ يَا أَبَا ذَرٍّ».

عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: أَرْسَلَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَهُوَ عَلَى الشَّامِ إِلَى أَبِي ذَرٍّ بِثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ، فَقَالَ: اسْتَعِنْ بِهَا عَلَى حَاجَتِكَ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: «ارْجِعْ بِهَا، فَمَا وَجَدَ أَحَدًا أَغَرَّ بِاللَّهِ مِنَّا، مَا لَنَا إِلَّا ظِلٌّ نَتَوَارَى بِهِ، وَثُلَّةٌ مِنْ غَنَمٍ تَرُوحُ عَلَيْنَا، وَمَوْلَاةٌ لَنَا تَصَدَّقَتْ عَلَيْنَا بِخِدْمَتِهَا، ثُمَّ إِنِّي لَأَتَخَوَّفُ الْفَضْلَ».

عن عَبْدُ اللَّهِ الرُّومِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ طَلْقٍ وَإِنَّهَا حَدَّثَتْهُ، أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى أَبِي ذَرٍّ فَأَعْطَتْهُ شَيْئًا مِنْ دَقِيقٍ وَسَوِيقٍ، فَجَعَلَهُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ، وَقَالَ: «ثَوَابُكَ عَلَى اللَّهِ»، فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ طَلْقٍ، كَيْفَ رَأَيْتِ هَيْئَةَ أَبِي ذَرٍّ؟ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، رَأَيْتُهُ شَعِثًا شَاحِبًا، وَرَأَيْتُ فِي يَدِهِ صُوفًا مَنْفُوشًا وَعُودَيْنِ قَدْ خَالَفَ بَيْنَهُمَا وَهُوَ يَغْزِلُ مِنْ ذَلِكَ الصُّوفِ.

عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ فَأَقْبَلَ رَجُلٌ لَا تَرَاهُ حَلْقَةٌ إِلَّا فَرُّوا مِنْهُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْحَلْقَةِ الَّتِي كُنْتُ فِيهَا، فَثَبَتُّ وَفَرُّوا، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَبُو ذَرٍّ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: مَا يَفِرُّ النَّاسُ مِنْكَ؟ فَقَالَ: «إِنِّي أَنْهَاهُمْ عَنِ الْكُنُوزِ»، فَقُلْتُ: إِنَّ أُعْطِيَاتِنَا قَدْ بَلَغَتْ وَارْتَفَعَتْ فَتَخَافُ عَلَيْنَا مِنْهَا؟ قَالَ: «أَمَّا الْيَوْمُ فَلَا، وَلَكِنَّهَا يُوشِكُ أَنْ تَكُونَ أَثْمَانَ دِينِكُمْ فَدَعُوهُمْ وَإِيَّاهَا» ([8]).

————————————————————————————–

([1]) أخرجه مسلم في الصحيح-كتاب فضائل الصحابة– باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم:4/1963 رقم: 2533.

([2])  سورة التوبة آية 101.

([3])  سورة الفتح، آية: 29.

([4]) أخرجه مسلم في الصحيح-كتاب فضائل الصحابة–  بَابُ بَيَانِ أَنَّ بَقَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَانٌ لِأَصْحَابِهِ، وَبَقَاءَ أَصْحَابِهِ أَمَانٌ لِلْأُمَّةِ:4/1961 رقم: 2533.

([5]) إعلام الموقعين:4/ 113.

([6])  مصنف بن أبي شيبة: 12/244-247.

([7]) سحماء: سوداء، ينظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير:2/ 348.

([8])  -الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، المؤلف: أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ)، تحقق: حمد بن عبدالله جمعة ومحمد بن إبراهيم اللحيدان، الناشر: مكتبة الرشد – الرياض، الطبعة: الأولى، 1425هـ./ 2004م.

      -حياة الصحابة تأليف: محمد يوسف الكاندهلوي-تحقيق: الدكتور بشار عواد معروف-مؤسسة الرسالة-ط 1- 1420هـ/1999م.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق