الرابطة المحمدية للعلماء

افتتاح ندوة دولية بالرباط حول “المغرب وإفريقيا : التاريخ والحاضر والمستقبل”

أكد رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، السيد محمد الدرويش، أمس الخميس بالرباط في افتتاح ندوة دولية في موضوع “المغرب وإفريقيا .. التاريخ والحاضر والمستقبل”، أن العلاقات المغربية الإفريقية تتبلور وفق مقاربة تنموية شمولية تستحضر بالخصوص الجانب الروحي والحضاري، على خلاف بعض الجهات الأخرى التي تراهن في حضورها الإفريقي فقط على الجوانب المالية.

وأبرز السيد الدرويش أن انعقاد هذا اللقاء العلمي، الذي تنظمه مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، يأتي على خلفية مستجدات يتمثل أهمها في الإشارات القوية التي بعثتها الزيارات الملكية للعديد من البلدان الإفريقية، فضلا عن الظرفية الاقتصادية الدولية التي تمر بها القارة الإفريقية، والتي “تحاول بعض القوى الدولية استثمارها في أفق فرض هيمنتها على موارد وخيرات القارة”.

وأضاف أن البعد الإفريقي للمغرب يتمحور بالأساس حول تعزيز قيم الديمقراطية والتنمية والأمن ومحاربة الإرهاب، علاوة على تكريس مبدإ التكتل الإقليمي، من منطلق أن “إفريقيا للإفريقيين”، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن الدستور المغربي قطع الشك باليقين، وتضمن التأكيد على أهمية البعد الإفريقي بالنسبة للمغرب.

وفي المقابل، سجل المحاضر أن العديد من البلدان تعتبر أن “ولوج أبواب إفريقيا يتم فقط من خلال توزيع الأموال لأغراض مشكوك في نزاهتها ولا دخل لها في تحقيق التنمية”.

وذكر رئيس المؤسسة بأن تفاعل المغرب مع أوضاع القارة الإفريقية يعود إلى السنوات الأولى لما بعد الاستقلال، عندما احتضنت المملكة أوائل ستينيات القرن الماضي أول تجمع للدول الإفريقية، والذي شكل النواة الأولى لمبدإ الوحدة الإفريقية ومبدإ عدم الانحياز.

ومن جانبه، شدد الخبير السنغالي الدولي، لاندين سافان، على أن تعزيز الروابط المغربية الإفريقية يؤشر على أهمية تطوير الشراكات ما بين البلدان الإفريقية، وذلك بهدف الاضطلاع بالدور التنموي لهذه البلدان وفرض وجودها على الساحة الدولية.

واعتبر الخبير السنغالي أنه بفضل حرصه على الارتقاء بتعاونه وتشبثه بعمقه الإفريقي، أصبح المغرب مصدر إلهام تنموي للعديد من البلدان الإفريقية، خاصة في ضوء الصعوبات التي تواجهها هذه الأخيرة لفرض تموقعها على الساحة الأوروبية، مشيدا في نفس الإطار بالزيارات التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للعديد من البلدان الإفريقية، وما تنطوي عليه من أبعاد تنموية واجتماعية.

يشار إلى أن أشغال هذه الندوة، التي تميزت جلستها الافتتاحية بحضور بعض أعضاء الحكومة وفاعلين سياسيين واجتماعيين واقتصاديين، وأساتذة باحثين من بلدان إفريقية وأوروبية، ستواصل أشغالها إلى غاية يوم غد الجمعة للتداول بشأن العلاقات المغربية الإفريقية، من خلال محاور رئيسية تشمل على الخصوص؛ “المغرب في العمق الجيو-سياسي الإفريقي” و”الاستقرار والتحديات الأمنية في القارة الإفريقية” و”التمثلات الإفريقية” و”الدبلوماسية الموازية” و”التحديات الاندماجية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق